أكد ثلاثة اشخاص في اعترافات مصورة بثها التلفزيون الاردني أمس ان مسؤولين في حركة"حماس"مقيمين في سورية جندوهم لشراء اسلحة ومتفجرات ونقلها وتخزينها في الاراضي الاردنية بغرض استهداف مسؤولين ومنشآت في هذا البلد. وسارعت الحركة الفلسطينية الى نفي هذه المعلومات مجدداً مؤكدة ان القضية برمتها"مصطنعة". يذكر ان حملة اعتقالات طاولت اكثر من 15 شخصاً من حزب"جبهة العمل الاسلامي"الذراع السياسية ل"الاخوان المسلمين". وعرض التلفزيون عشرات قطع الاسلحة التي ضبطتها اجهزة الامن، من رشاشات وصواريخ متعددة العيارات وذخائر ومتفجرات وألغام. وأدلى الرجال الثلاثة، وهم بين اكثر من عشرين معتقلا في القضية التي باتت تعرف باسم"خلية حماس"، باعترافات عن علاقتهم بالحركة ونقلهم الاسلحة وقيامهم بعمليات مراقبة لبعض المسؤولين والمنشآت. والثلاثة اردنيون من اصل فلسطيني، وهم أيمن ناجي ضراغمة وأحمد محمد خليل ابو ربيع وأحمد نمر مصطفى ابو ذياب. وقال الناطق باسم الحكومة الاردنية ناصر جودة امس، إن الحكومة الاردنية اضطرت الى عرض الاعترافات لاطلاع المواطن الاردني على الحقائق والأدلة، بعدما رفضت حكومة"حماس"المشاركة في وفد فلسطيني أمني وسياسي زار المملكة للاطلاع على حيثيات القضية. واشار الى ان العناصر الثلاثة هم المجموعة الاولى من بين أكثر من 20 شخصاً متورطين في القضية. وقال العنصر الاول في المجموعة أيمن ضراغمة من سكان مدينة الزرقاء، إن شخصاً يدعى توفيق العبوشي جنده للعمل لمصلحة"حماس"، وانه سافر الى سورية وقابل في منطقة ركن الدين في دمشق مسؤولاً تنظيمياً في الحركة يلقب ب"أبو العبد"ألحقه بدورة تدريب أمنية تتضمن أمن الاتصالات وأمن المواصلات والامن الشخصي والتحقيق ومقاومة التحقيق، ودورة تدريب عسكرية. واضاف ضراغمة انه عاد الى الاردن وبقي فترة طويلة الى ان طلب"أبو العبد"مجددا مقابلته في سورية حيث أبلغه أن مسؤولاً جديداً اسمه"أبو أنس"سيتولى التعامل معه، وقال:"علمت لاحقا بعدما رأيت صورته لدى المحققين أن اسمه وائل أبو هنطش". وأكد ان"أبو هنطش"أعطاه خريطة لمخبأ اسلحة في منطقة دير الكهف قرب عمان وطلب منه نقلها الى مكان جديد ورسم خريطة لهذا المكان. وذكر أن الأسلحة كانت عبارة عن 4 قاذفات لصواريخ"لاو"قام بنقلها الى بستان زيتون في قرية القهوجي قرب نقطة الحدود الاردنية - السورية في منطقة جابر. وتابع:"بعد ذلك طلبوا مني الذهاب لأداء العمرة للقاء"أبو أنس"الذي عرفني على شخص اسمه"أبو حسن"طلب مني مساعدته في الحصول على معلومات عن ضابط استخبارات أردني قال إنه آذى حماس". واوضح انه استطلع مكان سكن الضابط في مدينة السلط، شمال غرب عمان، ثلاث مرات، وتم في المرة الاخيرة تصوير فيلم مدته ثلاث دقائق. وبعد ذلك طلب منه ارسال الشريحة الفيلم الى المسؤول في سورية. وقال العنصر الثاني علي أبو ذياب، ويعمل إمام جامع في قرية المزرعة بمحافظة المفرق، ان علاقته ب"حماس"بدأت في 2004، وطلب منه خلال هذه الفترة السفر الى مدينة القائم في العراق لشراء أسلحة وذخائر للحركة. كما كلف بالذهاب الى مدينة العقبة وجمع معلومات عن السياح الاجانب وثم السفر الى سورية لحضور دورة تدريبية لمدة 20 يوما. وقال العنصر الثالث أحمد أبو ربيع ان علاقته مع"حماس"بدأت عام 2003 بعد عودته من العراق حيث تعرف على العنصر الاول في المجموعة ضراغمة كونه شقيق هيثم ضراغمة زميله الذي"استشهد"معه في العراق. واكد ابو ربيع ان ضراغمة كلفه شراء الاسلحة والذخائر والرشاشات ومراقبة حافلة تابعة لدائرة المخابرات العامة في الزرقاء تتولى نقل موظفين من الدائرة واليها. في موازاة ذلك، قال اسلاميون أردنيون ان الاجهزة الامنية نفذت حملة اعتقالات طاولت اكثر من 15 عنصراً من"جبهة العمل الاسلامي"الذراع السياسية ل"الاخوان المسلمين". وأكد زكي سعد بني ارشيد الأمين العام للجبهة ل"الحياة"اعتقال اربعة من أعضاء الحزب في مناطق عمان والرصيفة وجرش، هم طالب جامعي وموظف حكومي وموظفان اثنان في القطاع الخاص، معتبرا أن حملة الاعتقالات تأتي في اطار"جمع الأدلة لدعم الرواية الحكومية حول قضية الاسلحة المهربة". وأشار بني ارشيد الى أن المعلومات غير واضحة رغم أنه أجرى اتصالات مع المسؤولين. وفي غزة أ ف ب، استغرب رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية"التصعيد الاعلامي"الاردني، وقال""نؤكد ما اكدته حركة حماس بأنه ليس هناك اي تغيير في سياستها مع الاردن"، وشدد على ان"كل ما يأتي في الاعلام ليس مقبولا لنا". وأبدى الناطق باسم"حماس"مشير المصري"الأسف لهذا الاسلوب الذي تتعامل به الحكومة الاردنية"، وقال:"القصة مصطنعة وغير صحيحة وكل ما يتبع ذلك غير صحيح، وهذه محاولة لتضخيم الموضوع بهدف احداث ضجة مصطنعة. ونحن في حماس ننفي نفيا قاطعا صحة الرواية الاردنية".