شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على ضرورة أن تنصب جهود المجتمع الدولي في اتجاه استئناف مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية العمل في إيران، فيما حض الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان الولاياتالمتحدة على إجراء محادثات مباشرة مع إيران"يمكن أن تؤدي إلى حل مقبول لأزمة طموحاتها النووية". وانتقد لافروف تركيز السجال الدائر حالياً في شأن فرض عقوبات على إيران، معتبراً أن إمكانات التعاون بين طهران والوكالة الدولية لم تستنفد. تزامن ذلك مع إصدار السفارة الإيرانية في موسكو بياناً جدد قبول طهران مناقشة مبادرة تولي روسيا تخصيب اليورانيوم لحسابها. وأكد البيان أن المبادرة الروسية لا تزال مطروحة للتفاوض، لكنه ربط الموافقة الايرانية بتضمين الاقتراح فقرة تضمن احترام حق إيران في التخصيب والاستخدام السلمي للطاقة. وكان مدير الوكالة الروسية للطاقة الذرية سيرغي كيرينكو أعلن سابقاً أن المبادرة الروسية تبقى قابلة للتفاوض شرط تجميد إيران كل نشاطاتها النووية، وموافقتها على حصر أعمال التخصيب ضمن الأراضي الروسية، إضافة إلى استئناف تعاونها الكامل مع الوكالة الذرية. وفي نيويورك، أكد أنان أن طهران يمكن أن تتجاوب"بشكل أكبر"مع مفاوضات مباشرة تجرى مع الولاياتالمتحدة، بعدما بدت"مترددة"في نظيرتها السابقة مع"الترويكا الاوروبية"المؤلفة من بريطانيا وفرنسا وألمانيا التي وزعت الأربعاء الماضي بالتنسيق مع الولاياتالمتحدة مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي طالب إيران بإيقاف نشاطاتها النووية. واستند مشروع القرار إلى البند السابع من ميثاق الأممالمتحدة الذي يمكن أن يؤدي إلى فرض عقوبات اقتصادية على إيران أو تنفيذ عملية عسكرية ضدها. وهو ما لا تؤيده الصينوروسيا. وأوضح أنان الذي دعا دائماً إلى إيجاد حل ديبلوماسي للأزمة النووية لإيران، أن تردد طهران في المفاوضات السابقة مع الأوروبيين"نتج من قناعتها بأنهم سيخطرون الولاياتالمتحدة بأي قرار يتخذونه من أجل إبداء رأيها به". وفيما يتوجه وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي إلى نيويورك بعد غد، للمشاركة في عشاء عمل مخصص للملف النووي الإيراني مع نظيرته الأميركية كوندوليزا رايس ونظرائه الألماني والبريطاني والصيني والروسي، إضافة الى خافيير سولانا المنسق الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، اتهم السفير الإيراني في الأممالمتحدة جواد ظريف بريطانيا وفرنسا بالتسبب ب"أزمة مصطنعة غير ضرورية"عبر تقديم مشروع قرار يلزم إيران بوقف برنامجها للتخصيب. ووصف ظريف مشروع القرار بأنه"طريقة غير مثالية"لحمل إيران على الموافقة على وقف برنامجها النووي"، إذ إن إيران لا ترد على التهديد والتخويف". وحدد هدف المشروع بمحاولة نشر أجواء متوترة"لا تحتاج إليها منطقتنا ويمكن تجنبها فقط عبر مناقشات جدية وعقلانية". وفي السياق ذاته، قال أحمد خاتمي رجل الدين الايراني المتشدد عضو هيئة تشخيص مصلحة النظام إن الضغوط الاميركية وقرارات مجلس الأمن لن تجبر إيران على التخلي عن إنتاج الوقود النووي. وقال خاتمي إن"أي دولة تختار طريق المواجهة مع إيران ستندم إلى الأبد". وزاد:"لتعلم الولاياتالمتحدة ومجلس الأمن أن إيران جزء استراتيجي من المنطقة، ويوجد انعدام الأمن فيها فقدانه في الشرق الأوسط. وسيلهب الدخان أعينكم أيضاً". نجاد في باكو وفي باكو، أكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن بلاده لن تتخلى عن برنامجها النووي"الخاضع للقانون الدولي ورقابة الوكالة الذرية"، قبل التوصل إلى إنتاج وقود نووي"بكميات كبرى". وقال نجاد، في خطاب ألقاه على هامش قمة اقتصادية إقليمية في العاصمة الآذرية باكو:"يحاول طغاة صغار التدخل بوقاحة في الشؤون الداخلية لدول أخرى". وزاد:"فقدت منظمات دولية دورها الرئيسي بتأثير دول عظمى تعتمد سياسة الكيل بمكيالين ودعم الاحتلال".