عائلة طلبة في قرية "أبو رواش" في محافظة الجيزةجنوبالقاهرة، اشتهر أفرادها منذ نحو مئتي سنة بصيد الثعابين والعقارب وغيرها من الزواحف الخطرة والقاتلة وتصديرها، الى الخارج. هذا العمل، على رغم مخاطره يدر على العائلة أرباحاً طائلة بالعملة الصعبة، تقدر بالملايين سنوياً. قبل ان تدخل الى"أبو رواش"التي يلقبها البعض بمعقل الثعابين والزواحف، تسمع فحيح الأفاعي في بيوت أفراد العائلة. ولا تفاجأ عندما ترى أطفال العائلة الذين لا تتجاوز أعمارهم السبع سنوات، يلهون بالثعابين غير عابئين. يُعبّر أسامة طلبة 42 سنة الذي اشتهر بصيد الزواحف وتصديرها، عن حبه لمهنته:"تجري في عروقنا جميعاً من أجدادنا القدماء حتى أحفادنا. فهي مصدر الرزق الوحيد، وفي حال دخل الخوف قلوبنا لن نجد قوت يومنا"- ويشير إلى أن أهم المناطق التي يرتادونها تشمل صحراء سيناء ومرسى مطروح حتى الحدود المصرية - الليبية وبلطيم والبحيرة، إضافة إلى جنوب الصعيد بدءاً من الأقصر وحتى توشكى وغيرها من الأماكن ذات الطبيعة الصحراوية والجبلية فضلاً عن الأماكن الزراعية. وحول كيفية التعرف على أماكن الثعابين، أكد أنه من خلال"تقصّي وتتبع الأثر نستطيع أن نهتدي إلى مخابئ الثعابين وجحورها. ومن خلال الخبرة الطويلة التي اكتسبتها العائلة، في إمكانهم التعرف على نوع وشكل وحجم الثعبان وما اذا كان ساماً أم لا، من أثره على الرمال، وذلك قبل أن يروه. تبدأ عملية الصيد بالحفر عند نهاية خط الأثر في الرمال والتنقيب بين الأحجار والصخور، بفأس صغيرة. يُمسك الثعبان من رأسه ويوضع في صندوق. واذا كان ساماً يتم إدخال عصا خشبية طويلة على شكل حرف Y داخل الجحر لسحبه، ثم توضع عصا بالقرب من رأسه في شكل محكم ويعاد سحبها تدريجاً حتى رأس الثعبان لإحكام السيطرة عليه وإمساكه من أسفل رأسه مباشرة تفادياً لبخ السم في وجه الصياد. وعن كيفية التمييز بين السامة وغير السامة، أفاد أن السامة منها تتميز برأس مستدير وجسم ذي لون قاتم يميل إلى السواد. أما غير السامة فيميل لونها الى الاصفرار وتعيش غالبيتها في المنازل. وعن قائمة طعام الزواحف التي يتم اصطيادها، أفاد أن نوع الغذاء يختلف بين فصيلة وأخرى. فالثعابين مثلاً تأكل السحالي والضفادع والفئران التي تمتص الدم منها فقط ثم تقذفها بعد أن تبقى داخل احشائها مدة 10 أيام تقريباً. ويكفي ضفدعتان أو فأر واحد لسد جوع الثعبان طوال فصل الشتاء. في حين يحتاج الى ضفدعتين أو سحلية أو فأر واحد يومياً في فصل الصيف، أما العقارب فتأكل الخنافس والصراصير. ومن جهته، يعتبر صلاح 40 سنة أن تجارة الزواحف تغيرت كثيراً، لدرجة انتشار محال بيعها أكثر من"السوبر ماركت"في دول العالم. كما ازداد عدد التجار الأوروبيين والأميركيين المتخصّصين بأنواع الثعابين الذين يقومون بتربية هذه الزواحف. ومن أبرز الجهات التي يتم تصدير الزواحف اليها، أشار صلاح إلى تعاون مستمر مع كليات الطب والعلوم ومراكز البحث العلمي في مصر وخارجها. كما إلى الجامعات الأجنبية التي تعمل على استخلاص وصناعة الدواء منها، وتعتبر الولاياتالمتحدة الأميركية الأولى في هذا المجال. وعدا عن دول عربية تطلب أنواعاً معينة منها للأغراض ذاتها، أو على سبيل الهواية مثل السعودية والكويت والبحرين والإمارات.