اتفقت مصر وبريطانيا على"ضرورة العمل لوقف إطلاق النار في لبنان والتوصل إلى تسوية سلمية للأزمة". لكن البلدين تباينت وجهات نظرهما في شأن توقيت وقف إطلاق النار الذي تريده القاهرة فورياً. والتقى الرئيس المصري حسني مبارك المنسق الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا أمس، كما ناقش التطورات في لبنان مع العاهل البحريني حمد بن عيسى آل خليفة. وفي وقت تواصلت ردود الفعل الشعبية المنددة بالعدوان الإسرائيلي ضد لبنان، منعت السلطات الجزائرية تظاهرة كان إسلاميون يعتزمون تنظيمها. وأجرى وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيظ محادثات مع نظيرته البريطانية مارغريت بيكيت في لندن، أمس، وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك معها إن"الإفراج عن الجنديين ينبغي أن يكون في إطار وقف لإطلاق النار الفوري". واعتبر أن"من المفهوم ضرورة إطلاقهما، لكن من دون وقف فوري لإطلاق النار، فإن الموقف الذي يلحق الأسى والألم بالمنطقة كلها سيستمر في التدهور". ولفت إلى أنه نقل"وجهة النظر المصرية إلى الحكومة البريطانية ... وأكدنا قلقنا البالغ لسقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين وتدمير البنية التحتية في البلاد". وأضاف:"لن يكون هناك حل عسكري للأزمة، الهدف ينبغي أن يتمثل في التوصل إلى حل سياسي". وفي حين أشارت بيكيت إلى"جهود ديبلوماسية مكثفة"تبذلها مع المجتمع الدولي لإنهاء الأزمة"على نحو السرعة"، أبدت تحفظاً عن طلب مصر وقفاً فورياً لاطلاق النار. وقالت إن"من المهم التوصل إلى وقف لإطلاق النار، ولكن من الأمور الحاسمة أن يكون هذا الوقف دائماً". وشددت على"الحاجة إلى خطة تسمح للحكومة اللبنانية وقواتها المسلحة أن تكون لها سيطرة كاملة على الأراضي اللبنانية". وأكدت أن"هناك قلقاً عميقاً لدى جميع المشاركين في المناقشات، بسبب الأعداد الكبيرة من القتلى والجرحى والنازحين نتيجة لهذا الصراع". وناشدت الحكومة الإسرائيلية بأن تمارس"أقصى حد من ضبط النفس"، لكنها أقرت بحقها في"الدفاع عن النفس ازاء بعض أفظع الأعمال الاستفزازية". وكررت كلام رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، معتبرة أن"أسهل طريقة لإنهاء هذا النزاع هي الإفراج عن الجنديين على الفور. وهذه هي أسهل خطوة يتخذها هؤلاء الذين خطفوهما". وطالب أبو الغيط المجتمع الدولي بأن"يتحمل مسؤولياته"، معتبراً أن"السبيل لتحقيق تقدم هو العودة إلى مجلس الأمن الذي يجب أن يضع مشروعاً يتضمن الدعوة إلى وقف فوري لاطلاق النار". وقال:"يمكن أيضاً توسيع نطاق قوة الأممالمتحدة في لبنان وتغيير تفويضها أو إرسال قوة مراقبين أكبر". وحين سُئل عن سبب عدم تعبيره عن مشاعر الإحباط، أجاب غاضباً""كيف يكون التعبير عن هذا الإحباط، هل هو بالإعراب عن الغضب الشديد والدعوة إلى القتال والتجنيد وذهاب المجندين، هل هذا هو المطلوب؟ ... المطلوب هو استخدام العقل ووضع الأمور في نصابها وتخليص الشعب اللبناني من ورطة كبيرة يجد نفسه فيها، عن طريق عمل سياسي لا عمل تهييجي". من جهة أخرى، طالب المجلس الاستشاري لاتحاد المغرب العربي الذي يضم الجزائر وليبيا والمغرب وموريتانيا وتونس بممارسة"ضغوط دولية لوقف الاعتداءات الإسرائيلية". ودعا في بيان أصدره أمس"البرلمانات في كل انحاء العالم"واللجنة الرباعية الدولية للشرق الاوسط ومجلس الأمن إلى"التدخل الفوري لوقف العمليات الإسرائيلية ووضع حد لمعاناة الشعبين اللبناني والفلسطيني". وفي الرباط، قال مصدر رسمي إن المغرب والسلفادور دعيا إلى"وقف فوري لإطلاق النار بهدف وضع حد"للهجوم الإسرائيلي على لبنان، خلال اجتماع بين وزير الخارجية المغربي محمد بن عيسى ونظيره السلفادوري فرانسيسكو لاينيز. في غضون ذلك، فرقت قوات الأمن الجزائري، أمس، مسيرة دعا إليها"الحزب الإسلامي - حركة مجتمع السلم"للتضامن مع الشعب اللبناني واعتقلت عدداً من المتظاهرين، قبل أن تطلقهم في وقت لاحق. وشارك في المسيرة التي توقفت قبل انطلاقها سياسيون بارزون مثل وزير الصناعة السابق عبدالمجيد مناصرة والصادق بوقطاية القيادي في حزب جبهة التحرير الوطني الذي يقوده رئيس الحكومة عبدالعزيز بلخادم. وألغت مصر احتفالات مهرجان"السياحة والتسوق"السنوي الذى انطلق أمس، تضامنا مع الشعب اللبنانى الشقيق. واعتبر وزير السياحة المصرى زهير جرانة أن"من غير المقبول أن يتم اقامة احتفالات فى ظل الاوضاع فى لبنان".ودعت اتحادات المحامين والأطباء والصيادلة العرب إلى وقفة احتجاجية أمام مقار الأممالمتحدة فى كل الدول العربية الاثنين المقبل. وفي دمشق، نظمت"اللجنة الشعبية السورية لدعم قناة المنار"إلى مسيرة تضامنية مع المقاومة في لبنان وقناة"المنار"التابعة ل"حزب الله". ونظم"الاتحاد العام النسائي"مسيرة بالشموع.