لا تزال بوسي كما هي، لم تغيرها السنوات والأحداث التي تعرضت لها خلال الفترة الماضية، خصوصاً انفصالها عن زوجها الفنان نور الشريف بعد زواج استمر 33 عاماً. تبدو بوسي دائماً في حالة رضا. تتحدث عن نفسها براحة. كما تعتز بأغلب الأدوار والأعمال التي قدمتها. تجيب عن الأسئلة التي توجه إليها بضحكة وتنهيها بضحكة متصالحة مع النفس إلى أقصى درجة. تؤمن بالقدر والنصيب اكثر من إيمانها بالاجتهاد. وعندما تسألها عن تأثير انفصالها عن نور الشريف في أعمالها، تجيب:"لم يحدث أي تأثير فعليّ"... وتتابع بهدوء:"ما حدث بيننا أنا ونور الشريف أمر طبيعي بين شخصين اكتشفا بعد مدة من الزمن أن تغييرات كثيرة طرأت على حياتهما، وبالتالي كان لا بدّ أن نفترق". وتستدرك حديثها:"مازالت علاقتنا جيدة فهو أبو البنات". وبوسي التي لم ترغب في الاستفاضة حول حدثها العائلي، آثرت الحديث، وبحماس، عن نشاطاتها الفنية وعودتها إلى المسرح القومي، وحلم النجمة الاستعراضية الذي لا زال يلوح في الأفق. تعودين الى الوقوف على خشبة المسرح خلال العرض المسرحي"بيت الدمية". ما الذي جذبك إلى هذا النص؟ - ما شدني حقيقة كان نص الكاتب الشهير ابسن الذي تحتفل به مصر هذا العام وتقدم أحد أعماله المهمة على خشبة المسرح القومي. تفرغت لهذا العرض كي يخرج بالصورة التي أريدها، وما زلنا حتى الآن نجري البروفات. وما جذبني في هذا العمل أيضاً أنه يتحدث عن القهر الذي تتعرض له المرأة من قبل الرجال. وهذه هي التجربة الثالثة التي أقدم فيها مسرحية باللغة العربية الفصحى بعد"عيد الميلاد"، وقبلها"كفاح طيبة". النجاح الذي حققه عرض"عيد الميلاد"هو ما شجعني على الوقوف على خشبة المسرح القومي من خلال عرض"بيت الدمية"التي أتمنى أن تحقق نجاحاً أكبر من نجاح التي سبقتها. متى يرفع الستار عن"بيت الدمية"؟ - ما زلنا حتى اليوم نجري البروفات ولم ننتهِ منها بعد. ومن المنتظر أن يبدأ العرض مع بداية شهر أيار مايو، أو في النصف الثاني منه على أبعد تقدير. ألا يخشى أن يتم رفع الستار عن العرض خلال موسم الامتحانات الذي يبدأ مع شهر أيار؟ - العرض الجيد يفرض نفسه على الجمهور، والمسرح القومي له جمهور خاص يقدِّر قيمة المسرح، وعندما يجد عرضًا جيدًا سيذهب الى مشاهدته. يهرب عدد كبير من الفنانين من تقديم عروض مسرحية باللغة العربية الفصحى بسبب صعوبة الأداء. ألا يمثل لك هذا الأمر أي صعوبة؟ - حفظ اللغة العربية الفصحى كان من أصعب الأشياء التي قابلتني في العرض لأنني لو أخطأت في جملة باللهجة العامية من الممكن استبدالها بجملة أخرى، لكن المسألة تختلف مع اللغة الفصحى. إلا أنني بت اليوم قادرة على تبديل الجمل في سيناريو اللغة الفصحى. ساعدني في هذا تقديم أعمال سابقة باللغة العربية مثل"كفاح طيبة"، و"عيد الميلاد"، وقد أخذ مني نص المسرحية مجهوداً كبيراً لأنني لا أريد أن أكون مؤدية فقط. أنا ممثلة، ولا بد من إقناع الجمهور. أذهب إلى المسرح من أجل الاستمتاع، ولا أشعر بوجود الجمهور أمامي أثناء التمثيل. أشعر بأنني أمثل لنفسي. هل تخافين المسرح القومي؟ - هذا النص تحديداً مكانه مسرح كبير فهو نص مهم، ويجب أن يشاهده الجميع وأنا على ثقة من توفير إدارة المسرح للعرض حملة دعاية كبيرة بما يتناسب مع اسم كاتبه الكبير أبسن. عرض"بيت الدمية"هو العرض المسرحي الثاني لك خلال الفترة الماضية بعد عرض"عيد الميلاد". هل جاء اتجاهك نحو مسرح الدولة بعد فشل عروضك الأخيرة على مسرح القطاع الخاص؟ - أعمالي الأخيرة على خشبة المسرح الخاص لم تفشل بالمعنى المعروف، وكل ما حدث أن هذه العروض صادفها سوء حظ كبير فقد حدثت مشاكل إنتاجية أدت في النهاية إلى توقف العروض، ولم أجد أمامي سوى الابتعاد فترة حتى أبعد سوء الحظ. آخر أعمالك السينمائية فيلم"العاشقان"مع نور الشريف ممثلاً ومخرجاً. تم عرضه قبل ثلاث سنوات، ألا توجد نية في العودة إلى السينما مرة أخرى. - أنا ممثلة كسولة. لا أحب أن أسعى إلى شيء، فقد عُرضت عليّ أعمال كثيرة، ولكنها لم تنل إعجابي، كما إنني انشغلت بالبيت والأسرة وتربية الأولاد. هل كان من الصعب الجمع بين البيت والنجاح الفني؟ - من المؤكد أن الأمر كان صعباً، فعندما كان يُعرض علي عمل جيد، وأجد المنزل والأولاد في حاجة إلي أفضِّل الجلوس مع الأولاد. لا أندم على ذلك، هو واجبي كأم. ولم أتفضل به على أولادي ومنزلي. منذ مدة كان يتم إعدادك لتصبحي نجمة مسرحية استعراضية لماذا لم يكتمل هذا المشروع؟ - هذا الموضوع لم أكن مقتنعة به فأنا في الأساس ممثلة. عندما يحتاج الدور رقصة أو أغنية أقدمها. في فيلم"كروانة"مثلاً، كان الدور يحتاج إلى راقصة. تعلمت يومها رقص العوالم. إلا أنني أرفض أن أقدم أدواراً تعتمد في المقام الأول على الرقص لأني لست راقصة أو مطربة. وماذا عن تكريمك في مهرجان الإسكندرية الدولي؟ - من المؤكد أن التكريم يسعد أي فنان ويؤكد له أنه يسير على الطريق الصحيح، وتكريمي يسعدني جداً فهذا المهرجان له مكانة خاصة عندي.