نظمت مدينة ميونيخ دورة الالعاب الاولمبية عام 1972، واستضافت مباراتي الافتتاح والنهائي في كأس العالم لكرة القدم 1974، وتوجت المانيا الغربية باللقب في عصرها الذهبي بقيادة فرانز بكنباور، ولكنها تعود اليوم الى العالم بملعب جديد بدلا من الملعب الاولمبي، الذي كان مسرحاً للالعاب الاولمبية وكأس العالم سابقاً، وتكتفي ميونيخ هذه المرة بالمباراة الافتتاحية لمنتخبي ألمانيا ضد كوستاريكا مساء 9 حزيران يونيو المقبل، في ملعب اليانز ارينا، وتتنازل عن المباراة النهائية للملعب الاولمبي في العاصمة برلين. الملعب الجديد تقاسم نفقات بنائه الناديان الكبيران في المدينة، ميونيخ 1860 وهو أقدم أندية المانيا، وبايرن ميونيخ وهو أغنى وأقوى أندية المانيا وأكثرها فوزاً بالبطولات المحلية والدولية، ويحتضن الملعب ايضاً خمس مباريات اخرى بينها ثلاث في الدور الاول، ابرزها اللقاء العربي لتونس ضد السعودية مساء 14 حزيران يونيو، ومباراة البرازيل ضد استراليا في 18 حزيران، وختام المجموعة الثالثة بين ساحل العاج وصربيا مساء 21 حزيران، ويمكن للالمان اللعب مجدداً في ميونيخ في الدور الثاني، اذا تصدروا مجموعتهم في الدور الاول، ولقاء بطل المجموعة الاولى ضد ثاني المجموعة الثانية يقام في اليانز ارينا مساء 24 حزيران، واخيراً ستكون المباراة الثانية في الدور نصف النهائي مساء 5 تموز يوليو المقبل هي الأخيرة في ميونيخ. وتنفرد ميونيخ بين كل المدن الالمانية ان سفيرها في المونديال هو صاحب الرقم القياسي العالمي لأكبر عدد من الأهداف لأي لاعب في تاريخ كأس العالم، واختارت اللجنة المنظمة لنهائيات كأس العالم 2006 - ويرأسها فرانز بكنباور كابتن ورئيس نادي بايرن ميونيخ السابق - نجماً مخضرماً من بايرن ميونيخ ليكون سفيراً للمدينة في المونديال ومهمته تمثيل اللجنة في كل المباريات المقامة في ميونيخ، واستقبال الضيوف القادمين من الاتحاد الدولي، والمنتخبات التي تخوض اللقاءات في اليانز ارينا، وسفير ميونيخ الفريد هو المدفعجي غيرد مولر الذي فاز بكأس العالم 1974، وكان صاحب هدف الفوز في مرمى هولندا في المباراة النهائية، ونال برونزية كأس العالم 1970 في المكسيك وتوج بالحذاء الذهبي كهداف لتلك النهائيات برصيد 10 أهداف، ولم يصل لاعب آخر بعده الى هذا الرصيد، ومجموع أهدافه 14 هدفاً، هو الاعلى ايضاً في المونديال. غيرد مولر، اكمل 60 عاماً قبل شهور قليلة، وهو مستشار لكرة القدم ومشرف على قطاع الناشئين في ناديه، وسبق له الاحتراف في الولاياتالمتحدة بعد 15 موسماً متتالياً له في بايرن ميونيخ، سجل خلالها رقماً قياسياً في الاهداف وصل الى 365 هدفا في 427 مباراة، وهو الاعلى في تاريخ الدوري الالماني، ووضعه بين افضل خمسة هدافين في العالم على مستوى المسابقات المحلية. غيرد مولر، لاعب فريد في كل شيء، وهو توج بطلاً لأمم أوروبا عام 1972، وفاز مع ناديه بايرن ميونيخ بكأس أندية اوروبا الابطال ثلاثة أعوام متتالية في 74 و75 و1976، وكأس كؤوس أوروبا عام 1967، ومعه العديد من الالقاب المحلية، ولديه ايضاً رقم قياسي لأكبر عدد من مرات الفوز بلقب هداف الموسم، وتوج بالكرة الذهبية لاحسن لاعب في اوروبا للعام 1970، ورصيده الدولي يشمل 13 عاماً من 1966 الى 1974، وهو اللاعب الوحيد في العالم الذي تخطى 60 مباراة دولية، ورصيده من الاهداف يزيد على عدد مبارياته، واحرز 68 هدفاً في 62 مباراة، وحرمه الاعتزال الاختياري الباكر - قبل أن يكمل 30 عاماً - من الوصول الى 100 هدف دولي. الرياضة في مدينة ميونيخ هي الهواء الذي يتنفسه أكثر من 1.3 مليون نسمة في عاصمة ولاية بافاريا الجنوبية، والحديقة الاولمبية التي يتوسطها الملعب الاولمبي هي أكبر مساحة لممارسة الرياضة في جنوبالمانيا، وفي ميونيخ أكثر من 300 ألف لاعب مسجلين رسمياً في 732 نادياً. وتنظم بلدية المدينة مهرجاناً للمشجعين في الحديقة الاولمبية في حضور أكثر من 20 ألف مشاهد لمتابعة المباريات الست على الهواء على شاشة مساحتها60 متراً مربعاً على منصة فوق البحيرة، وستفتح كل المنشآت في المركب الاولمبي امام المشجعين، وتتضافر 180 شركة تجارية لعمل أكبر برنامج تحت عنوان"ليلة الرياضة الطويلة"مساء الثاني من تموز يوليو في أربعة أماكن مختلفة في ميونيخ، وهي ليلة العروض والإبداع الرياضي في شارع ليوبولد، وليلة الصحة والقوة في الحديقة الانكليزية، وليلة الفريق والعمل الجماعي في حديقة اوليمبيا، والليلة المائية في مجمع المسابح الكبير في قلب المدينة. وبعيداً عن الرياضة تعطي ميونيخ انطباعاً سريعاً لأي زائر أنها احدى المدن الكبرى عالمياً ببريقها ومبانيها وشوارعها، وعلى رغم أن المدينة تعرضت لأكبر قدر من القصف المركز في الحرب العالمية الثانية، إلا أنها عادت سريعاً بشكل أفضل، واحتفظت بعدد غير قليل من المباني التاريخية مثل فيلدهيرم هالي، وغليب توتيك، والقصر الملكي، وبينا كوتيك القديم والحديث، ومراكز سيفستور الثقافية هوفبروي هاوس، واكتوبر فيست، وكنيسة مارين، ولدى سكان ميونيخ وولاية بافاريا تقاليدهم في الخروج ليلاً لتناول المشروبات في المقاهي المطلة على الشوارع وارتداء الملابس الجلدية.