كشف ناطق باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس ان الاخير سيعلن بعد غد السبت موعد الاستفتاء الشعبي على"وثيقة الاسرى"، مانحاً بذلك مزيداً من الوقت لاتصالات"الساعة الاخيرة"مع حركة"حماس". وتردد الرئيس عباس في اعلان موعد اجراء الاستفتاء لهذه الغاية. وقال لدى سؤاله عن ذلك عقب لقائه امس مساعد وزيرة الخارجية الاميركي ديفيد ويلش:"الامر يعتمد على التحضير، وربما يستغرق ذلك يومين او ثلاثة لا ادري". لكن عباس بدا مصمماً على المضي قدما في الاستفتاء في حال لم تسفر الاتصالات الجارية مع"حماس"عن نتيجة. ورحّب في هذا الصدد بحضور مراقبين دوليين للاشراف على الاستفتاء الذي يتناول"وثيقة الاسرى"القائمة على اساس حل الدولتين والاقرار بقرارات الاممالمتحدة ومبادرة السلام العربية ووقف العمليات في اسرائيل وقصرها على الاراضي المحتلة عام 1967. وكان عدد من مساعدي عباس اعلنوا اول من امس ان الرئيس مدّد المهلة امام حركة"حماس"لقبول الاستفتاء الشعبي حتى اليوم الخميس. وقد حظيت خطوات عباس السياسية الاخيرة برضى الادارة الاميركية التي باركت لجوءه الى الاستفتاء الشعبي. وقال ويلش للصحافيين، عقب لقاء مع عباس استمر نحو ساعتين في مقر المقاطعة في رام الله:"اظهر الرئيس عباس قيادة حاسمة في هذه الفترة الصعبة، وهو يتمتع بدعم الادارة الاميركية والمجتمع الدولي في جهوده لتحقيق حل الدولتين بين الفلسطينيين والاسرائيليين على اساس خريطة الطريق". واضاف:"لقد اكدت له دعمنا لممارسته مسؤولياته الدستورية من اجل رفاه شعبه. وسنواصل جهودنا لتزويد الفلسطينيين مباشرة بالمساعدات، فالظروف الاقتصادية في الضفة وقطاع غزة بالغة الصعوبة، ونحن نعمل بصورة حثيثة مع اصدقائنا الأوروبيين لتأسيس آلية دولية موقتة لتقديم هذه المساعدات تحت ادارة اللجنة الرباعية". وشهدت العلاقة بين"فتح"و"حماس"امس انفراجاً محدوداً بعد لقاء عقدته شخصيات قيادية من الحركتين في قطاع غزة اعلن في ختامه الناطق باسم الحكومة عن قرار لرئيس الوزراء باعادة تمركز القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية تمهيدا لضمها لجهاز الشرطة. وجاء هذا الانفراج بعد موجة اشتباكات في شوارع غزة اسفرت عن وقوع العديد من الضحايا. وظهرت في الساعات الأخيرة اصوات في حركة"حماس"تدعو الى عدم التصدي للاستفتاء والعمل على تحويل نتائجه الى"رأي استشاري"غير ملزم، فيما طلب رئيس الحكومة اسماعيل هنية من وزارة الداخلية سحب القوة الخاصة من الشوارع في غزة وتجميعها بعيداً عن السكان. ولاحقاً أ ف ب، جددت"حماس"و"الجهاد"معارضتهما لاجراء استفتاء على"وثيقة الأسرى". وقال الناطق باسم"حماس"سامي ابو زهري خلال مؤتمر صحافي:"الاستفتاء مرفوض لدينا في حماس والقوى المشاركة"أي"الجهاد"و"حماس"و"الجبهة الشعبية - القيادة العامة"و"الصاعقة". واضاف خلال المؤتمر الذي عقده مع القيادي في حركة"الجهاد"خالد البطش:"لن نقبل بالاستفتاء مهما كلف الثمن... ولن نسمح لأحد ان يلتف علينا او يضحك علينا".