العاصمة الصينية على شفير الاختناق. فهي تعد 14 مليوناً، ويعصف بها نمو مديني لا كابح له، وتشكو سيراً فوضوياً ومواصلات عامة قليلة. ولا ننسى المضاربة العقارية، وتدمير الأحياء القديمة، والتلوث المقيم. وعليه، فبكين اليوم مدينة مترامية الأطراف ولا يطيب عيشها ولا سكنها. وأرادت السلطات البلدية معالجة الحال. فلبست لبوس كبار المصلحين. وعزمت على مضاعفة طاقة المدينة العقارية، وإنشاء عاصمة ثانية تحت الأرض، وتزعم الوكالة العقارية"زينهويا"ان تنفيذ الخطة قطع شوطاً متقدماً. وتقول الوكالة ان المهندسين المخططين أثبتوا 17 قطاعاً رئيساً. وأدى هذا الى استصلاح 90 مليون متر مربع. وفي ختام الخطة، يتوقع ان تبلغ مساحة المدينة 120 مليون متر مربع. وهي اليوم تقتصر على 30 مليوناً. ويسوغ الإنجاز الضخم هذا علاجُ التوتر الذي يسمم علاقة الأهالي بالإدارة البلدية. ومصدر التوتر هذا سندات التملك العقاري. وإلى هذا، ينبغي ان يؤول شطر راجح من سير السيارات الى المدينة السفلية الجديدة، وأن تحضن هذه الشبكة الأنفاق المزمعة. فإلى اليوم، تقتصر خدمة النقل على خطي مترو. ومتفرعات الخطين، وهي جزء من الإعداد لدورة ألعاب بكين الأولمبية في 2008، لم تنجز بعد وتتوقع الوكالة ان"تتعهد المساحةُ المضافة الأنشطة التجارية والثقافية المتعاظمة، من مراكز تجارية، ومرائب، وصالات سينما ومسرح. وتأمل عمدة بكين معالجة اختناق المدينة، من وجه، وإتاحة سكن أهلها في الأبراج وناطحات السحاب سكناً هانئاً. فالمدينة القديمة، على مثال أباطرة أسرة مينغ قبل ثلاثة قرون، أفلت وطويت. وتحل محلها مدينة جديدة على صورة السلطة التي تخلف الشيوعية، مدينة سراديب سفلية. عن آني بورييه ، "راديو فرانس أنترناسيونال" الفرنسية، 13/11/2006