لا أحد في البرازيل لا يشعر بالجميل إزاء رونالدو، بعد الذي عمله في كأس العالم في اليابان وكوريا. لا أحد يشك في أن رونالدو هو"ظاهرة"كروية، اسمه الكروي في البرازيل هو"رونالدو فينومينو"أي رونالدو الظاهرة، وفي الأساس كان اسم رونالدو لويز نازاريو دي ليما "رونالدينيو"أي رونالدو الصغير لأنه وصل إلى المنتخب البرازيلي وعمره 17 سنة مثل بيليه. مع الوقت ومع ترسخ رونالدينيو غاوشو أي رونالدو الصغير من ولاية ريو غراندي دو سول في المنتخب، صار اسم"الظاهرة"رونالدو وليس رونالدينيو. ليس الموضوع الأسماء، خصوصاً الألقاب التي يحملها اللاعبون البرازيليون على قمصانهم. محبّو الكرة يعرفون ما فعله"رونالدو الظاهرة"في النوادي التي لعب فيها أمثال بي.أيس.في أيندهوفن ومن ثم برسلونا في أواسط التسعينات، وكيف عاد وانبعث - بعد إصابته الثانية - انبعاثه في المنتخب خلال كأس العالم عام 2002، هذا كله لا يمنع أنه اليوم صار جزءاً من الصحافة، يرى أن محله صار على مقاعد الاحتياطيين كما كان عام 1994، خصوصاً أنه لم يسجل أي هدف خلال المباريات الست الأخيرة، وهذا الوضع لم يحدث معه منذ عمر الپ18. هذا القرار هو امتياز مدرب البرازيل كارلوس ألبرتو باريرا من دون غيره. ننشر في ما يأتي مقتطفات عريضة من مقابلة أجرتها مجلة"فيجا"البرازيلية في مكان إقامته في إسبانيا، وإن دلّت على شيء، فأولاً أن الولد الذي بدأ يلعب الكرة في مركز حارس المرمى نتيجة خجله، والمهاجم الذي سيكمل الثلاثين سنة في أيلول سبتمبر المقبل، والذي قد يتحول بعد شهر إذا سجل ثلاثة أهداف إلى أول هدّاف في تاريخ كؤوس العالم، ويبدو أن الخجل الأصلي الذي كان يميّزه تخطاه رونالدو الذي يجيب بمزيج من البساطة والصراحة والدقّة عن كل المواضيع التي تحاوره فيها المجلة. وربما استعاد هذا الخجل والأصح الكتمان في المواضيع التي تعني حياته الخاصة: خصوصاً بعد فشل زواجه الثاني، وتحديداً منذ أن نمت علاقة حميمة بينه وبين عارضة الأزياء البرازيلية من أصل عربي، رايكا أوليفيرا، صار رونالدو يراوغ هذه الأسئلة تماماً كما كان يراوغ الدفاعات التي كانت تعترضه على الملاعب. هل ألمانيا 2006 ستكون آخر كأس عالم تشارك فيها؟ - ستكون فقط الكأس المقبلة. أنا مستمر في اللعب ما دمت مرتاحاً إلى ذلك وما دمت أنا مفيد. لا أستطيع أن أجزم أني سأكون موجوداً عام 2010. لم أبرمج شيئاً بعد، ولكن لدي رغبة كبيرة أن ألعب في المنتخب. الكثير مهمومون بوضعك البدني، وأنت هل تشاركهم هذا الهم؟ - تأتي الانتقادات فقط عندما لا أسجل أهدافاً... ولكن جواباً عن سؤالك، أنا أكيد مهموم بوضعي الجسدي، كنت بدأت البطولة الإسبانية بشكل ممتاز وعانيت من أربع إصابات. واحدة جدّاً خطرة في الركبة، وثلاث من الصنف الخفيف، ولكن كل واحدة أبعدتني عن الملاعب أسبوعين أو ثلاثة. هذه الأخيرة يشير إلى فخذه الأيمن أوقفت سلسلة ممتازة من أربع مباريات سجلت فيها أهدافاً، سنتوقف الآن ثلاثة أسابيع للتحضير لكأس العالم، وموراسير سانتا آنا المسؤول عن الجهوزية البدنية في المنتخب البرازيلي يعرف تماماً أن اللاعبين هم في نهاية الموسم الأوروبي، ولا فائدة من تمرين يبالغ في القساوة لأن اللاعبين متعبون. لقبك في المنتخب هو"الريّس"ولكنك لست قائداً كما كان دونغا مثلاً عام 1994، أليس هذا الدور المفروض انتظاره منك؟ - القيادة موزعة في المنتخب... وليست زعامة مفروضة. لدينا أكثر من قائد: كافو للوقت الذي أمضاه، أنا لما عايشته، رونالدينيو لتفاعله، روبينيو لمزحاته... كلها أشكال قيادة. الناس تحترمني لسيرتي، أنا بدأت في المنتخب في عمر الپ17... هناك أشكال مختلفة لقيادة فريق... أنا قدوتي تأتيني من الصداقة. حققنا شيئاً رائعاً في هذه المجموعة. لا يوجد أي لاعب يثير رد فعل بين الآخرين... إنها مجموعة سهل التعاطي معها وذكية وتأخذ قراراتها بشكل جماعي. هذه المجموعة، وفريق عام 2002 هما أفضل منتخبين من بين الذين شاركت بهم. تحول رونالدينيو غاوشو إلى أغلى لاعب في العالم، ويقبض سنوياً نحو 15 مليون ريال ما يوازي بين 7 و7،5 مليون دولار أكثر منك... ألا تحسده؟ - لا، لأني لست أنا الذي يدفع له معاشه يضحك... لكل لاعب مجاله. لا هو يأخذ مني شيئاً، كما لم آخذ أنا شيئاً من أحد من قبل. حقيقة، هذا رائع، وأنا فخور بأن أكون صديقه. وأتمنى لو أسهمت في تعليمه أي شيء، في اللعب، في الشخصية أم في استراتيجيات التسويق، أما بالنسبة للمنتخب، فكل اللاعبين لهم الأهمية نفسها... أنا أعرف أهميتي كما أن رونالدينيو يعرف أهميته. تنقصك ثلاثة أهداف لتصبح أكبر هدّاف في تاريخ كؤوس العالم... هل تستطيع أن تضمن أنك ستحقق هذا الرقم؟ - في ريال مدريد، من عادتي أن أعد برقم، بعدد من الأهداف، ولكني أتكلم عن موسم بأكمله. في كأس العالم، هناك فقط سبع مباريات، ولكني أشعر أني قادر على تسجيل ثلاثة أهداف. الضغط على المنتخب هو الذي يصعب تحمله، كل هذا الحديث أننا الفريق المرجح... لم نكن في حاجة أبداً إلى ذلك... إنه جو يستطيع أن يعطل، ومن السهل جداً أن يعطل فريقاً... جزء كبير من الحديث حول البرازيل المرجح للفوز يهدف إلى وضعنا تحت الضغط. إنه فخ كبير، إنه كمين منصوب لنا على طريق اللقب السادس. المدرب كارلوس ألبرتو بيريرا يقول إن خصوم البرازيل سيقومون بأي شيء لمنع البرازيل من أن تحصل على لقبها السادس، هل توافقه الرأي؟ - أوافقه الرأي إذا كانت حدود هذا الاعتقاد رياضية. لا أؤمن بتاتاً بهذه الأشياء التي تحكى حول المافيا، حول مؤامرة من"الفيفا"، بهذا النمط من الشائعات. هل أنت باقٍ في ريال مدريد بعد كأس العالم؟ - من الممكن. لم أقرر شيئاً حتى هذه اللحظة... لدي عقد يستمر بعد سنتين مع ريال مدريد... هذا لا يعني أنني لا أستطيع أن أقرر غداً الانتقال إلى فلامنغو... ولكني أحب أن أبقى هنا، أنا سعيد هنا، صحيح أن بعض المرات، تم التصرف معي بشكل مسيء من جزء من المشجعين في ملعب سانتياغو برنابوي الذين لم يعاملوني بتسامح، وهو وضع مستمر منذ أول سنة وصولي. عندما أحرزت الكرة الذهبية التي يفوز بها أحسن لاعب في أوروبا عام 2002 وتم تسليمي إياها في الملعب، كان جزء من الجمهور يهتف باسم لاعب آخر - راؤول- شعرت بأني محتقر في هذه اللحظة، ولا أزال حتى الآن أشعر بنقمة إزاء هذا الجزء من المشجعين. إلى أي حدّ تنوي الاستمرار في اللعب؟ - لا أنوي تخطي عمر الپ35، لدي ابن وعائلة، وأريد أن أعيش حياة طبيعية. ولكن أنوي البقاء في أوروبا بعد أن أتوقف عن اللعب، لأني تعوّدت على ثقافة الحياة هنا. أحب البرازيل، أحب ريو، ولكني لم أعد قادراً على البقاء هناك أكثر من شهرين، صرت أعشق إسبانيا، هذا المناخ وهذه الشمس.