سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
انتقل إلى برشلونة بعد ضيافة "تاريخية" في "كان" الفرنسية . "المؤتمر العالمي للجيل الثالث للخليوي" يرسم الهاتف النقال أداة فردية للاعلام المرئي- المسموع ومنافساً للتلفزيون !
بعد استقرار دام 12 عاماً في مدينة"كان"الفرنسية، حيث صاحب نظراءه في السينما والموضة والموسيقى، انتقل المؤتمر السنوي للخليوي إلى مدينة برشلونة الاسبانية. وبين 13 و16 شباط فبراير الجاري، شهدت هذه المدينة التاريخية، ذات الملامح الطبيعية الساحرة والصيت القوي في عالم كرة القدم، الدورة الثالثة عشرة لپ"المؤتمر العالمي للهواتف النقّالة من الجيل الثالث" World 3GSM Conference. ايقاع ضوئي لتكنولوجيا الاتصالات يصعب على متابع مجريات المؤتمر، الذي تضمن معرضاً ضخماً عن الأجهزة الاحدث للهواتف النقّالة، الا يأخذه الاحساس بأن التقنية تتقدم بسرعة لم يعد بامكاننا ان نتصورها ويصعب علينا اللحاق بها. وفي سياق هذا الايقاع الضوئي، عمدت الشركات الكبرى في صناعة الخليوي إلى الاكثار من تنظيم الندوات والمؤتمرات المتخصصة بالتقنية الحديثة إلى حد المبالغة. واشتدت عزيمة كل من يصنع او يخترع او يسوّق تقنية جديدة، وازداد اهتمامه في تعريف ملايين المستهلكين بما لديه. واستعجل ذلك كي لا يسبقه قطار الزمن. وقد استُغلّت تلك اللقاءات لتبادل الافكار والآراء بين كبريات تكنولوجيا الاتصالات المتطورة عالمياً، وكذلك للتوصل الى جداول عمل مشتركة بينها، بحيث تبرمج ما يمكن برمجته في إطار التعاون من اجل تطوير جميع القطاعات التقنية المتجددة. وفي المقابل، حافظت الشركات عينها على توجهها الى المستهلك العادي، ومخاطبة الثقافة التقنية للمستهلكين اليوميين، بهدف تقريب التكنولوجيات الحديثة للجمهور, وإظهار العلاقة بين تطوراتها وبين الحاجات المتجددة للجمهور العالمي من مستعملي الخليوي. ويتساءل البعض، هل من الممكن حقاً تحديد مستقبل الخليوي مثلاً في اربعة ايام كما أوحى بذلك القيّمون على"المؤتمر العالمي للهواتف النقّالة من الجيل الثالث"الذي انهى اعماله في برشلونة شرقي اسبانيا في السادس عشر من الشهر الجاري؟ والحال ان تسميته بپ"جي اس ام"يشير الى الشبكات الاوروبية من الخليوي، التي تنتشر عالمياً بقوة، متفوقة على نظيراتها من الشبكات الاميركية. وسيطر على الاجواء التفاؤل حول مستقبل الخليوي. ومن المرجح ان يترك المؤتمر بصماته على الاجهزة التي ستنطلق لتملأ الاسواق خلال العام الحالي. الأمر المهم الذي ركزت عليه الشركات العاملة في قطاع الاتصالات يكمن في امكانية التسلل إلى أسواق الدعاية والترفيه والتسلية من موسيقى وألعاب وفيديو وتلفزيون، من خلال عالم الخليوي. لكنه لا يمكننا ان ننكر ان نتائج هذا المؤتمر السنوي الثالث عشر، والذي يوصف بأنه اكبر حدث عالمي خاص بالهاتف الخليوي، ستحدد اجندة تقنيات الخليوي وخدماته للعام 2006. واذا كانت اهمية كل حدث تقاس بالمشاركين فيه، فقد جمعت قمة التقنيين التي عقدت قبل المؤتمر، نحو 350 من النافذين في عالم الكومبيوتر والاتصالات الالكترونية مثل المديرين التنفيذيين لشركتي"مايكروسوفت"ستيف بالمر وپ"فودافون"اروون سارين، ورؤساء شركات"نوكيا"اولي بيكا كالاسفوو، وپ"شاينا موبايل"وانغ شيانزو، وپ"تلفونيكا"انطونيو فيانا باتيستا وپ"موتورولا"ايد زاندير، وپ"سوني اريكسون"كارل هنريك سفانبرغ وغيرهم. وقد منح هذا الأمر المؤتمر العالمي اهمية خاصة وقدرة