تعمقت خسائر أسواق المال في دولة الامارات أمس وفقدت نحو 36 بليون درهم نحو 10 بلايين دولار من قيمتها السوقية في يوم واحد وذلك في اطار الاتجاه النزولي الذي تشهده الأسواق منذ نحو أسبوع، كان الأسوأ بالنسبة الى المستثمرين الذين بدأوا يسألون عن موعد وقف النزيف الخطير الذي تعيشه السوق. وخفض مؤشر سوق الإمارات المالي الصادر عن هيئة الأوراق المالية والسلع خلال جلسة تداول الاثنين بنسبة 3.82 في المئة ليغلق على مستوى 6136.90 نقطة. وجرى تداول ما يقارب 0.16 بليون سهم بقيمة إجمالية بلغت 1.78 بليون درهم من خلال 12146 صفقة. وسجل مؤشر قطاع التأمين خفضاًً بنسبة 0.99 في المئة تلاه مؤشر قطاع الصناعات خفضاًً بنسبة 3.26 في المئة، تلاه مؤشر قطاع المصارف خفضاًً بنسبة 3.36 في المئة ثم مؤشر قطاع الخدمات خفضاًً بنسبة 4.71 في المئة. وكان الخفض حاداً في سوق دبي المالية التي تراجعت بنسبة 5.87 في المئة في واحد من أسوأ أيام التداول التي شهدتها السوق منذ بداية العام الحالي، فيما فقدت سوق أبو ظبي 3.12 في المئة من قيمتها. وبلغ عدد الشركات التي جرى تداول أسهمها 60 من أصل 89 شركة مدرجة في الأسواق المالية. وحققت أسعار أسهم 9 شركات ارتفاعاً في حين خفضت أسعار أسهم 50 شركة، بينما لم يحدث أي تغيير في أسعار أسهم بقية الشركات. وجاء سهم إعمار في المركز الأول من حيث الشركات الأكثر نشاطاً، اذ جرى تداول ما قيمته 0.75 بليون درهم موزعة على 37.93 مليون سهم من خلال 2565 صفقة. واحتل سهم أملاك المرتبة الثانية بإجمالي تداول بلغ 0.19 بليون درهم موزعة على 21.58 مليون سهم من خلال 2275 صفقة. وقاد سهم اعمار"القيادي"في السوق، الأسهم الأخرى نحو التراجع ليغلق على 85.19 درهم، وليتراجع قطاع الخدمات في سوق دبي المالية أكثر من 6.8 في المئة. وأكد زياد الدباس مستشار السوق المالية في بنك أبو ظبي الوطني أن تراجع سعر سهم إعمار"غير مبرر"قياساً بنتائج عملياتها ورأس مالها المرجح 4 بلايين درهم في عام 2005، اضافة الى معدل مضاعف السعر، وقال:"إن السعر العادل لسهم شركة اعمار يزيد على 32.5 درهم"فيما وصل في بعض فترات التداول أمس الى 19 درهماً. ولفت الدباس الى ان التراجع الحالي في السوق يعود الى"مشكلات خاصة بالسوق وليس بالشركات"، مؤكداً أن الشركات تحقق نتائج جيدة ولكن السوق تشهد حالة من الضعف بسبب الهلع والخوف الذي يعيشه المستثمرون، والمتولد عن اشاعات بأن السوق قد تشهد مسلسلاً طويلاً من الخفض، الأمر الذي أدى بصغار المستثمرين الى الهروب من السوق تاركين خلفهم خسائر كبيرة. وأضاف أن أسباباً أخرى أدت الى الخفض الكبير في أسعار الأسهم منها تراجع تمويلات المصارف ما أدى الى نقص في السيولة، وتوقف الوسطاء عن الشراء لزبائنهم، مع غياب الاستثمار المؤسسي بشكل واسع عن السوق وسيطرة التداول الفردي عليها. وقال إن التراجع في اسواق الامارات تولد بسبب عوامل خارجية من أهمها خروج المستثمرين الخليجيين من السوق الى أسواق الدول المجاورة، وفي مقدمها السوق السعودية التي تشهد فترة نمو غير مسبوقة وحقق مؤشرها مستويات قياسية. وقد تمكنت بعض الأسهم التي جرى تداول أسهمها أمس، ارتفاعاً في قيمتها السوقية على رغم حالة التراجع العامة في السوق، وحقق سهم اتصالات فلسطين أكثر نسبة ارتفاع سعري حيث أقفل عند مستوى 67.1 درهم مرتفعاً بنسبة 10 في المئة من خلال تداول 50 سهماً بقيمة 3355 درهماً. وجاء في المركز الثاني من حيث الارتفاع السعري سهم الإمارات للقيادة الذي ارتفع بنسبة 8.93 في المئة ليغلق على مستوى 15.25 درهم للسهم الواحد، من خلال تداول 47600 سهم بقيمة 0.73 مليون درهم. وسجل سهم دبي الوطنية للتأمين أكثر انخفاض سعري في جلسة التداول مقفلاً عند 6.7 درهم ومسجلاً خسارة بنسبة 12.99 في المئة من خلال تداول 5000 سهم بقيمة 33500 درهم. تلاه سهم أملاك الذي خفض بنسبة 10.70 في المئة ليغلق على مستوى 8.93 درهم من خلال تداول 21.58 مليون سهم بقيمة 0.19 بليون درهم.