عاودت المحكمة الرياضية جلساتها المتعلقة بأكبر فضيحة في تاريخ الكرة الايطالية، صباح أمس الخميس، في إحدى قاعات الملعب الاولمبي في العاصمة روما، وسط أجواء تمهد إلى اعتراف يوفنتوس بطل الدوري بالتهم الموجهة إليه في خطوة قد تجنب"السيدة العجوز"الهبوط إلى الدرجة الثالثة، واللعب في الدرجة الثانية الموسم المقبل. ويوجود على مقاعد المتهمين، إلى جانب يوفنتوس، أندية ميلان ولاتسيو وفيورنتينا، و26 متهماً من إداريين وحكام ورؤساء أندية وأعضاء من الاتحاد الايطالي لكرة القدم. وافتتحت الجلسات بمرافعة محامي إداريي ميلان المتهمين بالتدخل لتعيين بعض حكام الراية، وبعد يومين على توصية وكيل الاتحاد الايطالي ستيفانو بالاتزي بإنزال يوفنتوس إلى"درجة دون الثانية"، والأندية الثلاثة الاخرى المتورطة في فضيحة التلاعب بالنتائج إلى"الدرجة الثانية". وشهد مساء أول من أمس الأربعاء محاولات عدة يائسة من محامي يوفنتوس للحد من حجم العقوبات المتوقعة على"السيدة العجوز"، إذ اعتبر محامي الفريق تشيزاري زاكوني،"ان عقوبة يوفنتوس يجب ان تكون مماثلة لتلك التي ستحصل عليها الأندية الاخرى، وهي الإنزال إلى الدرجة الثانية"، معتبراً ان تلك العقوبة ستكون مقبولة،"صعبة لكن مقبولة". وأضاف:"في الوقت الحالي إنزال الفريق إلى الدرجة الثانية سيكون شبيها بالانتصار، أو سيكون مقبولا على اقله". ووجه دي لوكا، احد محاميي ميلان ضربة إضافية إلى يوفنتوس، عندما توجه إلى القاضي قائلاً:"مساء أمس محامي يوفنتوس غيّر دفاعه أي بإمكان اعترافه بذنب النادي، نحن نقف أمامكم اليوم مصرين على براءتنا لكن محترمين جميع قراراتكم". واعتبرت وسائل الإعلام الايطالية ان يوفنتوس"سجل هدفا في مرماه"بمحاولته، إلا انها رأت ان الاعتراف بالذنب قد يجنب الفريق الأسوأ. وكتبت"لا غازيتا ديللو سبورت":"يوفنتوس يرفع الراية البيضاء"، في محاولة قد تجنبه الهبوط إلى الدرجة الثالثة، في حين عنونت"لا ريبوبليكا":"يوفنتوس يستسلم". ويبدو ان مالكي يوفنتوس عائلة انييلي أبعدت نفسها عما يحصل مع الفريق، خصوصاً عن إداريي النادي، وعلى رأسهم مدير الفريق المستقيل من منصبه لوتشيانو موجي، الذي انطلقت معه"كارثة الفضائح"، عندما نشرت صحيفتا"لا غازيتا ديللو سبورت"وكورييري ديلا سيرا"تسجيلات صوتية لمكالمات هاتفية أقامها مع بييرلويجي بايريتو، عضو سابق في لجنة الحكام في الاتحاد الايطالي، طالباً منه تعيين حكمين معينين لمباراتي يوفنتوس ضد ميسينا وميلان عام 2004، وكذلك لمباراته مع ديورغارندز السويدي عام 2004 في إطار مسابقة دوري أبطال أوروبا، إذ كان بايريتو يشغل في الوقت نفسه نائب رئيس لجنة الحكام في الاتحاد الأوروبي. وشارك في هذه الفضيحة عضو مجلس إدارة يوفنتوس انطونيو جيرودو الذي تضمنته توصيات بالاتزي بالإيقاف خمسة أعوام كما حال موجي وبايريتو أيضاً. وأدت هذه الفضائح إلى استقالة مجلس إدارة يوفنتوس في 11 أيارمايو الماضي، وعين مكانه تسع أعضاء جدد بينهم لاعب الوسط الدولي السابق ماركو تارديللي المرجح ان يخلف موجي. ودعت شركة ايفيل القابضة، التي تشرف على شركة"فيات"للسيارات ونادي يوفنتوس، مدرب منتخب ايطاليا للكرة الطائرة جان باولو مونتالي ليكون عضواً في مجلس الإدارة الجديد. وعينت الشركة رجل الأعمال جوفاني كوبولي جيغلي 61 عاماً رئيساً للنادي بدلاً من فرانتسو غراندي ستيفنز، الذي استقال بدوره، على رغم عدم اتهامه في قضية المباريات المزورة، والفرنسي جان كلود بلانان المنظم السابق لرالي باريس- داكار، ودورة فرنسا الدولية للدراجات مديراً عاماً. وكانت أولى عواقب هذه القضية استقالة مدرب يوفنتوس فابيو كابيللو بعد اجتماع قصير ضمه إلى رئيس النادي الجديد جيغلي. ويبدو ان الجهاز الإداري الجديد ليوفنتوس استبق توصيات بالاتزي وبدأ يشعر بالواقع المرير الذي سيصيبه نهاية الأسبوع الجاري بعد ان أكد رئيسه جيغلي ان فريقه مستعد لتحمل عقوبة سنة واحدة، واللعب في دوري الدرجة الثانية لكنه لا يشعر بالذنب بسبب تورط بعض المسؤولين في فضيحة التلاعب بنتائج بعض المباريات. وشهد فريق"السيدة العجوز"كارثة إضافية الأسبوع الماضي عندما حاول مدافعه الدولي السابق والمعين مديراً للفريق أخيراً، جانلوكا بيسوتو الانتحار برمي نفسه من نافذة مكتبه في الطابق الثاني من مبنى النادي. وربط معظم المحللين محاولة انتحار بيسوتو بما يحصل حاليا في يوفنتوس، خصوصاً بعدما أكدت زوجته ريانا ان بيسوتو تأثر كثيراً بفضائح الفساد والتلاعب في النتائج التي تعصف بالكرة الايطالية، وفريق يوفنتوس بشكل خاص، وأردفت قائلة"لقد عانى كثيراً من هذه الواقعة، لقد قال دائماً إن ما يحصل غير عادل كأن كل العمل الذي قمنا به ذهب أدراج الرياح". ويمثل تصريح بيسوتو الأخير، نقلاً عن زوجته، لسان حال الغالبية العظمى للاعبي المنتخب الايطالي، الذي يخوض غمار نهائي"مونديال"ألمانيا حالياً أمام فرنسا الأحد المقبل، إذ قد يجد 13 لاعباً في"الآزوري"أنفسهم في مصاف الدرجة الثانية وحتى الثالثة قبل انطلاق المباراة النهائية في الملعب الاولمبي في برلين، إذ من المتوقع ان يتم إعلان الحكم الابتدائي في 9 الشهر الجاري أي في يوم نهائي"المونديال"، وفي حال استئناف قرار المحكمة سيتم البت بالقرار النهائي قبل 20 تموز يوليو المقبل.