ينفخ القادة الراديكاليون للدول المنتجة للنفط، هوغو تشافيز الفينزويلي ومحمود أحمدي نجاد الإيراني في اسعار النفط، ويريدون ان تبلغ 75 دولاراً للبرميل الواحد. ووسيلتهم الى زيادة الأسعار هي تسخين سوق النفط العالمية. فالرئيس الإيراني قال ان سعر النفط الحقيقي اعلى بعشرة أضعاف سعره اليوم. وتوعد الرئيس الفينزويلي بتفجير ابنية النفط التحتية، إذا حاولت الولاياتالمتحدة الأميركية العدوان على فينزويلا. وتؤدي زيادة أسعار النفط الى رفع أسعار المعادن. ويستثمر سماسرة السوق أموالهم الضخمة ومصدرها توقيع عقود مستقبلية، في قطاعات اخرى. فارتفعت قيمة الاستثمارات في الشهور الثماني الماضية، في حقل المعادن من 10 بلايين دولار الى 70 بليوناً. ولكن الأسباب الراجحة لارتفاع سعر النفط تبقى الخوف من نقص المحروقات في اميركا، عشية موسم السيارات، والوضع الإيراني المضطرب. فوزارة الطاقة الأميركية اعلنت في تقاريرها الدورية، ان احتياط البنزين انخفض 5.4 ملايين برميل. وتخشى السوق انخفاض الموارد من ايران. وهذه تستخرج حوالى 4 ملايين برميل نفط يومياً، وتصدر منها 2.5 مليون برميل ويقدر خبراء البورصة ان احتمال تحول هذا النزاع مواجهة عسكرية، يتعاظم، على ما حصل في العراق، من قبل. وعلى رغم هذا كله، لم يلاحظ نقص كميات النفط المعروضة في السوق العالمية، وذهب مدير وكالة الطاقة العالمية، كلود مانديل، الى ان مصدري النفط يستطيعون سد نقص العرض في حال كفت ايران عن تصدير نفطها. ويتوقع نظرياً، ان تؤدي اسعار النفط المرتفعة الى إبطاء نمو الاقتصاد، وإلى الانخفاض الآلي للطلب. وهذا لم يحصل بعد. ويسع البلدان المستهلكة تخزين احتياطاً كبيراً. وكان صندوق النقد الدولي نبه، في تقرير له، ان المشترين لا يواجهون مصاعب جراء نقص الموارد لسببين: رخص الدولار ورخص التسليف وفوائده. وعلى هذا، فينبغي، قبل تغير الحال وتقلص الطلب على النفط، ان يرتفع سعر الدولار وأن ترفع الفائدة على التسليفات. ويؤدي ارتفاع سعر النفط الى اشتعال سوق المعادن. ففي لندن، ارتفعت اسعار الرصاص الى ارقام قياسية، وبلغت 3200 دولار للطن الواحد. وفي عام واحد ارتفعت اسعار هذا المعدن ضعفين. وارتفع سعر النيكل الى 18.95 دولاراً للطن الواحد، وزاد 3.3 في المئة عن اليوم الذي سبقه. ارتفع سعر النحاس والألمنيوم. والآمال التي أنعشت السوق تسمح للمؤسسات المالية، وخصوصاً لصناديق الأسهم والمعاشات التقاعدية، بتنويع مساهماتها في البورصة وجني الأرباح العالية. عن دينيس ربروف وآنا لاندر،"فريميا نوفوستي"الروسية، 21/4/2006