أكدت مصادر في "التيار الوطني الحر" ان أنصار التيار "لن ينسحبوا من الاعتصام قبل تحقيق أدنى مطلب من مطالب المعارضة وهو تمثيلها في حكومة وحدة وطنية بالمستوى نفسه المتمثلة فيه في المجلس النيابي"، رافضة ما سمته "البدع" حول التركيبات التي تتداولها الصحف. ورأت هذه المصادر في كلام النائب ميشال عون، رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" في التظاهرة التي نظمتها المعارضة الأحد الماضي"تحذيراً من التباطؤ في تأخر الأكثرية والفريق الحاكم في تلبية المطالب ومواصلتها التنكر للشارع وتجاهل الجماهير التي تحتشد في ساحات بيروت"، داعية الى"التعاطي مع ما يحصل بجدية وإلا ستتحمل مسؤولية أي تصعيد يمكن ان يحصل وتداعياته". وأشارت المصادر عينها الى"عدم وجود تباين في المواقف بين أطراف المعارضة"، مؤكدة ان"الأمور لم تعد تحتمل شهوراً، ولا بد من خطوات قريبة تدفع بالفريق الحاكم الى اعادة حساباته وأن مثل هذه الخطوات التي وصفتها"بالمفاجأة"ستظهر قبل أو في نهاية الأسبوع الحالي". وطلبت المصادر من"الفريق الحاكم عدم شمل"التيار الوطني الحر"بمحاكمة النيات التي يمارسها على فريق من المعارضة وخصوصاً ان العماد ميشال عون والشريحة المسيحية التي يمثلها كانوا أول من رحب ووافق على قيام المحكمة الدولية كما انه الوحيد الذي أثار في جلسة مناقشة البيان الوزاري بعض الهواجس التي يثيرها بعض من فريق 14 آذار وخصوصاً المتعلقة بالجزر الأمنية وغيرها من المواضيع الشائكة وأن النائب في اللقاء الديموقراطي وائل أبو فاعور هو اول من انتقد النائب عون لإثارته مثل هذه الهواجس". كما سألت المصادر عن السبب الذي يدفع قوى 14 آذار الى الاعتبار ان الثلث المعطل سيكون بيد الوزراء الشيعة، مشيرة في هذا السياق الى"وجود خلاف في وجهات النظر"مع"حزب الله"وپ"حركة أمل"حول العديد من القضايا الأساسية وان القول إن وزراء"التيار"سيشكلون حلفاً سياسياً داخل حكومة الوحدة الوطنية مع فريق المعارضة"هو قول غير دقيق". وكشفت المصادر عن محاولة قام بها النائب ابراهيم كنعان مع نائبين من"القوات اللبنانية"بهدف إصدار بيان مشترك باسم"القوات و"التيار"يتبنى الثوابت المارونية التي أعلنت عنها البطريركية المارونية"وخصوصاً ان معظم الفرقاء المسيحيين ساهموا بطريقة او بأخرى ببلورتها، على أمل ان يكون ذلك بداية تحرك للقوى السياسية المسيحية المشتركة برعاية البطريرك صفير الذي يمكن ان يلعب دور"الوسيط الشريف"بين جميع الأطراف والقوى خصوصاً أن المؤشرات والتراشق الإعلامي، إضافة الى ما حدث في منطقة قصقص وما نتج عنه من تصريحات وتعليقات يعكس تشنجاً بين طائفتين يمكن في حال تدهوره ان يؤثر على مصالح الجميع وعلى الاستقرار في لبنان". ولم تستبعد مصادر"التيار"مواصلة"مثل هذه الاتصالات وخصوصاً ان عون وضع البطريرك صفير في آخر لقاء بينهما في مثل هذه الأجواء وأنه يشجع قيامها كما شرح له توجهات"التيار"في هذه المرحلة مؤكداً له ان الشارع المسيحي متماسك ولا خوف اطلاقاً من أي صدامات في داخله، وأن موقعه الحالي في المعارضة ساهم في شكل كبير وسيساهم في منع حدوث فتنة بين أي طرف من الأطراف اللبنانية". ورأت المصادر نفسها ان الخطورة تكمن في ان"الفريق الحاكم ولأسباب غير واضحة رفض التجاوب ومنذ الانتخابات النيابية الأخيرة مع أحد أبرز رموز معارضي الوجود السوري في لبنان وهو العماد ميشال عون بل يتهمونه بالتحالف مع سورية وإيران متجاهلين ان الناس الذين أتوا به وبفريقه الى المجلس النيابي هم أنفسهم الذين قاسوا من الوصاية السورية والهيمنة السورية على لبنان سنوات عدة".