ليس سراً ان اصحاب مزارع الدجاج النيجيريين الذين عمد الموظفون الحكوميون الى ابادة طيورهم، للحؤول دون انتشار انفلونزا الطيور في نيجيريا والبلدان المجاورة مثل النيجير وبنين، لم يتقاضوا تعويضاً وافياً عن طيورهم النافقة. والحق ان هذا لا يدعو المستهلكين الى الاطمئنان. فهؤلاء يخشون اعتصام مربي الدجاج بالصمت في حال انتشار العدوى. ويخشون تواطؤ الموظفين، لقاء شراء صمتهم. فالرشوة جزء لا يتجزأ من العلاقات الاجتماعية المرعية والسائدة. ونيجيريا هي اكثر البلدان الافريقية سكاناً. ويتهدد توطن الوباء فيها القارة كلها بأوخم العواقب. ويفاقم سوء الحال والمنقلب ترحال السكان وانتقالهم الى جهات الحدود الرخوة والمائعة الاخرى، من غير رقيب ولا حسيب. والتصريح عن حظر استيراد الطيور الداجنة من نيجيريا ليس الا من باب ذر الرماد في العيون والتطمين غير المسؤول. فلا يحجز حاجز فعلي بين السكان المترحلين. ولا يمنع مانع من تبادل قوم من الاقوام، على جهتي حدود وطنية، السلع والمنتجات على انواعها. ولا شك في ان افريقيا، المصابة من قبل بوباء السيدا الايدز الذي ينتشر في نيجيريا وفي غيرها من بلدان افريقيا، في غنى عن مصاب انفلونزا الطيور. ولم يحذُ اهالي الارياف حذو اهالي المدن الممتنعين من أكل الطيور، صواباً أو خطأ. فهم يأكلون الطائر أياً كانت علة موته. وللطيور مكانة عظيمة في شعائرهم وأعيادهم وتقاليدهم. وعسير على المواطنين الصحيين اقناع المزارعين والفلاحين باستبدال الطيور بذبائح اخرى. وهذا شاغل ثقيل ينيخ بثقله على افريقيا. عن ماركوس بوني تايجا،"لو بنين اوجوردوي"البينينية، 15/2/2006