خاب امل الاف الفلسطينيين على جانبي الحدود الفلسطينية - المصرية امس بعدما رفضت سلطات الاحتلال الاسرائيلي فتح معبر رفح الحدودي امام حركة المغادرين من قطاع غزة والقادمين اليه، بعد اغلاق دام 45 يوما. وبكى كثير من المواطنين والمواطنات الذي وصلوا منذ ساعات الصباح الاولى الى معبر رفح المنفذ الوحيد لسكان القطاع على العالم الخارجي، بعدما ابلغهم المسؤولون والعاملون الفلسطينيون في المعبر ان سلطات الاحتلال الاسرائيلي لن تسمح بفتح المعبر لتمكينهم من مغادرة القطاع للمرة الاولى منذ نحو شهر ونصف الشهر. ومنعت سلطات الاحتلال عشرات المراقبين الاوروبيين من الوصول الى معبر رفح لممارسة عملهم كمراقبين لحركة العمل في المعبر. وتذرعت سلطات الاحتلال بوجود قنبلة وضعها فلسطينيون في مكان ما على طريق المعبر تحول دون وصول المراقبين الاوروبيين الى المعبر، وهو ما يعني عمليا عدم تمكين السلطة من تشغيل المعبر. وتستخدم سلطات الاحتلال باستمرار ذريعة وجود خطر امني على حياة الاوروبيين كوسيلة ناجعة للضغط على المراقبين في شكل غير مباشر، ومنعهم من الوصول الى المعبر بحجة الحفاظ على حياتهم. ولا تستطيع السلطة الفلسطينية تشغيل المعبر من دون وجود المراقبين الاوروبيين الذين نص على وجودهم بروتوكول تشغيل المعبر الذي وقعته السلطة واسرائيل برعاية وزيرة الخارجية الاميركية كونداليزا رايس في الخامس عشر من تشرين الثاني نوفمبر الماضي، وتم بموجبه اعادة فتح المعبر في الخامس والعشرين من الشهر نفسه بعد اغلاق دام بضعة شهور بسبب الانسحاب الاسرائيلي من القطاع الصيف الماضي. وكان رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات اعلن اول من امس ان المعبر سيفتح ابوابه امام المغادرين امس واليوم الخميس. لكن مصادر في بعثة المراقبين الاوروبيين قالت ان سلطات الاحتلال ابلغت البعثة عند الثالثة من فجر امس انه لن يكون بامكان المراقبين الوصول الى المعبر لدواع امنية. وعلمت"الحياة"من مصادر موثوقة ان البعثة الاوروبية تنوي عقد مؤتمر صحافي اليوم الخميس في مدينة غزة حول موضوع معبر رفح. واتهم مسؤول امني فلسطيني المراقبين الاوروبيين بالتواطؤ مع اسرائيل في اغلاق المعبر في وجه المسافرين بسبب رضوخهم الكامل للمطالب والارادة الاسرائيلية. ووصف المدير العام لأمن المعابر سليم ابو صفية الادعاءات الاسرائيلية بأنها حجج واكاذيب واهية ليس لها علاقة بالواقع. وكانت سلطات الاحتلال الاسرائيلي اغلقت المعبر في الخامس والعشرين من حزيران يونيو الماضي في اعقاب اسر مقاتلين فلسطينيين الجندي الاسرائيلي غلعاد شاليت في عملية فدائية نوعية نفذوها في معبر"كيرم شالوم". وترفض سلطات الاحتلال اعادة فتح المعبر كلياً قبل اطلاق شاليت، الامر الذي يرفضه الآسرون. يشار الى ان سلطات الاحتلال سمحت بفتح المعبر امام العالقين في الجانب المصري من المعبر يومي الثامن عشر والتاسع عشر من الشهر الماضي، بعد اربعة ايام على اقتحامه من جانب مسلحين فلسطينيين وادخال مئات العالقين فيه.