دخلت روسيا حلبة السباق للوصول الى المشاهد العربي، هذه المرة ليس عبر برقيات وكالة أنباء"تاس"، فلكل مرحلة أدواتها، وفي زمن التنافس بين الفضائيات، اختارت أن تطلق فضائيتها الناطقة بالعربية. "روسيا اليوم"هو اسم المحطة الفضائية الروسية الجديدة، التي ستدخل إلى بيوت المشاهدين العرب بدءاً من مطلع العام المقبل، وهي تعد المرحلة الثانية في إطار مشروع تلفزيوني روسي يهدف الى التوجه الى العالم برؤية روسية معاصرة، أو، بقراءة للمتغيرات الدولية بعيون روسية، لكن من دون الابتعاد عن الموضوعية والحرفية، بحسب سيرغي فرولوف المدير العام للمحطة التي أطلقت أولى مراحلها قبل شهور باللغة الانكليزية، وتستعد حالياً لإطلاق نسختها العربية في مطلع العام 2007، ثم الاسبانية بعد ذلك بشهور. وعلى رغم أن الاعلان الرسمي لانطلاق المحطة مرتقب خلال الأيام المقبلة، فإن فرولوف استبق الحدث بالإشارة إلى انتهاء الاستعدادات وبدء العد العكسي، كاشفا أن مدير مكتب"الجزيرة"السابق في موسكو أكرم خزام عين مشرفاً عاماً للقسم العربي من"روسيا اليوم". ويرى البعض في إطلاق المحطة الجديدة محاولة لتحسين صورة روسيا ونقل وجهات نظرها الى العالم في شكل مباشر، بدلاً من المرور عبر وسائل الاعلام الغربية. ولم يستبعد كثيرون أن تكون"روسيا اليوم"نسخة روسية عن"الحرة"مع ما قد يتبع ذلك من عناصر السباق والتنافس، لكن مسؤولي"روسيا اليوم"يشددون على كونها"قناة تلفزيونية مستقلة، غير حكومية". وليس سراً ان وكالة"نوفوستي"الروسية هي صاحبة الجزء الأعظم من أسهم القناة العربية الجديدة التي بلغت موازنتها عند الانطلاق نحو 35 مليون دولار، في مقابل 30 مليونا هي موازنة المحطة الناطقة بالانكليزية. وعقد أحد المسؤولين في المحطة مقارنة بين"روسيا اليوم"التي دخلت طور ولادتها الفعلية، ومحطة"بي بي سي"، من خلال الاشارة الى ان الأخيرة حافظت على استقلالها على رغم أن دافعي الضرائب البريطانيين يمولونها. وشددت إدارة"روسيا اليوم"على أنها لن تكون دعائية أو منحازة في تناولها الأحداث والمتغيرات في العالم. وبحسب أحد أركان فريق العمل في المحطة،"سيحظى الخبر الروسي بالمعاملة نفسها لكل خبر آخر"لتبقى"الموضوعية والحيادية"المعيارين الأساسيين، و"السلاح الأمضى لمواجهة التنافس الحاد بين الفضائيات الناطقة بالعربية". وأثار اعلان انطلاق المحطة التي ستبث برامجها عبر القمر الاصطناعي"عرب سات"، تكهنات عدة، ففي جعبة إدارتها الكثير لتقديمه للمشاهد العربي، وهو لا يقف عند نقل صورة موضوعية عما يجري داخل روسيا. وعلى سبيل المثال، أشار مسؤول في المحطة إلى أن في حوزة الروس"كثيرا مما لم يقل بعد حول التاريخ المعاصر للمنطقة العربية"، في إشارة إلى مخزون ضخم من المعلومات والملفات التي لم تنشر وما زالت غالبيتها حبيسة الأدراج في الأرشيف السابق للمؤسسات السوفياتية والروسية من بعدها.