لو صح أن طهران تعمدت الهجوم على معاقل"حزب العمال الكردستاني"، بشمال العراق، في وقت تسعى أميركا الى تعزيز مساندة تركيا لها، في الملف النووي الإيراني، لثبت قيامها بخطوة استراتيجية موفقة. فالمراقبون لاحظوا أن هذه المناورة أثلجت صدر أنقرة. واستهدفت طهران، الحريصة على أمنها القومي، منظمة"بيجاك" التابعة لحزب العمال الكردستاني، وتوغل الجيش الايراني في شمال العراق في سبيل استمالة تركيا، حكومة وشعباً، إليها في أزمة ملفها النووي. ويطرح السؤال: هل نسقت ايران هجومها مع انقرة ؟ ففي الاسبوع الماضي، اجتمع ضباط أتراك و ضباط إيرانيون في محافظة فان، القريبة من الحدود الايرانية. ومن المتوقع أن يلتقي الرئيس الايراني، احمدي نجاد رئيس الوزراء التركي، رجب طيب اردوغان، في باكو، على هامش قمة دول البحر الاسود، وأن يزور علي لاريجاني، مسؤول الملف النووي الإيراني، أنقرة الاسبوع المقبل. وفي حين يزعم الساسة الاتراك أنهم يدعون الإيرانيين الى التزام الشفافية مع المجتمع الدولي عوض تحديه، والسعي الى تذليل الخلاف ديبلوماسياً، يرى بعض الغربيين أن اللقاءات التركية الايرانية تفك عزلة ايران، وتشجع نجاد على المضي في التعنت والتحدي. والحق أن الديبلوماسية التركية في مأزق. فالولايات المتحدة الاميركية تريد ضم تركيا الى التحالف الغربي ضد إيران، بينما لا تخفي أنقرة قلقها من الملف النووي الايراني. ولكن فرض عقوبات على طهران يهدد مصالح تركيا التجارية والاقتصادية. وعلى رغم أن مصالحها في خطر، تشدد تركيا على التزامها قرارات مجلس الامن. وبين الضغوط الاميركية والايرانية، تفضل أنقرة دعوة الطرفين الى الاعتدال والحوار، وتجنب التصعيد . عن سامي كوهين،"مللييت"التركية، 4/5/2006