ناشد الرئيس المصري حسني مبارك الأطراف التي ستجتمع في روما غداً لمناقشة الموقف المتصاعد في لبنان،"اتخاذ قرارت حاسمة لإنهاء هذه الأزمة". وأعرب عن أمله في"وضع نهاية سريعة للمواجهات العسكرية لوقف الدمار الذي يتعرض له لبنان وإنقاذ الأبرياء الذين يدفعون حياتهم ثمناً لهذه الأعمال الإجرامية". وبعثت الخارجية المصرية رسائل عاجلة إلى الدول المشاركة في اجتماع روما لتسويق حزمة أفكار تتضمن تصوراً لترتيبات وقف إطلاق النار وما بعدها. وطالب مبارك في تصريحات نقلتها وكالة"أنباء الشرق الأوسط"الرسمية أمس، بوقف فوري لإطلاق النار على أن"يتم التعامل مع القضايا المسببة للمشكلة الحالية، ومنها رسم حدود مزارع شبعا والإفراج عن المعتقلين". وحذر من استمرار المواجهات الحالية التي قال إنها"ستؤدي إلى كارثة إنسانية". وأضاف أن"الموقف الراهن أصبح خطيراً للغاية ويحتاج إلى تحرك سريع"، وأن"التأخر في وقف إطلاق النار ووضع حد للأعمال العسكرية سيؤدي إلى تعقيد الموقف أكثر مما هو عليه الآن". ودعا المشاركين في اجتماع روما إلى"اتخاذ قرارت حاسمة لإنهاء هذه الأزمة ووضع حد لنزيف الدم وانقاذ الأبرياء الذين يدفعون ثمن هذه المواجهات". وأكد مبارك أنه يواصل جهوده واتصالاته مع مختلف الأطراف وقادة الدول العربية والأجنبية"لاحتواء الموقف وإنهاء التصعيد العسكري بين الجانبين وإتاحة الفرصة للحوار ومعالجة القضايا التي أدت إلى اندلاع المواجهات العسكرية، وأسفرت عن تدمير البنية الأساسية في لبنان وإلحاق الخسائر المادية والبشرية في الجانبين". وفي موازاة ذلك، واصلت القاهرة اتصالاتها الديبلوماسية لوقف التصعيد. وبعث وزير الخارجية أحمد أبو الغيط رسائل عاجلة إلى الأطراف المشاركة في مؤتمر روما تتناول الرؤية المصرية لكيفية معالجة الأوضاع في لبنان. وأوضح أبو الغيط في تصريحات صحافية أمس أن ما طرحته بلاده من أفكار"يدعو إلى اتفاق على توجيه نداء أو إصدار قرار لوقف إطلاق النار في شكل عاجل"، مشيراً إلى أن"تأمين وقف إطلاق النار يتطلب مجموعة مصاحبة من الإجراءات يجب التحدث عنها والمطالبة بها واتخاذها، حتى إذا اقتضى الأمر أن يتم ذلك على مراحل أو في شكل متدرج". ولفت إلى أن هذه الإجراءات تتضمن"كيفية النظر في تعزيز دور الحكومة اللبنانية على الأرض، ومسألة دفع الجيش اللبناني للتواجد على الأرض في الجنوب، وتوسيع إطار القوة الدولية أو إنشاء قوة دولية بقرار من مجلس الأمن تستطيع أن تشرف على تنفيذ وقف إطلاق النار وتؤمن الاستقرار، ومسألة تبادل الأسرى والتفاوض لتحقيق هذا التبادل، ومسألة الخط الأزرق أو تخطيط الحدود اللبنانية". وأعرب عن أمله في أن"يتجاوب المجتمع الدولي مع تلك المتطلبات في صورة قرار دولي". إلى ذلك، عبر رئيس مجلس الأمن القومي الروسي إيغور إيفانوف عن قلق بلاده من تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط. وأعرب عقب لقائه الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، عن تطلع موسكو إلى"وقف العنف والاشتباكات في أسرع وقت ممكن حتى لا نرى مزيداً من الضحايا المدنيين ... وأن تحل المشاكل كافة على مائدة المفاوضات". وفي وقت أكد موسى قيام اليمن بإخطار الجامعة العربية