أقدم الغرب أخيراً على التنديد ب "حزب الله" و"حماس" بعد المأساة التي ألمت بلبنان . فمنظمتا النازية - الإسلامية مسؤولتان عن العنف، وتتحملان تبعة دفاع اسرائيل المشروع عن النفس. وعلى رغم إدانتهم"حزب الله"و"حماس"، لم تندد مجموعة الثماني بإيران وسورية. ولا ريب في أن حسابات هذا السكوت عن المسؤولين الحقيقيين عن هجمات"حزب الله"تافهة. والى وقت قريب، برر الغربيون النبلاء الهجمات الجهادية عليهم، ونسبوها الى العذاب والاضطهاد الموروث عن هيمنتهم على بلدان العالم الثالث والمترتب على التحالف الأميركي - الصهيوني. وكفر الغرب عن ماضيه، وتحمل ثمرات أخطائه الماضية، وأنكر أن هجمات الحادي عشر من أيلول سبتمبر هي فصل الحرب العالمية الثالثة الاول. والحق أن هذه الحرب هي حرب الاسلاميين المتطرفين"النورانيين". ولا شك في أن توقف أوروبا عن التلميح الى مسؤولية الدولة العبرية في الفوضى العالمية، مفيد. فلا يجوز تبرير جرائم المتزمتين ومعادي اليهودية والصليبية. وشأن تهديدات هتلر، يجب أخذ تهديدات أحمدي نجاد محمل جد. وأما الفصلين الثاني والثالث من هذه الحرب العالمية الجديدة، فشنها الغرب على أفغانستان والعراق. ولبنان الضعيف والمصدوم بنكسته هو ضحية فصل هذه الحرب الرابع . وأبطال هذه الحرب هي الجمهورية الاسلامية الايرانية، الساعية الى تخصيب اليورانيوم. ولا ريب في أن فصل هذه الحرب العالمية الخامس هو هجوم نووي على تل أبيب، أي محاولة الاسلاميين استعجال قدوم يوم الدينونة أو نهاية الزمان. وعلى دعاة محاسبة الجيش الإسرائيلي على رده العسكري العنيف على بلاد الأرز، إدراك أن الحرب العالمية الثالثة دائرة، وأن اسرئيل تسعى الى القضاء على حركة إرهابية خطفت لبنان وتستعمل اللبنانيين درعاً بشرياً. ... وليست إسرائيل في حرب على لبنان. فسورية وإيران شنتا الحرب على اسرائيل انطلاقاً من لبنان أعزل لا حول له ولا قوة. وعلى الدول الغربية، وخصوصاً فرنسا، عدم الاكتفاء بتوجيه اللوم الى"حزب الله". ولا شك في أن فرنسا محقة في الوقوف الى جانب معاناة اللبنانيين. وقد تفقد إسرائيل، وضرباتها العسكرية مسؤولة عن نزوح السكان عن مناطق القتال، تأييد الرأي العام الدولي لها. فالعالم لا يكترث بالضحايا المدنيين الاسرائيليين في حيفا وطبريا وصفد. وعلى الغرب، والبلدان العربية المعتدلة، إعادة الإيرانيين والسوريين إلى رشدهم، ووقف مساعي تدمير المنشآت النووية الإيرانية في سبيل إنهاء الحرب العالمية الثالثة. عن إيفان ريوفول، "لوفيغارو" الفرنسية. 21/7/2006