يصعب على متابع الشأن العام في الامارات العربية المتحدة، وخصوصاً في دبي، الا يلحظ تحوّل الاخيرة الى مركز الثقل الأساس للمعلوماتية والانترنت والاتصالات المتطورة والاعلام الرقمي في الخليج والمنطقة العربية. والحال ان هذا التحوّل الهائل، الذي فاجأ كثيرين، تقوده نواة صغيرة من الادمغة والارادات، يقودها حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. ومن وجوه تلك المجموعة يبرز أحمد بن بيّات، مدير عام المنطقة الحرة للتكنولوجيا والإعلام، في دبي. تخرج بن بيّات في جامعة"سنترال نيو إنغلاند"الأميركية حيث تخصص في دراسة إدارة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. واستهل حياته العملية في مجال تخطيط الشبكات وتقنيات المعلومات والإنترنت، اضافة الى تطوير استراتيجيات مبيعات التقنيات الرقمية. وتمكن من إثبات كفاية وقدرة على قيادة المشاريع والمبادرات الجديدة، خصوصاًً خلال فترة عمله في"مؤسسة الإمارات للاتصالات"اتصالات. والتحق بيّات بالأخيرة قبل توليه الرئاسة التنفيذية لمدينة دبي للإنترنت. ويصف نفسه بأنه من انصار سياسة الباب المفتوح في الادارة. وضمنت له تلك الطريقة التفاف فريق عمل نشط حوله. وساعدت قوة شخصيته وقدرته العملية على انشاء نوع من الشراكة وعلاقات طويلة الامد مع من يقودهم. وتمكّن من وضع نفسه مكان موظفيه، من اجل فهم آراء الآخرين وامتحان قدراتهم على تكوين منطق عملي. وساهم ذلك في نجاح أجواء العمل. ساهم بن بيّات في صياغة الركائز الرئيسة التي قام عليها بناء مدينة دبي للإنترنت، وشارك في رسم وتطوير خطة عمل المدينة واستراتيجيتها. كما شارك في إرساء بناء مجتمع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المتكامل داخل المدينة، مرسخاً، خلال فترة وجيزة، علاقات تعاون وثيقة مع كبريات الشركات والمؤسسات العالمية المتخصصة في هذا المجال. وحفز هذا التعاون تلك الشركات على تأسيس مقار إقليمية داخل تلك المنطقة الحرة. وبقول آخر، اعتمدت مجموعة من كبريات شركات الكومبيوتر والانترنت في العالم دبي مقراً لاعمال تُغطي الخليج والمنطقة العربية. وخلال توليه مسؤولية الإدارة، أطلقت مدينة دبي للإنترنت مجموعة من المشاريع الرائدة. ويعتبر مشروع"مركز الاستضافة الإلكتروني"eHosting Centre، نموذجاً لهذه المجموعة. ويتخصص المركز في توفير مواقع الكترونية وخدمات رقمية متطورة للمؤسسات. ومن الامثلة الاخرى على نجاح تجربة بن بيّات، اطلاق شركة"داتا فورت"Data Fort، المتخصصة في مجال خدمات الأمن المعلوماتي، من"مدينة دبي للإنترنت". وكذلك أشرف على إطلاق مجموعة من المبادرات والمشاريع المهمة منها شركة"سما كوم"Sama Com المتخصصة في مجال الربط الفضائي التلفزيوني والإذاعي وتبادل المعلومات عبر الأقمار الاصطناعية. واعتبرت الأخيرة قيمة مضافة مهمة للمحطات التلفزيونية والإذاعية العاملة في"مدينة دبي للإعلام". وأشرف على تأسيس"قرية المعرفة"ضمن المنطقة الحرة للتكنولوجيا والإعلام. وتعتبر القرية المكوّن الثالث لمؤسسات المنطقة الحرة إلى جانب مدينتي دبي للإنترنت والإعلام. وتُعنى"قرية المعرفة"بتخريج أجيال جديدة من الكوادر المؤهلة لسد الفجوة المتمثلة في الافتقار إلى الكادر البشري القادر على التعامل مع مفردات الاقتصاد الجديد، خصوصاً في مجالي التكنولوجيا والإعلام. وتضم القرية مجموعة من أبرز الجامعات والمعاهد العلمية ومؤسسات التدريب المهني الإقليمي والدولي المتخصص. وتركّز القرية على نشر نمط جديد للتعليم وهو التعليم الإلكتروني، إذ يتمتع بقدرة على نشر العلم على شريحة أوسع من المتلقين. يشغل بن بيّات أيضاً منصب رئيس مجلس إدارة"مؤسسة الإمارات لأنظمة التبريد المركزي". وتعنى هذه المؤسسة بتوفير خدمات التبريد المركزي عبر إمدادات المياه المبرّدة للمشروعات العقارية الجديدة المستحدثة في دبي ومن ثم التوسع في تقديم الخدمات ذاتها على مستوى دول المنطقة. في المحصلة، ساهمت خبرة بن بيّات الطويلة في مجال إدارة الأعمال والمشاريع وفي مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، في تحقيق الرؤية الاقتصادية الكلية لمستقبل الاقتصاد المعرفي في دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة.