عندما تذهب في نهار فرانكفورت الطويل للتمتع بمشاهدة أي لقاء من لقاءات كأس العالم مع الجماهير في المدرجات الواسعة، وبين هتافاتهم وانفعالاتهم وأفراحهم وأحزانهم، فهذا لا يعني بالضرورة أن تكون في أحد الملاعب في المدن المستضيفة لهذا اللقاء! لأنه هنا في فرانكفورت جميع المباريات أمام الجماهير في المدرجات... ولكن ليس في الملعب، بل على ضفتي النهر الجميل عبر شاشتين عملاقتين موضوعتين في وسط النهر، وفي اتجاهين متقابلين، بحيث تجلبان المتعة الحقيقية لمباريات كرة القدم، وتوفران عليك عناء التنقل بين المدن، خصوصاً ان مباريات اليوم الواحد تقام في ثلاث مدن. إنها آخر صيحات التقنية... ملاعب كرة قدم من دون ملعب! هل يمكننا محاولة نقل هذه التقنية واستثمارها في زيادة المتابعة لكرة القدم وتطويرها؟... عفواً، نطلب من الغرب تطويرها بما يناسبنا ويلائم ظروفنا. تخيل أنك تشاهد لقاء المنتخب السعودي في كأس العالم من الملعب، وفي المدرجات، عبر شاشة ضخمة، مع الجماهير في الرياض أو جدة أو أي مدينة أخرى! وتخيل أيضاً أنك تشاهد، حتى في الدوري المحلي، لقاء الأهلي والاتحاد في الرياض، أو الشباب أو الهلال على سبيل المثال أمام النصر في جدة! تخيل... ولكن لا تحلم كثيراً بأن يكون هناك شيء مماثل لما نشاهده هنا، مثل المطاعم والمقاهي على جوانبها، وأن تكون فيها أماكن مخصصة للعوائل طبعاً لدينا وليس في ألمانيا. وعلى رجال الأعمال التفكير ملياً في الجدوى الاقتصادية لمشروع كبير وضخم مثل ذلك، يشمل المدرجات الضخمة والمطاعم والمقاهي، وملاعب ومتنزهات للأطفال! ما يعني مشروعاً سياحياً كروياً كبيراً... عموماً دراسات المهتمين لا أتوقع لها أن تطول، ولكن الموافقات الرسمية من مختلف الجهات... الله أعلم، ولكني على يقين بأن مثل هذه الفكرة نسبة نجاحها كبيرة، وتخفف الضغوط في جوانب أخرى، وأننا سنشاهدها يوماً من الأيام... ولكن متى؟... هذا هو السؤال الصعب. [email protected]