عملية ومستوى تقنياً"استفاد منها نحو خمسين ألف مشارك، من 680 شركة اتصالات هاتفية وپ150 صانعاً للأجهزة الخليوية من 210 بلدان. تجديد استراتيجيات السوق العالمي وأعلن رئيس"نوكيا"ان"الخدمات المقبلة ستكون سريعة، سهلة ورخيصة". ومن دون شك، فإن قطاع الخليوي بدأ يبحث عن اسواق جديدة بتقنيات حديثة. فالمكالمات الهاتفية والرسائل القصيرة لم تعد كافية بالنسبة له، ورسمت نحو 15 شركة اتصالات بما فيها العملاقة تشاينا موبيل التي يوجد لديها 240 مليون مشترك استراتيجية مشتركة ووقعت اتفاقاً لتنفيذ برامج تهدف إلى جعل الخليوي متعدد الاستعمال. وسيصبح بامكاننا ان نشاهد البرامج التلفزيونية من خلاله او التحادث من طريق الرسائل الفورية"شات"chat واستعمال الانترنت السريع في كل جوانبه وعلى جميع الشبكات الموجودة في مختلف البلدان اضافة إلى انشاء"ويب بلوغ"إلى ما هنالك من خدمات تقنية حديثة مهمة. وهكذا فإن آلات الخليوي المقبلة ستصبح، اضافة إلى كونها كاميرات رقمية للصور والفيديو وأجندة الكترونية، جهاز كومبيوتر سريعاً وتلفزيوناً وموسيقى وغير ذلك. كل ذلك في آلة يتراوح وزنها بين 97 وپ125 غراماً. وقد تم عرض نحو مئة جهاز جديد، أربعون منها للهاتف. اي ان الحدود بين حياتنا المهنية وبيوتنا وأوقات فراغنا والتسلية باتت تصبح شبه ملغاة. الأسواق الناشئة تغوي الخليوي ركّز المؤتمر على توسيع صناعة الخليوي باتجاه الاسواق الناشئة مثل الصين والهند واميركا اللاتينية. ففي الصين مثلاً، لا يزيد عدد مستعملي الانترنت على المئة مليون في الوقت الذي يستخدم فيه اربعمئة مليون الجهاز الخليوي. واتفقت شركتا"فودافون"وپ"بريتيش سكاي برودكاستينغ"على اطلاق ما سمي"سكاي موبايل تي في". والحال ان اوروبا تطور 15 برنامجاً تلفزيونياً موجّهاً للخليوي. ويتوقع ان تواجه الشركات مشكلة في تسويق اجهزتها شبيهة بتلك التي اصطدمت بحائطها مصانع اجهزة الفيديو واسطوانات"دي في دي"DVD من قبل، اي عدم استعمال النظام نفسه في جميع البلدان. وهنالك نوعان مختلفان من التقنيات لتلفزيون الخليوي. ترتكز احداها على تقنية DVB-H Digital video Broadcasting- Handheld والثانية DMB- Digital Multimedia Broadcast . فشركات الخليوي باتت تريد استخدام الانترنت ايضاً لكسب الارباح لا لتقديم الخدمات فقط ولذلك طورت تقنية - HSDPA High Speed Downlink Packet Access لزيادة سرعة نقل المعلومات إلى اقصى حدودها لتصبح مشابهة لتلك التي تعمل بها اجهزة الكومبيوتر على الخطوط الهاتفية الثابتة اي ما معناه امكان تفريغ كمية 3 ميغابايت خلال عشر ثوان. ما لفت نظر زوار المعرض ان لغة المؤتمر والمشاركين فيه كانت الانكليزية. ولم يقتصر هذا الأمر على المحاضرات، إذ ان 90 في المئة من الذين كانوا يتجولون بين الأجنحة، كانوا يتكلمون هذه اللغة بصرف النظر عن جنسياتهم. وقد عقدت شبكة"اورونيوز"الاوروبية اتفاقاً مع شركة"آمينا"للاتصالات لتقديم خدمات التلفزيون عبر أجهزة هاتف"الجيل الثالث"3G في اسبانيا بعد ان نجحت تجربتها من طريق نظام"واب"مع شركات اخرى في النمسا وبلجيكا وفرنسا والبرتغال وسويسرا. وتجدر الاشارة إلى ان الهوائيات الخاصة باجهزة الجيل الثالث سينخفض عددها بنحو 30 في المئة اذا ما تم التمكن من استعمال موجة 900 الواسعة التي تُستعمل حالياً في GSM. وتناول المشاركون موضوع الشبكات الافتراضية التي وصفها رئيس شركة"فودافون"بأنها ربما ستكون فرصة جديدة لكسب الأرباح.