أعلنت "أوجيه تيليكوم" أمس عدولها عن التحول إلى شركة مساهمة عامة وطرح أسهمها للاكتتاب العام قبل نهاية الشهر الجاري، بعد أقل من أسبوعين على إعلانها الأمر رسمياً، من دون أن تشير إلى الأسباب. وقررت الشركة صباحاً إلغاء مؤتمر صحافي كان مقرراً عقده في مركز دبي المالي العالمي حيث المقر الرئيسي للشركة قبل ساعات قليلة من موعده، كان مخصصاً للإعلان عن تفاصيل عملية الطرح العام والإدراج في بورصة دبي العالمية. وقال الرئيس التنفيذي للشركة بول دواني في اتصال هاتفي مع"الحياة"من لندن،"أن القرار الذي اتخذ لا يعني إلغاء فكرة الطرح العام ولكنه إلغاء لعملية الطرح الحالية". وعزا القرار المفاجئ إلى التقلبات الشديدة في أسواق المال الإقليمية خصوصاً في السعودية والإمارات. ونفى نفياً قاطعاً وجود أي عوامل خارجية أثرت على قرار الشركة، مؤكداً أن القرار راجع بالأساس إلى المساهمين الذين تخوفوا من تأثير تقلبات أسواق الأسهم على سعر سهم الشركة، ليس فقط خلال عملية الطرح العام ولكن أيضاً خلال التداول في البورصة بعد الإدراج. وأوضح أن ما ساعد في التراجع عن قرار الاكتتاب أن الشركة كانت تستهدف جمع 150 مليون دولار فقط من هذه العملية، وهو مبلغ ليس كبيراً خصوصاً أنها لا تعاني مشكلة في التمويل، ما يدعم عدم المغامرة في هذا الوقت الدقيق. ورفض مسؤولون في بورصة دبي الدولية التعليق على الخبر، مكتفين بالقول إن هذا الأمر يخص الشركة ولا علاقة للبورصة به وبالتالي لا يحق لها التعليق عليه. وفيما قال مصدر مطلع على التطورات لوكالة"رويترز"إن الشركة لم تحصل على السعر الذي تريده، أفادت"أوجيه تيليكوم"في بيان مقتضب أنها"كانت ترمي من خلال عملية الاكتتاب هذه إلى توسيع قاعدة المساهمين وإنجاح تداول أسهمها في الأسواق المالية. وقد ارتأت الشركة وحاملو الأسهم الرئيسيين أن عملية طرح الأسهم لم تعد مؤاتية في الوقت الراهن في ظل التحديات المتزايدة والظروف الإقليمية المتقلبة في الأسواق المالية. وقد جاء قرار الشركة هذا على رغم تجاوز عدد المكتتبين لكل التقديرات انطلاقاً من معدل سعر الطرح، والدعم الكبير من قبل المستثمرين في الشرق الأوسط". وكان متوقعاً أن يصل حجم عملية الطرح العام التي ألغتها الشركة إلى 1.25 بليون دولار للمؤسسات الاستثمارية، وذلك على شكل أسهم وشهادات إيداع دولية. وكانت ترمي إلى تحقيق 150 مليون دولار كعائدات أولية لعملية الطرح، ورسملة سوقية بقيمة 5.7 بلايين دولار. وتأتي هذه التطورات خلال أقل من شهرين على تدشين المقر الرئيسي للشركة في مركز دبي المالي العالمي في أيلول سبتمبر الماضي، حيث من المنتظر أن تباشر أعمالها من هناك قبل نهاية العام. وتعد مجموعة"سعودي أوجيه"، التي تسيطر عليها أسرة الحريري اللبنانية، المساهم الأكبر في رأس مال"أوجيه تيليكوم"إذ تبلغ حصتها نحو 80 في المئة. وتملك"أوجيه تيليكوم"55 في المئة من أسهم شركة"تورك تيليكوم"التركية، كما تقدم خدمات الاتصالات المحمولة في جنوب أفريقيا إذ تملك حصة غير مباشرة في شركة"سل سي"تبلغ 75 في المئة. وتوفر"أوجيه تيليكوم"خدمات الإنترنت في السعودية ولبنان والأردن من خلال شركة"سيبريا"التابعة لها. وتعد" أوجيه تيليكوم"واحدة من الشركات الصاعدة بقوة في مجال خدمات الاتصالات، وتنتشر أعمالها حالياً في خمس دول هي تركياوجنوب أفريقيا والسعودية ولبنان والأردن. ولدى الشركة 30 مليون مستخدم للهواتف الخليوية وحققت عائدات بلغت أكثر من سبعة بلايين دولار في عام 2005. وانخفضت أسعار الأسهم في الشرق الأوسط الشهر الجاري وهي المرة الثانية التي تشهد فيها أسواق المنطقة اتجاهاً نزولياً هذا العام. وبرزت صعوبات في سوق الإصدارات الأولية لأسهم الاتصالات. واضطرت مجموعة شركات"هوتشيسون وامباو"ومقرها هونغ كونغ إلى إلغاء الطرح العام الأولي لوحدتها الإيطالية للجيل الثالث من الهاتف المحمول في آخر لحظة هذا العام، مؤكدة في بيان الأسبوع الماضي أن الوقت غير مناسب لتسجيل أسهم الاتصالات. وفيما سعرت شركة"نف سيجيتال"الفرنسية وهي اكبر شركة اتصالات تدخل السوق هذه السنة، أسهمها عند الحد الأقصى للنطاق السعري الشهر الماضي.