فشلت مساعي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي الهادفة إلى تمرير تعديل لقانون الهجرة، وعاد المشرعون من الحزبين الديموقراطي والجمهوري إلى منازلهم في استراحة مدتها أسبوعين، يعودون من بعدها لمواجهة انقسام حول الموضوع. وبعد أقل من 24 ساعة على احتفال مجلس الشيوخ باتفاق حل وسط توصل إليه كان ليمنح إقامة إلى غالبية المهاجرين غير الشرعيين، عبر إيجاد برنامج موقت للعمال الضيوف استجابة لحاجة سوق العمل مع تشديد أمن الحدود، واجه الاتفاق عقبات شكلية أول من أمس. وقال واضعو الاقتراح أنهم حصلوا على دعم 70 سناتوراً، لكنهم عجزوا عن حل خلاف ثانوي في شأن التعديلات وغيرها من الأمور التقنية. ولم يعرف متى موعد الاجتماع المقبل لمجلس الشيوخ. ومحاولة تعديل قانون الهجرة هي الأولى من نوعها خلال عشر سنوات. وحصل مؤيدوه على 38 صوتاً فقط من أصل 60 صوتاً ضرورية لحمايته من التعديلات التي اقترحها معارضوه. وتبادل الطرفان الاتهامات بسبب فشل محاولة التعديل. وحض الرئيس جورج بوش مجلس الشيوخ على تعديل قانون الهجرة للمرة الأولى خلال عقود. وكان مشروع القانون ينص على السماح للمهاجرين غير القانونيين الذين وصلوا إلى الولاياتالمتحدة قبل خمس سنوات أو أكثر بالبقاء في الولاياتالمتحدة وفقاً لشروط معينة منها"البراءة من السوابق الإجرامية". أما الذين مكثوا في الولاياتالمتحدة بين سنتين وخمس سنوات، فبإمكانهم وفقاً لمشروع القانون المعدل الحصول على عمل موقت، ولكن عليهم مغادرة البلاد أولاً، ولا بد من أخذ بصماتهم فور عودتهم وتحليلها. وسيتمتع هؤلاء بأفضلية على من يدخلون الولاياتالمتحدة مستقبلاً كعمال موقتين في الحصول على الإقامة. وفي ما يتعلق بمن لم تتجاوز مدة إقامتهم في الولاياتالمتحدة السنتين، فسيطلب منهم العودة الى بلادهم. وأدت الخلافات حول مشروع القانون إلى خروج مئات الآلاف من المتظاهرين ذوي الجذور الإسبانية إلى شوارع لوس أنجليس وشيكاغو ومدن أميركية أخرى. ويخطط المهاجرون لتظاهرات جديدة في أنحاء الولاياتالمتحدة غداً الاثنين. وستسعى اللجان العمالية والتنظيمات الحقوقية إلى تحقيق اتفاق في الأسابيع المقبلة، بينما أطلقت حملة رسائل وبيانات تحض الكونغرس على عدم الموافقة على أي قرار يتناقض مع العفو العام. يذكر أن ما يزيد على 11 مليوناً من العمال غير القانونيين يقيمون في الولاياتالمتحدة.