لطالما كان "القطاع الخاص" صاحب الصوت الأعلى في المشهد المسرحي المصري. والآن تغيّر الوضع وأصبح مسرح الدولة الذي يترأسه الدكتور أشرف زكي هو الذي يشهد الحيوية. وبدأ باستعادة بريقه، بعد فترات من الخمول. هناك مسرحيات جادة كثيرة سيشهدها الموسم الشتوي على خشبات مسارح الدولة، وسيشارك فيها كبار نجوم الدراما ومنهم محمود حميدة ويحيى الفخراني وداليا البحيري، على أن تناقش غالبية العروض الواقع السياسي والاجتماعي. نبدأ من المسرح القومي حيث تجرى تمارين مسرحية"الشبكة"المأخوذة عن نص لبريخت والتي تكشف انهيارات المجتمعات النامية بسبب سيطرة رؤوس الأموال الضخمة. يقوم ببطولة المسرحية التي أعدّها يسري الخميسي، وتولّى إخراجها سعد أردش، محمود حميدة وسميحة أيوب. أما مسرح ميامي الذي يقع في شارع طلعت حرب في منطقة وسط القاهرة، فبعد تجديده سيشهد استئناف العرض المسرحي"الملك لير"الذي قدمه الفنان يحيى الفخراني على المسرح القومي قبل أربع سنوات وحقق نجاحاً، وكان من أول العروض التي أعادت الجمهور الى مسرح الدولة. يعبّر الفخراني المشغول بشراء بعض الأكسسوارات والأزياء اللازمة لشخصية"لير"عن سعادته العارمة لإعادة تقديم هذا العمل، مصرّحاً أنه"في المرّة الأولى التي قُدّمت فيها المسرحية كنت أتخيل ان جمهوري سيكون من المهتمين والمثقفين فقط، لكن أذهلني إقبال الشباب على مشاهدة العرض الذي كان يومياً يحقق أعلى الايرادات". وأضاف أنه لهذا السبب لم يتردّد لحظة في استئناف العرض من جديد، باعتبار أن"هناك أجيالاً لم تأخذ حقها في مشاهدة كلاسيكيات المسرح العالمي، وأشعر أن هذا من أهم واجباتي كفنان"."الملك لير"إخراج أحمد عبد الحليم وبطولة ريهام عبد الغفور وأشرف عبد الغفور. "من يخاف فرجينيا وولف"هو عنوان المسرحية التي ستُعرض قريباً على خشبة مسرح الطليعة، من تأليف إدوار ألبي وترجمة عادل سليمان وإخراج سناء شافع وبطولة رغدة. وعلمت"الحياة"أن هناك اتصالات مع الفنان نور الشريف ليقوم بالبطولة إلى جانب رغدة، لكن الأخير لم يحسم أمره بعد، خصوصاً أنه في رحلة الى أوروبا لعلاج آلام الظهر. وتعالج"من يخاف فرجينيا وولف"في نسختها الأصلية، القهر داخل المجتمع الأميركي، لكن سيتمّ اللعب على النص ليلائم الواقع المصري. وفي ما يتعلّق بالصناعة المحلية، بدأ المخرج مراد منير على خشبة مسرح السلام أخيراً، تدريب عدد من الممثلين لتأدية أدوار مسرحية"اللجنة"المأخوذة عن نص روائي لصنع الله ابراهيم، يدور حول القهر والظلم الإجتماعي في قالب كوميدي سياسي غنائي. وكان منير أوكل البطولة لداليا البحيري ولطفي لبيب، ولم يتم بعد الاتفاق مع ممثل يشارك داليا البطولة بعد اعتذار الممثل السوري جمال سليمان الذي أبدى موافقة أولية وسرعان ما تراجع نظراً لارتباطاته الفنية في سورية. وفي السياق نفسه، ستلعب الممثلة سلوى خطاب إلى جانب مفيد عاشور دور البطولة في مسرحية"كيد النساء"على"مسرح الغد". وهي من إبداعات الراحل زكريا الحجاوي، وتدور أحداثها في قالب كوميدي سياسي في عصر المماليك، مع رصد الأجواء الشعبية لتلك الفترة. أما في مسرح"متروبول"فتجري بروفات مسرحية"تعظيم سلام"من إنتاج المسرح القومي للطفل، وهي الوحيدة التي يخرج موضوعها عن الإطار السياسي، اذ تدور أحداثها في إطار ترفيهي تعليمي من خلال إرساء القيم والمبادئ الإنسانية لدى الأطفال. المسرحية من بطولة المطربة أنوشكا وأحمد سلامة.