سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الجدال الحاد بين المتشاورين أوقف النقاش 3 مرات منها استراحة للتهدئة ورئيس البرلمان أجل الجلسة الى الغد لإجراء اتصالات اليوم . لبنان: "حزب الله" أصر على الثلث المعطل وبري أيده وعون تخلى عنه مقابل انتخابات مبكرة و14 آذار رفضته
أرجأ رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري جلسات التشاور بين أقطاب الحوار الوطني ال14، الى غد الخميس لأن استئنافها يحتاج الى"تشاور"هو الآخر والى اتصالات للبحث عن مخارج خلال فسحة اليوم الاربعاء، بعدما بدا من الجلسة الثانية، أمس، ان النقاش وصل الى ما يشبه الطريق المسدود. اذ بقي كل فريق على موقفه من موضوع قيام حكومة وحدة وطنية، فأصر"حزب الله"عليها والعماد ميشال عون ووزراء حركة"أمل"على ثلث اعضائها، فيما تشددت قوى 14 آذار في رفض التسليم بهذا الثلث للمعارضة"لأننا نكون نقبل بأن نسلم رقبتنا للخصوم وكذلك قرار البلد ومستقبله". وشهدت جلسة امس سجالاً لم يخل من الحدة، في بعض الاحيان، الى حد انها كادت تتوقف وترفع ثلاث مرات حيث ساد الصمت بعد النقاش الساخن، والى درجة ان أياً من الحاضرين لم يطلب الكلام حين انتظر بري مواصلة البحث، ما دفع به، في احدى هذه المرات الى رفعها لمدة ربع ساعة من اجل ترطيب الاجواء، فاختلى برئيس الحكومة فؤاد السنيورة ورئيس كتلة"المستقبل"النيابية النائب سعد الحريري، من اجل تهدئة الخواطر. وعبّر بري عن الجو المتوتر بطريقة ملطفة حين قال في مؤتمره الصحافي ان النقاش اتسم بالصراحة والغنى، مؤكداً استمرار التزام أفرقاء التشاور الهدنة الاعلامية التي تقررت في الجلسة الاولى، اول من امس الاثنين راجع ص 6 و7. وسعى بري الذي قال ان المشاركة في الحكومة لا تكون بأكثر من ثلث الحكومة، الى التخفيف من وطأة استمرار الخلاف حول مطلب الثلث المعطل من جانب الحزب وحلفائه، وسماه ثلثاً مشاركاً واستبق تفاعلات استمرار الخلاف على مهلة التحرك في الشارع التي كان حددها الأمين العام ل"حزب الله"السيد حسن نصرالله بأسبوع واحد بعد انطلاق جلسات التشاور، فأكد ان"ما من احد حدد مهلة اسبوع... فأنا حددت المهلة ب15 يوماً...". وبدا بري مدافعاً عن مطلب الثلث المعطل، بعد ان أكد من ان وجهة نظره هي توسيع الحكومة الحالية التي كانت بنيت على قاعدة الثلث زائد واحد التحالف"أمل"و"حزب الله"ووزراء موالون لرئيس الجمهورية اميل لحود والعبرة في التوافق والثقة ببعضنا وليس في العدد". ولخص أحد المشاركين في جلسة الامس النقاش بالقول انه توزع على 3 مشاهد: - الأول رأي العماد ميشال عون الذي قليلاً ما تحدث امس لكنه ركّز على مطلب اجراء انتخابات نيابية مبكرة، بعد إقرار قانون جديد للانتخابات تنبثق منها حكومة جديدة لتجري انتخابات رئاسية إثرها... حتى ان عون قال انه لا يصر على الحصول على الثلث المعطل داخل الحكومة في عملية التوسيع الحكومي اذا وافقت قوى 14 آذار على الانتخابات النيابية المبكرة. لكن بعض قوى الأكثرية توقف امام طرح عون لفكرة الانتخابات النيابية المبكرة وقوله:"ولتتشكل الاكثرية عندها من الطوائف اللبنانية الثلاث الرئيسة المسيحيون ? الشيعة والسنّة". ووجد البعض في هذا الطرح دعوة الى المثالثة في التوزيع الطائفي بدل المناصفة الاسلامية ? المسيحية. - الثاني: طرح قوى 14 آذار تسلسلاً مناقضاً يقضي بتغيير رئيس الجمهورية، يعقبه تغيير حكومي ثم وضع قانون جديد للانتخابات، على ان تجري الانتخابات النيابية في موعدها في ربيع 2009. وهو ما طرحه النائب الحريري وركز عليه رئيس"اللقاء النيابي الديموقراطي"وليد جنبلاط. وخلاف ذلك فإن بعض أقطاب الأكثرية قال ان لا مانع لديه من تمثيل العماد عون في الحكومة الحالية ومع توسيعها في المبدأ لكن من دون التخلي عن الثلث المعطل للمعارضة. - الثالث: إصرار"حزب الله"على توسيع الحكومة الحالية بإدخال وزراء عون اليها، مع حصول المعارضة على الثلث المعطل. الا ان بعض الوقائع من الجلسة ومداخلات افرقاء المشاهد الثلاثة اظهرت تصلباً"هو نفسه الذي تشهدونه في الإعلام"كما قال احد المشاركين ل"الحياة". وكانت الجلسة بدأت بتساؤل طرحه رئيس الهيئة التنفيذية في حزب"القوات اللبنانية"الدكتور سمير جعجع عما اذا كان هناك استهداف لقوات"يونيفيل"في الجنوب نتيجة المواقف السلبية منها والتي تصدر بين الحين والآخر. ورد بري مؤكداً انه لا يرى ان احداً يريد استهداف"يونيفيل"، كذلك رئيس وفد"حزب الله"النائب محمد رعد. كما علمت"الحياة"انه خلال السجال حول موضوع التغيير الحكومي عرض رعد لحيثيات مطلب"حزب الله"قيام حكومة وحدة وطنية مبرراً اياه بالحاجة الى ضمانات كي لا تجنح الحكومة بقراراتها في اتجاه يتخوف منه الحزب، حسبما شهدت الحرب الاخيرة، لأن لدى الحزب والمعارضة هواجس ومخاوف من ذلك ويريدان الثلث المعطل كضمانة. وفي السجال حول الثلث المعطل رد النائب الحريري قائلاً:"ماذا تريدون ضمانات اكثر من اننا اكدنا اننا مع المقاومة ومع الحزب. وأنا سعد الحريري أؤكد ان سلاح المقاومة غير مطروح للبحث وسبق ان قلت اننا ابلغنا في السابق الدول الكبرى ان سلاح الحزب يعالج بالحوار الداخلي اللبناني". ورفض الحريري التسليم بالثلث المعطل للمعارضة، مؤكداً ان الهدف من ورائه شل البلد وتعطيله وأخذه الى مكان آخر، وسأل:"ماذا وراء ذلك ومن هي الجهة التي وراء هذا الاصرار على الثلث المعطل؟". وعلم ان بري توجه الى الجالسين على الطاولة قائلاً:"يا أخوان أريد ان أؤكد لكم ان ما من احد يستطيع ان يضمن النزول الى الشارع. فاذا قام احدهم بعمل تخريبي وسط أي تظاهرة لا نعرف أين تصبح الامور. ولذلك نحن ندعو الجميع الى تقديم التنازلات من اجل ألا ينفجر البلد".