تدشّن دار "كريستيز" العالمية العريقة المتخصصة أول مزاد لها في منطقة الشرق الأوسط غداً، في أحد فنادق دبي الفخمة والذي تعرض فيه مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية الدولية الحديثة والمعاصرة. ويضمُّ المعرض الذي يُعدُّ الأول من نوعه في المنطقة، 128 عملاً فنياً بين منحوتة ولوحة، من دول عربية عدّة، ومن إيرانوالهندوباكستان. وتأتي هذه الخطوة، ضمن استراتيجيّة جديدة تنتهجها"كريستيز"لجعل منطقة الشرق الأوسط منطلقاً مهماً لتسويق الأعمال الفنية العالمية. ويرى إدوارد دولمان، الرئيس التنفيذي لدار"كريستيز"، أن هذا المزاد - وهو الأول من نوعه في دبي - هو"فرصة لا تضاهى لنا في دار"كريستيز"لنؤكد على ريادتنا واحتلالنا موقع الصدارة في سوق الأعمال الفنية العالمية الذي بدأ يتشكل في المنطقة وتتضح معالمه يوماً بعد آخر". ويقول وليام لوري، أخصائي قسم الفنون الإسلامية لدى دار"كريستيز":"خلال النصف الثاني من القرن العشرين، وفي أعقاب الحرب العالمية الثانية وانتهاء الحقبة الاستعمارية، شهدت الفنون المعاصرة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نهضة حقيقية". ويضيف لوري:"مثلت الأعمال الفنية القادمة من هذه المنطقة سجلاً مُبدعاً ودقيقاً لأحداث هذه الحقبة، وقد تأثرت بمجموعة من القضايا المحيطة بما في ذلك ظهور دول وانقسام أخرى، ناهيك بالجهود المتجددة دوماً للبحث عن الهوية الثقافية والوطنية والروحية". ومن ضمن القطع الفنية المعروضة في المزاد عملان للفنان السعودي فيصل السمرة مواليد 1955 الذي يقوم أسلوبه على خلط الأسلاك المشبكة بمواد أخرى، بما فيها قطع البلاستيك الملونة ذات الألوان البراقة، يقوم بإذابتها وإعادة تشكيلها من جديد، وتُصنّف أعماله بين النحت والتركيب. ومن بين أعماله التي سيُقام عليها المزاد: سلسلة رؤوس رقم 1 القيمة المقدرة: بين 12 و15 ألف دولار أميركي، و"إنسان القاتل"10 آلاف - 12 ألف دولار أميركي، وهو عمل فني تجريدي، يحتوي على عيون تُحدّق عبر سطحٍ مموّج. ويبدو لبنان الحاضر الأبرز في مزاد"كريستيز". سيضم المزاد لوحتين شهيرتين للرسام اللبناني بول غيراغوسيان 1926 - 1993"مهرجان الربيع"28 - 35 ألف دولار أميركي، و"سكينة"28 - 35 ألف دولار أميركي. ومن أبرز تحف المعرض لوحة لشفيق عبّود 1926 - 2004، بعنوان"وردة حمراء"1961 25 - 30 ألف دولار أميركي. ولوحة الفنانة فاديا حداد مواليد 1959"إستغراق المترادفات"من 7 إلى 10 آلاف دولار أميركي. ونجد أن الأشكال التقليدية للخطوط العربية والمواد المستخدمة فيها والقضايا المعاصرة ذات الصلة قد تركت بصمة واضحة في أعمال الفنان التشكيلي التونسيّ الشهير، والحروفيّ العربيّ الأبرز، نجا المهداوي مواليد 1937. على طريقة المخطوطات التي عرفتها منطقة شمال أفريقيا في القرن التاسع للميلاد، يستخدم المهداوي حبراً هندياً على جلد الكتابة المعروف بإسم"ورق الرق"، في حين أن أحرفه الثرية تذكرنا بتصميمات الشرق الأقصى. ومن معروضاته في مزاد"كريستيز"الاماراتي:"لوحات خطية"1993 قيمتها : 15 - 18 ألف دولار أميركي والتي أبدعها بالحبر الهندي والحبر الذهبي على ورق الرَّق. وتشارك أيضاً في المزاد الفنانة التشكيلية الأردنية منى السعودي مواليد 1954 المعروفة بمنحوتاتها الصخرية. وتشبه أعمالها المنحوتة لوحة رخامية طبقية تظهر عروقها ألواناً بطريقة أخاذة. هذا ويضم مزاد"كريستيز"عملين من أهمِّ أعمال منى سعودي والمنحوتين من صخر أخضر والمسمَّيين"جواد الأردن"يشب، و"نمو"12 - 18 ألف دولار أميركي و"فلسطين الخضراء"16 - 20 ألف دولار أميركي. وتطرح في المزاد أيضاً لوحات للفنان العراقي ضياء العزاوي مواليد 1939 والسوري فاتح مدرس 1922 - 1999 والمصري أحمد مصطفى مواليد 1943. وهناك أعمال فنيّة لافتة من إيران مثل الصّور ذات اللمسة الخاصة التي أبدعتها شادي غادريان مواليد 1974. وفي إحدى لوحاتها غير المُعنونة ضمن سلسة قجار، تستخدم شادي غادريان فناً تصويرياً مستمداً من لوحات القرن التاسع عشر، مع لمسة ساخرة، نرى سيدة جالسة وهي تحمل علبة"بيبسي"4 - 6 آلاف دولار أميركي. ومن الهند تشارك"جماعة الفنانين التقدميين"التي ضمت نخبة من المُبدعين، وعلى رأسهم فرانسيس نيوتن سوزا. من أعماله المطروحة للمزاد في دبي:"الطبيعة الخضراء"1960 بين 12 و15 ألف دولار أميركي و"الرياح الموسمية"1958 بين 18 و22 ألف دولار أميركي وهما تمثلان قمة أعمال سوزا الفنية. كما يضمُّ المزاد أعمالاً فنية لنخبة من كبار الرسامين من باكستان وبنغلاديش، ومن أبرزها لوحة للرسام الباكستاني صديقيان 1930 - 1978 استوحاها من شاعر باكستان فايز أحمد فايز، وفيها يصوّر أشخاصاً معلقين تحت شمس لاهبة تشبه سحابة متنامية. وتأخذ هذه اللوحة بين 70 و90 ألف دولار أميركي عنوانها من قصيدة كتبها فايز أحمد فايز لتخليد ذكرى الزوجين روزنبرغ اللذين أعدما بتهمة الخيانة العظمى في الولاياتالمتحدة أيّام المكارثيّة.