التقى الرئيس البوليفي ايفو موراليس المعروف بانتقاده الولاياتالمتحدة، مع مسؤول ملف اميركا اللاتينية في الخارجية الاميركية توماس شانون، وتعهدا التعاون بين البلدين، من دون الاشارة الى الحرب على المخدرات التي تثير خلافاً. جاء ذلك قبل ساعات من اداء موراليس القسم الدستوري في البرلمان في العاصمة لاباز امس، بحضور عشرة رؤساء من اميركا اللاتينية بينهم الفنزويلي هوغو تشافيز والارجنتيني نستور كيرشنر والبرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا ونحو مئة شخصية اخرى، لتبدأ بذلك ولايته الرئاسية رسمياً. وكان الهنود نصبوه قائداً اعلى لهم في طقوس جرت ليل اول من امس. ووصف شانون، مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون نصف الكرة الغربي، اول اجتماع مع موراليس اول من امس، بأنه"مهم جداً"، وتمنى للرئيس الجديد النجاح في مهمته التي بدأت رسمياً امس، بحفلة تنصيبه. وقال شانون للصحافيين بالاسبانية فيما وقف موراليس الى جانبه:"اريد ان اؤكد له اننا مستعدون جداً لبدء عملية حوار لتحديد الطريقة التي يمكن للبلدين ان يتعاونا بها". وكان موراليس وهو احد زعماء مزارعي الكوكا قال خلال حملته التي ادت الى تحقيقه فوزاً ساحقاً في الانتخابات الرئاسية في 18 كانون الاول ديسمبر الماضي، ان حزبه الاشتراكي"كابوس للولايات المتحدة". ومعلوم ان اقوى حلفائه هم الد خصوم الولاياتالمتحدة، مثل الرئيسين الكوبي فيدل كاسترو والفنزويلي هوغو تشافيز. طقوس هندية ونصب كهنة في موقع حضارة الانكا القديمة في تيواناكو ليل اول من امس، موراليس"قائداً اعلى للهنود"في الانديز قبل ادائه القسم في البرلمان امس. وقام اربعة من"كهنة الشمس"بمراسم مرتبطة بالاساطير تهدف الى نقل"طاقة ايجابية"و"قدرات روحية واخرى لتحريك الاشياء"الى الرئيس المقبل للدولة الذي ينتمي الى اثنية الايمارا التي تشكل غالبية في بوليفيا، لمساعدته في مهماته الرئاسية. ولدى تتويجه، كان موراليس حافي القدمين ويرتدي معطفاً تقليدياً احمر ووضع حزاماً من الزهور البيض. ووصل"ايل ايفو"كما يسميه هنود الايمارا الى تيواناكو وسط هتافات وتصفيق آلاف القرويين الذين كانوا يرددون"يحيى ايفو"و"جاء اليوم الكبير". ورفعوا اعلاماً زرقاً ترمز الى هذه الاثنية. وحتى الآن لم تجر هذه المراسم التقليدية والاسطورية لأي من الرؤساء البيض او الخلاسيين ال65 الذين حكموا بوليفيا. وتوج موراليس بحضور نحو عشرين الف قروي من منطقة التيبلانو في معبد قديم في مدينة تيواناكو التي تبعد 70 كيلومتراً من لاباز وتقع على ارتفاع 3680 متراً. ووضع موراليس الذي يتحدر من اسرة مزارعين فقراء من منطقة التيبلانو حيث كان يعمل راعياً لحيوان اللاما، التاج التقليدي وهو قبعة بأربع زوايا. ثم تسلم من احد"كهنة الشمس"وحكماء الايمارا، عصا القيادة المصنوعة من سبعة معادن والمرصعة بأحجار ثمينة، رمز السلطة لدى شعوب الاندس. وليلتقي السلطات التقليدية، صعد ايفو موراليس ببطء درجات تؤدي الى الهرم القديم حافياً تأكيداً على الاتصال ب"الارض مصدر الغذاء". وقال:"اليوم يشرق يوم جديد على الشعوب الاصلية ... حياة جديدة نسعى فيها الى المساواة والعدل. عصر جديد لشعوب العالم". وأضاف"انني مقتنع بان قوة الشعب ووحدته وحدهما سيسمحان لنا بالقضاء على النموذج الاستعماري والنموذج الليبرالي الجديد". وتابع:"سنحتاج الى الشعب. ادعوه الى تصحيح اخطائي باستمرار. يمكننا ان نخطئ لكننا لن نخون ابداً نضال الشعب البوليفي ... السكان الاصليون هم المالكون المطلقون لهذه الارض"، مذكراً بانه سيواصل طريق الثائر الارجنتيني تشي غيفارا.