بعد سقوط نظام صدام حسين، لم يتخلَ الجيش الاميركي عن الافراط في اللجوء الى القوة عند التعامل مع الشعب العراقي. ففشل في استمالته. والثقافة العسكرية الاميركية، والتعليمات الى الجنود تحمل الجيش على انتهاج القوة، وتبنّي منطقها. وبحسب الكولونيل الفرنسي جيل روبي، تختلف"مدونة الجندي"الاميركي عن"مدونة"نظيره الفرنسي". فالمدونة الاميركية تنص على عضوية الجندي في فريق يخدم الولاياتالمتحدة، ويحترم قيم الجيش، وينفذ الاوامر، ويدمر العدو. فهو حارس الحرية وپ"أسلوب الحياة الاميركية"أو طريقة العيش الاميركية. وعلى خلاف هذه المدونة، تذهب المدونة الفرنسية الى أن الجندي يحترم الخصم، ويتجنب إلحاق الضرر بالمدنيين. وهو يطيع اوامر قيادته، ويلتزم قوانين الحرب، والاتفاقات الدولية. وأسهم النهج الاميركي العسكري في فشل قوات التحالف، وعجزها عن الاستفادة من سقوط نظام صدام حسين. فعلى رغم تجربته في إرساء الاستقرار بألمانيا، بعد سقوط جدار برلين، لم يستخلص الجيش الاميركي دروس هذه التجربة وخلاصاتها، في تدريباته. واستعد لخوض حرب تقليدية، عوض الاستعداد لمواجهة قوى غير نظامية. فالجيش الاميركي، على صورة المجتمع الاميركي، تواق الى حلول سريعة وواضحة. وهذا ما يحمل البنتاغون الاميركي على عدم الربط بين العمليات العسكرية والأهداف السياسية. فتدمير العدو هو هدف الجيش الاميركي الاستراتيجي. ويأخذ قادة الجيش على حلفائهم بالعراق تحفظهم عن استعمال القوة. فتبدو قوات التحالف مترددة. وسعت ستة في المئة من 123عملية عسكرية أميركية، نفذتها القوات الاميركية بين أيار مايو 2003 وأيار 2004، في تأمين بيئة آمنة للسكان. ففي الصعاب التي واجهها، لجأ الجيش الاميركي الى التكنولوجيا في سبيل الحد من احتكاكه بالشعب العراقي. عن لوران زاكيني، "لوموند" الفرنسية. 25/3/2006