بعض الفصائل الجوانية تهاجر الى الشمال بحثاً عن الطقس المنعش، منذ بعض الوقت، على رغم أن زيادة حرارة الأرض لم تزد على أكثر من 0.8 درجة مئوية في أثناء مئة سنة. وباتت ملاحظة أثر هذا التغيّر الطفيف في منازل فصائل الحيوانات الحية، نحو الأعلى ارتفاعاً ونحو الشمال في نصل الكرة الشمالي، واقعة ظاهرة. فالنباتات والحيوانات تطلب مناخاً منعشاً تفتقده. والغابات في الجبال تتسلق المنحدرات، بينما تتجه السهول والسنديان وغيرها نحو الشمال. وثمة عصافير، أو حشرات مدارية واستوائية، تائهة في بريطانيا أو استونيا، بينما تنقرض قوارض البيكا، من فصيلة الأرانب فهي لا تقوى على تحمل درجة حرارة أعلى من 25 درجة مئوية في الجبال الصخرية، شمال أميركا. وفي 2003، بدا أن ما لا يقل عن 2000 فصيلة من الحيوانات الحية تنتقل صوب الشمال، ويبلغ متوسط انتقالها 6.1 في العقد الواحد، منذ 50 سنة. وهي اختلّت"ساعتها البيولوجية"أي توقيت الهجرة، ونتوء البراعم، والسبات الشتوي، والتكاثر. ويسبق وقتها بداية الربيع 24 يوماً الى 3.3 أيام، كل عشر سنوات. وتحفظ الحرارة ورق الشجر عليه مدة أ طول. ويؤدي فائض ثاني أوكسيد الكربون دور السماد. والربيع غدا في متناول الحيوانات والنباتات كلها. وتنطوي الحال على مشكلة: ففصائل الحيوان أو النبات لا تتفاعل مع التغيرات على وجه واحد. وعلى سبيل المثال، يقتات نوع من العصافير، في الولاياتالمتحدة، بديدان شجيرات الشوك. وهذا العصفور شرع يهاجر الى الشمال قبل هجرة الشجرة. وعلى هذا، اجتاحت الديدان الجنوبية شجيرات الشوك، حين لا تجد عصافير الشمال غذاءها المناسب. عن فابيان غروييه، "نوفيل أوبسرفاتور" الفرنسية، 14 - 20 / 12 / 2006