لا يمكن التكهن بمدى قبول المجتمعات العربية للنقاش حول الزواج من شابة فقدت عذريتها، سواء عن طريق الزواج أو غيره، لكثرة علامات الاستفهام التي تدور حول الموضوع وحساسيته. فالعفة لا تزال منشد الشاب قبل طرق باب فتاته، وذلك بسبب العادات والتقاليد الراسخة في مجتمعاتنا العربية. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هل يمكن لشاب القبول بفكرة الاقتران بفتاة فقدت عذريتها لسبب أو لآخر؟ أمجد، شاب في الثلاثين من عمره، على أعتاب نيل شهادة دكتوراه في الحقوق، أبدى استغرابه من هذا السؤال، ففي رأيه أن موضوع العذرية لا نقاش فيه، رافضاً التفكير حتى بالاحتمالات، وإن كان السبب زواجاً سابقاً خرجت الفتاة منه الخاسر الوحيد. فهو كما يقول سيتزوج مرة واحدة، ولا يريد أن يفوته شيء. ماجد، الطبيب، حاول على الأقل إعطاء تفسير منطقي, بحسب رأيه. فما الذي يضمن أن الفتاة التي مرت بتجارب سابقة ستتخلى عن هذه الأجواء؟ يسأل ويضيف:"كيف ستكون تربيتها لأولادها؟". يكمل ماجد كلامه بالحديث عن المجتمع، الذي لن يرحم الفتاة. لكن ماجد يبرر الأمر في حال كانت الشابة قد تزوجت سابقاً،"مع أن القضية حساسة نوعاً ما"كما يقول، ويضيف:"يمكن النظر في المبررات أحياناً فلا يمكن إلغاء حياتها لفترة كانت قد مرت بها، ومن الممكن جداً ألا تكون هي المخطئة، والمهم العلاقة المقبلة". ولا يختفي التردد تماماً عند ماجد الذي يبدي تخوفه من"إمكان أن تقارن المرأة حياتها الحالية بعلاقتها السابقة، وهو ما قد يسبب مشاكل في ما بعد". "العذرية ليست عذرية الجسد فقط"، يقول سفيان 25 عاماً وهو متزوج،"خصوصاً أن حل هذه المشكلة من عمليات وما شابه صار في متناول الجميع إذ يمكن إجراؤها في بعض العيادات الخاصة بثمن غير مرتفع،"لذا ما يجب التركيز عليه هو العذرية الفكرية، والتي يمكن ملاحظتها بعد فترة من التعارف". ويعتقد سفيان بأن تقبل الشباب لعدم العذرية"يساعد على إفشاء هذه الظاهرة في المجتمع، وهو ما سيدمر أحد الحواجز التي تخشاها البنت، وبالتالي تجاوز الخطوط الحمر في مجتمعاتنا". "الأعراف المعمول بها في مجتمعاتنا والتي يغلب عليها الطابع المحافظ، تعامل المطلقات بكثير من القسوة، وانطلاقاً من نتائج زواجها السابق، بغض النظر عن أسباب الانفصال"، يقول أحمد 28 عاماً، الذي يؤكد أن الأعراف"تجعلها سجينة بيتها خوفاً من ألسنة الناس، والأسوأ من هذا وذاك أن من سيطرق بابها للزواج مرة أخرى لن يكون إلا رجلاً في مثل حالتها أو يكبرها سناً". ويقدم وائل 29 عاماً رفضه للموضوع بمقاربة أخرى:"فماذا لو تقدم شاب لفتاة وعرفت هي وأهلها بكثرة مغامراته العاطفية؟ سيكون جوابهم الرفض طبعاً".