عمرها لا يزيد على 23 سنة ومع ذلك تعمل في السينما الهوليوودية منذ عشر سنوات وتحمل شهادة عالية في الآداب والفلسفة من جامعة برينستون الشهيرة. أنها كيت بوسوورث خطيبة النجم أورلاندو بلوم، بطل"مملكة السماء"وپ"سيد الحلقات"وپ"إليزابيثتاون"- في الحياة اليومية لكنها حبيبة الرجل الطائر فوق الشاشة في الفيلم الجديد"سوبرمان يعود"والذي يروي مغامرات"منقذ"البشرية الذي تقمص شخصيته في الماضي بنجاح الممثل الراحل كريستوفر ريف قبل أن يحل مكانه الآن الشاب المجهول براندون روث إلى جوار بوسوورث المشعة بجمالها وجاذبيتها في دور الصحافية لويس لين المغرومة سراً بسوبرمان، من دون أن تعلم أنه عندما لا يقضي وقته في مكافحة الظلم، يعيش حياة عادية ولا يطير بل ويعمل في الجريدة نفسها التي توظفها. شوهدت بوسوورث سابقاً في"الرجل الذي يهمس للخيول"من إخراج وبطولة روبرت ريدفورد، وهو الفيلم الذي شهد أيضاً ميلاد نجمة ثانية اسمها سكارليت جوهانسون، ثم في"بلو كراش"حيث أدت دور بطلة رياضية متخصصة في ممارسة"التزلج"فوق الأمواج العالية، وفي"ووندرلاند"الذي روى سيرة الممثل الأميركي المتخصص في الأفلام الإباحية جون هولمز الذي ارتكب جريمة قتل في زمن الثمانينات وأدى دوره على الشاشة النجم فال كيلمر. وإضافة إلى نجوميتها العالمية الحديثة العهد بفضل شعبية سوبرمان صارت بوسوورث منتجة سينمائية تخطط لمشاريع مستقبلية مناسبة لذوقها الفني بدلاً من أن تكتفي بالعمل في خدمة الغير. جاءت الفنانة الشابة بصحبة زميلها براندون روث والمخرج بريان سينغر إلى باريس لحضور حفل افتتاح فيلم"سوبرمان يعود"في دار سينما"سيني سيتي"الضخمة التي افتتحت حديثاً في منطقة"لا ديفانس"في الضاحية الباريسية الغربية، فالتقتها"الحياة"هناك وحاورتها. أول ما يلفت في بوسوورث بل ويثير الدهشة مهما كان المرء قد قرأ وسمع عن هذا التفصيل، هو لون عينها اليسرى الرمادي المائل الى الأزرق بالنسبة الى لون عينها اليمنى الرمادي المائل الى الأخضر وذلك بشكل طبيعي بحسب ما تؤكده صاحبة الشأن، كلما سئلت عن احتمال وضعها عدسات خاصة ملونة. من المفروض أن تسلط كاميرات السينما عدساتها على عينيك في لقطات كثيرة نظراً الى ما تتصف به نظراتك من غرابة جذابة؟ - لست عارضة أزياء بل ممثلة وبالتالي تركز الكاميرا اهتمامها على ما يفيد حبكة السيناريو، ويحدث أن أظهر في حملات إعلانية لماركات كبيرة متخصصة في الجمال والأناقة مثل أورلان، وهنا تحتل عيناي المكانة الأولى فوق الصورة. هل أنت من المعجبات أصلاً بحكايات سوبرمان؟ - قرأت قصص الرجل الطائر في طفولتي مثل كثيرين من الصغار بطبيعة الحال، ثم أعجبت جداً بالممثل كريستوفر ريف الذي أدى الشخصية فوق الشاشة، ولم أتخيل نفسي أقوم بالبطولة النسائية في يوم ما في مغامرة جديدة من مغامرات هذه الشخصية الخيالية الساحرة. كيف حصلت على الدور إذاً؟ - حصلت عليه بفضل الممثل كيفين سبيسي الذي يمثل شخصية الشرير في الفيلم والذي تعرفت إليه لمناسبة عملي إلى جواره في فيلم كوميدي خفيف. لقد أبدى سبيسي إعجابه بي كممثلة وطلب من مخرج"سوبرمان يعود"بريان سينغر أن يمنحني فرصة الفوز بدور حبيبة البطل ولو من طريق إجراء اختبار تقليدي أمام الكاميرا. وهذا ما حدث. وأعترف لك بأنني بذلت قصارى جهدي في يوم الامتحان حتى أقنع سينغر وأصحاب القرار في الشركة المنتجة بأن الدور لا يصلح إطلاقاً فغيّرت مثلاً شكلي ولون شعري وتسريحتي ووضعت النظارات حتى أبدو صحافية جادة بما أن البطلة لويس لين تمارس هذه المهنة برصانة تامة. ونجحت في الاختبار على رغم ان بريان سينغر التقى أكثر من خمسين ممثلة شابة للدور. هل لعب كيفين سبيسي دوراً في حصولك على الدور أم أن مهارتك وحدها هي التي فتحت أمامك باب العمل في الفيلم؟ - كيفين سبيسي توسط من أجل تسجيل اسمي على قائمة المرشحات للاختبار، وأنا أشكره كثيراً على ذلك، فلولا الامتحان أمام الكاميرا وفرصة التقاء سينغر لما مثلت الدور طبعاً. يقال باستمرار إنك جوليا روبرتس جديدة في هوليوود، فما رأيك في هذه المقارنة؟ - لا أعتقد بأنني أشبه فعلاً جوليا روبرتس من حيث الملامح، لكن ربما أن ابتسامتي تذكر البعض بابتسامتها، وأدواري الرومانسية أيضاً، كما في"بلو كراش"و"سوبرمان يعود"، قد تسبب المقارنة بيننا. أنا فخورة بهذا الشيء لكن إلى حد ما لأنني لا أرغب أبداً في تولي خلافة ممثلة ثانية أو التخصص في نوع أدوارها نفسه ذلك أنني مقتنعة بأهمية الهوية الشخصية والأشياء التي تأتي بها كل واحدة على الشاشة والتي لا شك في أنها فريدة في أسلوبها. وما أود قوله بهذا الصدد هو"أبعدوني عن التقليد". فليس هناك أسوأ منه في الحد من عمر الفنان على الصعيد المهني. في فيلم"بلو كراش"أديت شخصية بطلة في رياضة التزلج المائي، فهل أنت رياضية في الحقيقة أم أنك لجأت إلى بديلة في اللقطات التي دارت فوق الماء؟ - أنا أمارس أنواعاً عدة من الرياضة منذ سن الصبا، أهمها ركوب الخيل وثم السباحة وأجيد التزلج المائي ومع ذلك اضطررت إلى التدريب الشاق عليه لمدة ثلاثة شهور قبل بدء تصوير الفيلم بمعدل أربع ساعات في النهار حتى أنجز الحركات المطلوبة التي توحي بأنني بطلة في هذا الميدان، ولم ألجأ إطلاقاً إلى بديلة بل فعلت كل ما يظهر فوق الشاشة بنفسي. الأفضل بين المتقدمات هل أن إجادتك ركوب الخيل هي التي جلبت لك دورك في فيلم"الرجل الذي يهمس للخيول"وكنت لا تزالين بعد صبية صغيرة؟ - نعم، فقد كنت في الثالثة عشرة من عمري حينما سجلت أمي اسمي في مسابقة فنية من أجل دور صغير يتطلب من صاحبته ركوب الخيل في فيلم كان سيخرجه ويمثل بطولته روبرت ريدفورد. وحزت الدور من دون أدنى صعوبة لأنني كنت الأفضل بين جميع المتقدمات، ووجدت نفسي في لقطات مشتركة لكن قصيرة مع ريدفورد وسكارليت جوهانسون التي نالت في الفيلم أول أدوارها الكبيرة. هل كنت متأثرة بالعمل تحت إشراف ريدفورد وأمامه في هذا الفيلم؟ - لا أبداً فعلى رغم التقدير الذي أكنّه له لا أستطيع القول إنني شعرت بخوف من أي نوع فأنا منحته ثقتي التامة وقلت لنفسي إنه طالما اختارني فلا بد من أن يكون على دراية بما يفعله وأن الموضوع كله تحت مسؤوليته في النهاية، ورحت أفعل ما اعتبرته من واجبي أن أفعله، وأقصد انني أديت دوري على أحسن وجه وبحسب طاقتي الفنية وقدرتي على ركوب الخيل بمهارة لا أكثر ولا أقل. وكيف تفسرين نجومية سكارليت جوهانسون الفورية في ما بعد وانتظارك أنت مدة أطول حتى يتم الاعتراف بك رسمياً كممثلة جيدة؟ - أنا عدت إلى تعليمي المدرسي ثم الجامعي بعد الانتهاء من تصوير الفيلم، ولم أظهر في أفلام أخرى طوال خمس سنوات، بينما استمرت سكارليت في العمل السينمائي وبنت لنفسها شهرة كبيرة وهي بعد مراهقة. وهل تعتبرينها منافسة لك الآن؟ - أي ممثلة في مثل عمري هي بلا شك منافسة لي، خصوصاً إذا كانت تعرف النجاح، لكن المنافسة في نظري من أفضل الأشياء التي تدفع المرء إلى التقدم، لذا لا أنظر إليها بطريقة سلبية أبداً. كشف الحجاب ألا توجد غيرة بين الممثلات الناشئات؟ - لا شك في أن الغيرة موجودة في الوسط السينمائي وليس فقط عند الناشئات. صدقني، لكنني شخصياً لا أشعر بها وأرفض أن أترك مثل هذا الإحساس السلبي يسيطر علي. لكن ألا تلاحظين أن هناك بين زميلاتك من تشعر بالغيرة تجاهك مثلاً؟ - لا، لأنني أرفض أن أضيع وقتي في محاولة كشف الحجاب عن مشاعر الزميلات، وعندما تأتيني إشاعة مثلاً في شأن ممثلة تكون قد قالت عني كل الخير الذي تحمله في قلبها، أرد بأنني في انتظارها إذا أرادت أن تواجهني بكلامها. وأما غير ذلك فالأمر لا يهمني ولا يشغل بالي أبداً. ماذا عن علاقتك العاطفية مع النجم أورلاندو بلوم؟ - أورلاندو خطيبي وهذا كل ما في الأمر. قيل إنك انفصلت عنه ثم عدت إليه؟ - أنا انفصلت عنه في الحقيقة قبل عام وبعد علاقة عاطفية دامت سنتين وكان ذلك بسبب انشغال كل واحد منا إلى درجة كبيرة جداً بعمله، خصوصاً في بلاد بعيدة ما جعلنا نبتعد عن بعضنا البعض ونقرر إنهاء علاقتنا، ثم عادت المياه إلى مجاريها إثر اكتشافنا مدى تعلقنا ببعضنا وصعوبة فراقنا العاطفي، حتى إذا كانت ظروفنا المهنية تبعدنا عن بعضنا فترات طويلة، فقد جاء الفراق بمثابة اختبار لحبنا المتبادل. يقال إن علاقتكما عرفت أوجها أثناء وجود أورلاندو في المغرب لتصوير فيلم"مملكة السماء"؟ - هذا صحيح، فأنا كنت قد ترددت إلى المغرب لأكون إلى جواره وعشنا هناك أحلى أيامنا معاً. والمغرب بالنسبة إلي مثل الجنة فوق الأرض لما يتميز به هذا البلد من صفات جذابة في مناظره الطبيعية وجوه العام وطباع أهله ومأكولاته ومشروباته. وحصل الفراق عقب عودتنا من هناك، لكننا الآن، مثلما ذكرته، نعيش علاقة عاطفية جادة وقوية لن تزعزعها العواصف العابرة. وما رأيك في براندون روث"سوبرمان"الجديد فوق الشاشة؟ - هل رأيته فوق الشاشة؟ وهل تعرف أنه لم يمثل أي شيء آخر ذي أهمية في حياته السينمائية؟ أنا أتوقع له مستقبلاً باهراً، فهو يمزج بأسلوب غريب بين جودة الأداء والقوة الجسمانية والوسامة والجاذبية والتواضع ما يجعله في نظري، بلا أدنى شك، في مرتبة أكبر نجوم هوليوود وبالتالي العالم في المستقبل القريب، وأتمنى ألا تحبسه السينما في إطار دور سوبرمان وحسب فهو قادر بحسب ما ألمس فيه على التنويع في تمثيله والتقلب بين الكوميديا والدراما والمغامرات.