علمت «الحياة» أن أحد مراكز أبحاث الحج والعمرة في منطقة مكةالمكرمة تنفذ حالياً برنامجاً حديثاً تجرى عليه اختبارات متقدمة، يهتم بفرز الحجاج والأشخاص الموجودين داخل المشاعر المقدسة، وسيمكن القائمين عليه من تحليل شخصية الحاج، ومعرفة توجهاتها المريبة، والتنبؤ بسلوكياتها. ولفتت تلك المصادر إلى أن هذا البرنامج المتقدم لن يجد صعوبة بالغة في تحليل تلك الشخصية أياً كانت سواء بين أعداد الحجاج الضخمة أو حتى معرفتها أثناء وجودها في مجموعات مختلفة أو بشكل فردي داخل المشاعر المقدسة، مشيرةً إلى أن هذا الأمر سيتم من طريق معالجة الصور بالحاسب الآلي الذي زود به المركز ويتم إجراء التجارب الحية عليه حالياً. وأوضحت أن هذا البرنامج يأتي ضمن حزمة برامج متقدمة يعمل القائمون على تنفيذها خلال موسم الحج المقبل، يأتي من أهمها برامج آلية تساعد على إرشاد الحجاج التائهين، والتعرف على صور الحجاج والمعتمرين المتوفين أثناء تأدية شعائرهم، مؤكدةً أن هذه البرامج يعكف على إجراء اختباراتها فريق بحثي متخصص للإسهام في إيجاد الحلول اللازمة للخروج بحج آمن. ومن جانبه، قال مدير مركز التميز في أبحاث الحج والعمرة الدكتور عدنان بن عبدالعزيز قطب في تصريح صحافي «إن نتائج هذه الدراسة ستساعد على فرز الأشخاص ومعرفتهم أثناء تواجدهم سواء في مجموعات مختلفة أو بشكل فردي عن طريق معالجة الصور بالحاسب الآلي، وتقدير آلي متقدم لحجم الحشود والازدحام»، مشيراً إلى أن هناك اقتراحاً لتقديم نموذج يساعد قاصدي المسجد الحرام بالتوجه للبوابات والأماكن الأقل ازدحاماً داخل الحرم المكي الشريف والاستفادة المثلى من وقتهم وجهدهم وتخفيف العناء عليهم. وأوضح أن هذه الدراسة التي سيتم تنفيذها خلال موسم الحج تعتمد بشكل رئيس على تحديد الوجوه من خلال الصور المتوافرة آلياً وتطوير أدوات المحاكاة الحاسوبية لتكييفها وإعطاء معلومات تخطيطية حول ازدحام المعتمرين والحجاج والمواقع التي تزداد فيها أعداد الحشود، مشيراً إلى أن هذا التطور سيؤثر في جمع وتحليل البيانات وترتيب الإستراتيجيات لتحسين السلامة والأمان والحماية وتقليل احتمال وقوع أضرار نتيجة الازدحام ومساعدة المسؤولين والمعنيين الذين يقومون ميدانياً بخدمة الحجاج والمعتمرين أو من مواقع مسؤولياتهم. وكشف رئيس الفريق البحثي الدكتور صلاح علي أحمد أنه تم تجهيز معمل خاص بهذه الدراسة في مركز التميز زود بالآليات كافة والأدوات الحديثة التي تساعد في تنفيذ هذا المشروع تضم أجهزة حاسوبية وكاميرات عالية الدقة وذات حساسية متناهية للاستشعار عن بعد، متمنياً أن تحقق الدراسة الأهداف المرجوة منها للوصول إلى حلول ابتكارية للمشكلات والاختناقات المرورية وفصلها عن حركة المشاة أثناء مواسم الحج والعمرة وما تشهده الطرق والممرات المؤدية إلى المسجد الحرام من ازدحام شديد خلال هذه المواسم، والتعرف على الأعداد التقريبية لحركة المشاة خصوصاً في الأماكن التي تزداد فيها أعداد الحشود. وتمنى رئيس الفريق البحثي أن يسهم المشروع في بناء وتطوير النظام لتقدير أعداد المشاة والمارة ويساعد إدارة ومراقبة الطرق في التقاط الصور من المناطق والأماكن المزدحمة وتمكنها من الوصول إلى الأرقام التقريبية لأعداد المشاة والمارة من خلال تلك الصور التي تستخدم فيها برامج مصممة بالحاسب الآلي والشبكات الدقيقة.