أدلى الناخبون التايلانديون بأصواتهم أمس، في انتخابات مبكرة تعد بمثابة استفتاء على رئيس الوزراء المنتهية ولايته تاكسين شيناواترا الذي تعهّد برفض العودة إلى الحكم، إذا فاز حزب"تاي راك تاي"التايلانديون يحبون التايلانديين بأقل من نصف أصوات الناخبين. وخرج القرويون التايلانديون الذين يمثلون 70 في المئة من سكان البلاد البالغ تعدادهم 63 مليوناً، إلى صناديق الاقتراع مبكراً وبأعداد كبيرة للتصويت لرئيس وزراء أعطاهم رعاية صحية رخيصة وقروضاً خلال السنوات الخمس التي قضاها في السلطة. وقال شيناواترا بعد إدلائه بصوته في مدرسة في منطقة بانغ بلاد في تونبوري في ضواحي بانكوك:"لندع الشعب يقرر". وسارت عملية التصويت في جو من الهدوء، الأمر الذي اعتبر سابقة في موسم الانتخابات. وقاطعت أحزاب المعارضة الثلاثة،"الديموقراطي"و"تشات تاي"و"ماهاشون"الانتخابات احتجاجاً على ما وصفه زعيم الحزب الديموقراطي أبهيزيت فيجاغيفا ب"النمط الجديد للديكتاتورية والسلطوية الذي يتبعه شيناواترا". وشارك 18 حزباً في الانتخابات. إلا أن حزب شيناواترا هو الأوفر حظاً. ومن بين 941 مرشحاً سجلوا أنفسهم، هناك 589 مرشحاً فقط انطبقت عليهم المعايير التي وضعتها اللجنة الانتخابية. وتنتمي غالبية الذين رفضت طلباتهم إلى نحو17 حزباً صغيراً، معظمها غير معروف. وينص الدستور على أنه في حال وجود مرشح وحيد، عليه الحصول على 20 في المئة من مجموع الأصوات. وإذا فشل في ذلك، تعاد الانتخابات. ومن غير المرجح أن يفوز مرشحو حزب"تاي راك تاي"بنسبة 20 في المئة في الإقاليم الجنوبية ال14 المعروفة بأنها معقل الديموقراطيين. ويعتقد محللون أن الانتخابات ستفشل في تأمين 500 مقعد، وهي الحصة المطلوبة لتشكيل البرلمان. ما يهدد بدخول تايلاند في أزمة سياسية بعد الانتخابات. فساد وألمح شيناواترا الذي بدأ حياته كضابط للشرطة إلى أنه لن يتسامح مع العصيان المدني عقب الانتخابات. وشيناواترا بليونير وأحد أباطرة الاتصالات في بلاده. وتركزت الحملة الانتخابية لحزبه على برنامج سياسي شعبي يستهدف ضمان الحصول على دعم التايلانديين الفقراء في المناطق الحضرية والريفية. وفاز الحزب بفارق كبير على منافسيه في الانتخابات التي أجريت عامي 2001 و2005 . ويتهم قادة أحزاب المعارضة شيناوترا باستغلال شعبيته"لتسهيل الفساد وانتهاك الحريات". وقالوا إن الديموقراطية لا تتمثل في تنظيم الانتخابات وحدها. وعلى رغم مقاطعتها الانتخابات، دعا زعماء المعارضة أنصارهم إلى التصويت ب"لا"احتجاجاً على حكم رئيس الوزراء التايلاندي. وتأتي الانتخابات عقب احتجاجات حاشدة في بانكوك التي تعد معقلاً لأبناء الطبقتين المتوسطة والعليا، ضد سياسات شيناواترا الذي يتولى رئاسة الوزراء منذ خمس سنوات. كما شهدت الفترة الماضية دعوات متواصلة لشيناواترا إلى الاستقالة، وسط اتهامات له بالفساد وإساءة استخدام السلطة في ما يتعلق ببيع أسرته حصتها التي تبلغ 49 في المئة من شركة"شين كورب"عملاق الاتصالات التي تحتفظ بامتيازات الحكومة في أكبر شبكة هواتف محمولة في البلاد والشبكة الفضائية الوطنية ومحطة تلفزيونية وخدمة إنترنت وشركة خطوط جوية. وبلغت الأزمة السياسية درجة من الحدة دفعت المحللين إلى التساؤل عما إذا كانت هذه الانتخابات ستؤدي إلى خفض التوتر. وأكد تحالف نيابي سابق يمثل قسماً من الطبقات المتوسطة والنخب في بانكوك انه سيستأنف تظاهراته أياً تكن نتيجة الانتخابات. وأعلنت الشرطة انفجار قنبلتين في أقصى جنوب البلاد الذي تسكنه غالبية مسلمة بعد انتهاء التصويت، ما أسفر عن إصابة أربعة من عناصر الأمن بجروح. وانفجرت القنبلة الأولى عند مدخل مدرسة استخدمت كمركز اقتراع في حي جو ايرونغ الذي تتحدث غالبية سكانه لغة الملايو. وأصيب جنديان كانا ينقلان صناديق الاقتراع. وانفجرت قنبلة ثانية عند مركز اقتراع آخر على بعد كيلومترين وأصيب اثنان من أفراد الشرطة. وأسفر الوضع الأمني عن إلغاء خمسة آلاف رحلة طيران من سنغافورة إلى بانكوك، بحسب تأكيد الرابطة الوطنية لوكلاء السفر.