رسمياً بوقف مساعيه لعقد القمة الطارئة، أشار إلى أن احتمال عقد القمة العربية الشاملة أو القمم المصغرة"يظل قائماً في ضوء الظروف التي تمر بها المنطقة". ويبدأ اليوم في مقر الجامعة الاجتماع الطارئ للاتحاد البرلماني العربي الذي دعا إليه رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري لمناقشة الاعتداءات الإسرائيلية على الشعبين اللبناني والفلسطيني. وفي الكويت، ناقش العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح الازمة اللبنانية وسبل التوصل الى وقف لاطلاق النار. ونقلت"وكالة الأنباء الكويتية"عن وزير كويتي قوله إن الزعيمين بحثا خلال زيارة قصيرة للعاهل الأردني أمس في"التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية". وكرر ملك الأردن مطالبته بوقف إطلاق النار في لبنان، كما أمر بإرسال مساعدات طارئة وتسهيل دخول النازحين اللبنانيين إلى الأردن. في غضون ذلك، دان حزب"العدالة والتنمية"الإسلامي في المغرب العدوان الإسرائيلي على لبنان. وقال زعيم الحزب الدكتور سعد الدين العثماني أمس إن الممارسات الإسرائيلية"بمثابة إرهاب دولة وجرائم حرب تتطلب المتابعة القضائية"، كما أنها"مخالفة لكل القوانين الدولية والإنسانية وانتهاك لقواعد العمل الديبلوماسي الذي يجرم المساس بالمؤسسات الشرعية ورموز الدول". وكان الموقف في لبنان شكل محوراً بارزاً في المحادثات التي أجراها العاهل المغربي الملك محمد السادس ورئيس دولة الإمارات العربية الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان الذي يزور المغرب. وتمنى العاهل المغربي على قادة الدول الأعضاء في مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي والفاتيكان والأمم المتحدة في رسائل وجهها إليهم"التوصل الى حل للأزمة اللبنانية". وأعرب المغرب والإمارات في بيان مشترك في ختام أعمال اللجنة المشتركة بين البلدين عن"قلقهما البالغ ازاء تدهور الأوضاع في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط". ووجها نداء الى المجتمع الدولي من أجل"الوقف الفوري للعمليات العسكرية وحل الأزمة عن طريق الحوار والتفاوض"، كما دانا التطرف والإرهاب والعنف الذي يتعين تضافر الجهود لمواجهته". وتواصلت ردود الفعل الشعبية المنددة بالعدوان في عواصم عربية وغربية عدة. وشهدت بلجيكا وفرنسا والهند وباكستان تظاهرات للتضامن مع اللبنانيين. ونظم نحو 400 سوداني تظاهرة أمام السفارة اللبنانية في الخرطوم، منددين بالغارات الاسرائيلية على لبنان. ودعوا العرب إلى التوحد في وجه إسرائيل. وحضر نحو 350 آخرين تجمعاً عقده اتحاد العمال السوداني، دعا فيه إلى"جهاد العدو الصهيوني". وينظم عدد من المنظمات غير الحكومية اللبنانية والفرنسية تجمعاً سلمياً مساء اليوم في باريس للمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار وبدء محادثات فورية لحل النزاع اللبناني - الاسرائيلي. ويشارك في التجمع شخصيات فرنسية بينها رئيس جمعية الصداقة الفرنسية - اللبنانية في الجمعية الوطنية البرلمان الفرنسي النائب اتيان بينت، والوزير اللبناني السابق جورج قرم ومنظمة"نحو المواطنة"و"الجمعية اللبنانية للانتخاب الديموقراطي".