ازدادت الضغوط الاسرائيلية والدولية على الفلسطينيين، سلطة وحكومة ومواطنين، مع عودة الدولة العبرية امس الى حكم الاراضي الفلسطينيةالمحتلة عن طريق ما يسمى"الإدارة المدنية"بعدما أوقفت التنسيق مع مكاتب الارتباط التابعة للسلطة تنفيذاً لقرار حكومة ايهود اولمرت اول من امس اعتبار السلطة الفلسطينية"كياناً معادياً"، وهو ما اعتبرته حركة"حماس"في بيان امس"إعلان حرب". وترافقت عودة اسرائيل الى تشغيل"الادارة المدنية"التي تمثل عملياً سلطات الاحتلال العسكري مع تأكيد تقارير صحافية إسرائيلية متطابقة أن اولمرت زعيم حزب"كديما"المكلف تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة عاقد العزم على تنفيذ"خطة الانطواء"القاضية بترسيم حدود الدولة العبرية احادياً بتجميع سكان المستوطنات المنتشرة في الضفة الغربية في الكتل الاستيطانية الكبرى المقامة على نحو ثلث أراضي الضفة، ضمن مدة أقصاها تشرين الثاني نوفمبر 2008، موعد انتهاء ولاية الرئيس الأميركي جورج بوش. وكان اولمرت قال سابقاً انه يعتزم اكمال تطبيق خطة الانطواء في حلول العام 2010. راجع ص 2 في غضون ذلك اكد الاتحاد الاوروبي امس وقف مساعداته للحكومة الفلسطينية التي تقودها"حماس"في صورة"موقتة"لعدم تلبيتها شروط اللجنة الرباعية الدولية التي تطالبها بوقف العنف والاعتراف بحق اسرائيل في الوجود وقبول الاتفاقات القائمة. ووصفت"حماس"في بيان قرار اسرائيل تعليق الاتصالات مع السلطة الفلسطينية واعتبارها"معادية"والتعامل مع رئيس السلطة بصفته"الشخصية"ورفض الاتصال بالزوار الاجانب الذين يلتقون وزراء فلسطينيين، بأنه"اعلان للحرب ومحاولة فاشلة لشق الصف الوطني الفلسطيني". واعتبرت ان القرار يأتي"في سياق التضييق المتواصل على الشعب الفلسطيني، وخياره الديموقراطي". وذكرت كبرى الصحف العبرية"يديعوت احرونوت"أن الطاقم الذي شكله أولمرت لاجراء المفاوضات الائتلافية مع مختلف الأحزاب بلّغ طواقم هذه الأحزاب نية أولمرت تطبيق خطته في غضون العامين المقبلين، وأنه تم تحديد جدول زمني يتلاءم ونهاية ولاية بوش، لاعتقاده أن الرئيس الأميركي سيوفر دعماً دولياً واسعاً للخطة. وواصلت اسرائيل اعتداءاتها على قطاع غزة وأدت قذيفة مدفعية سقطت في بلدة بيت لاهيا في شمال القطاع الى قتل طفلة في عامها الثاني من العمر وجرح 12 آخرين اثنان منهم في حال الخطر. وقتل في غارات جوية وقصف مدفعي اسرائيلي منذ مساء الجمعة الماضي الى مساء الاحد 15 فلسطينياً في قطاع غزة وجرح عشرات. وطلب مندوب فلسطين لدى الاممالمتحدة الدكتور رياض منصور أمس من رئيس مجلس الأمن للشهر الجاري سفير الصين غوانغيا وانغ ان"يتحرك المجلس لوقف الاعتداءات الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني"، و"ان تتحمل الأسرة الدولية مسؤولياتها لوقف هذا العدوان". وكان متوقعاً ان تجتمع المجموعة العربية لدى الأممالمتحدة في ساعة متقدمة من مساء أمس لبحث الطلب الفلسطيني بهدف دعمه. وعبر الأمين العام كوفي انان عن"قلقه العميق"نتيجة استمرار العنف وتصعيده في اسرائيل وفي الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، وقال الناطق باسمه ان انان"دعا السلطة الفلسطينية الى اتخاذ مواقف علنية واضحة ضد العنف والى اتخاذ اجراءات ضد الذين أطلقوا الصواريخ والعمليات الانتحارية"وانه"يدعو حكومة اسرائيل الى ضمان ان تكون ردودها غير مفرطة وألا تعرض المدنيين للخطر". وأكد الناطق باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك ان انان"على اتصال هاتفي"مع المعنيين بهدف تهدئة الوضع، كما انه على اتصال مع أطراف"اللجنة الرباعية"بهدف عقد اجتماع رفيع المستوى لها حوالي نهاية الشهر الجاري في نيويورك لبحث التطورات الفلسطينية وغيرها من التطورات في الشرق الأوسط.