قرر وزراء الدول العشر المطلة على غرب الحوض الابيض المتوسط خلال لقاء لهم أمس في مدينة نيس جنوب شرقي فرنسا، تعزيز التعاون في"مكافحة الهجرة غير القانونية"، بحسب ما جاء في اعلان مشترك. وقرر وزراء داخلية فرنساواسبانياوايطاليا ومالطا والبرتغال والجزائر وليبيا والمغرب وموريتانيا وتونس الذين عقدوا مؤتمرهم الثاني عشر"تطوير التعاون العملي ضد الهجرة غير القانونية مع الاخذ في الاعتبار مجمل الطرق التي يتم استخدامها للهجرة". وشدد وزير الداخلية الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي ترأس الاجتماع على"الرغبة المشتركة للوزراء العشرة في تحويل مؤتمر وزراء داخلية دول غرب المتوسط الى جهاز عملاني من اجل مكافحة الجريمة المنظمة وخلايا الهجرة غير القانونية والارهاب"، مشيرا الى ان الاجتماع كان"مثمرا"لكنه لم يصل الى تحقيق ما كان يأمله منه وهو تحديد جدول زمني لتبادل المعلومات بشأن مكافحة الجريمة المنظمة. واكد نائب رئيس المفوضية الاوروبية للعدالة والامن فرنكو فراتيني الذي دعي الى حضور الاجتماع، للدول العشر، دعم المفوضية في هذه المجالات الثلاثة، مشيرا الى انها"على استعداد للتعاون خلال الاشهر المقبلة مع مؤتمر وزراء داخلية دول غرب المتوسط". وفي مجال"مكافحة الهجرة غير القانونية"، حددت الدول العشر التي تتوزع بين دول ينطلق منها المهاجرون ودول يقصدونها ودول يمرون فيها،"كهدف رئيسي"لها، تفكيك الخلايا و"القضاء على المهربين". ويبلغ عدد سكان دول غرب المتوسط 257 مليوناً. وتشكل حدود الدول الخمس الجنوبية الممتدة على 6600 كلم الجزائر وليبيا والمغرب وموريتانيا وتونس، معبر الهجرة غير القانونية من جنوب الصحراء. وكان"مؤتمر وزراء داخلية دول غرب المتوسط"تأسس سنة 1995، ويضم من الجانب الاوروبي كلا من فرنساواسبانياوايطاليا ومالطا والبرتغال. من جهة ثانية، قررت كل من فرنساواسبانياوايطاليا التي اجتمع وزراؤها على هامش المؤتمر، اجراء المزيد من المحادثات بينها قبل منح اي عفو للمهاجرين غير الشرعيين، بهدف تقليص الخلافات بشأن هذا الملف. وقال ساركوزي"لقد اتفقنا على تبادل المعلومات قبل الاقدام على اي خطوة تتعلق بالمهاجرين". وكانت اسبانيا اشتكت من ان ايطاليا التي سمحت قبل فترة بتسوية اوضاع مئات آلاف المهاجرين غير الشرعيين الى اراضيها انما فتحت بذلك الطريق امامهم للدخول الى سائر الدول الاوروبية. واضاف ساركوزي ان فرنسا بحاجة الى التركيز على استيعاب المهاجرين الذين وصلوا اليها خلال السنوات القليلة الماضية قبل ان تسمح بوصول اعداد جديدة منهم. وقال:"هناك فرق كبير بين الدول الثلاث، ففرنسا بقيت طوال عقود بلدا يستقبل المهاجرين، بينما اسبانياوايطاليا كانتا حتى زمن قريب بلدين يصدرانهم".