عاد التوتر ليخيم على الأجواء في قطاع غزة، خصوصا في مدينتي غزة وبلدة بيت لاهيا شمال القطاع، بعد وقوع احداث لها علاقة بالصراع بين حركتي"فتح"و"حماس"والذي تجلى في صورة اشتباكات دموية خلال الايام القليلة الماضية سقط فيها ثلاثة قتلى وعشرات الجرحى. وجاءت هذه الاحداث بعد ساعات قليلة على انتهاء أول اجتماع عقدته لجنة التنسيق العليا في مدينة غزة ليل الاربعاء - الخميس بحضور اعضائها الستة: سمير المشهراوي واحمد حلس وعبد الرحمن حمد من"فتح"، واحمد الجعبري وفتحي حماد وخليل نوفل من"حماس"، والذي تمخض عن تشكيل ثلاث لجان مشتركة اعلامية وميدانية وسياسية. كما جاءت هذه الاحداث حتى قبل ان يجف حبر الاتفاق الذي توصل اليه قياديون من الحركتين فجر الاربعاء في اجتماع دام اكثر من اربع ساعات برعاية رئيس الوزراء اسماعيل هنية ومشاركته، ويقضي بتشكيل لجنة التنسيق العليا وانهاء حال التوتر وسحب المسلحين وانهاء المظاهر المسلحة من الشوارع. وفي تفاصيل الاحداث ان مقاتلين شقيقين من"كتائب شهداء الاقصى"، الذراع العسكرية لحركة"فتح"، تعرضا فجر امس لاطلاق نار من مجهولين، ما ادى الى اصابتهما بجروح متوسطة. وقالت مصادر محلية ان الشقيقين رأفت وباسم المدهون كانا متوجهين في سيارة جيب مدنية الى منزل شقيقهما سميح، القيادي البارز في"كتائب الاقصى"، عندما ترجل مسلحون مجهولون واطلقوا النار في اتجاههما. في المقابل، اطلق مسلحون مجهولون النار على الشاب محمد رجب، ما ادى الى قطع شرايين في فخذيه جراء اصابته بجروح بالغة. وقالت مصادر محلية ان محمد هو شقيق وائل رجب احد كوادر"كتائب القسام"، الذراع العسكرية ل"حماس"شمال القطاع. وقالت مصادر في الحركة ان مسلحين اطلقوا النار بكثافة على منزل القيادي في"حماس"الدكتور زهدي أبو نعمة في حي التفاح وسط غزة امس. واضافت ان منازل قياديين وكوادر في الحركة تعرضت لاطلاق النار، خصوصا في حي التفاح حيث يقع منزل القيادي في"فتح"سمير المشهراوي، ويشهد انتشارا مكثفا لعناصر من"فتح"وجهاز الامن الوقائي، في ظل حال من التوتر تبين ان الاتفاق الاخير لم ينزع فتيله بعد. وقالت مصادر ان مجهولين فجروا عبوة ناسفة قرب منزل الضابط في الامن الوقائي عبد الحي قرموط في حي تل الزعتر شمال مخيم جباليا من دون وقوع اصابات. واضافت ان مسلحا من"كتائب الاقصى"تمكن من احباط محاولة لزرع عبوة ناسفة امام منزل الضابط في الامن الوقائي محمد عباس. وكانت خمس حوادث مماثلة وقعت خلال الايام القليلة الماضية، تم خلالها تفجير عبوات او استهداف عناصر من الامن الوقائي شمال القطاع. وتتهم"فتح"حركة"حماس"و"كتائب القسام"بالوقوف وراء هذه الاحداث، في حين يرى مراقبون ان هناك ما يشبه الحرب الخفية فضلا عن اخرى علنية بين"كتائب القسام"من جهة وبين الامن الوقائي، النواة الصلبة لحركة"فتح"في القطاع من جهة أخرى.