قرصنة الأفلام تعتبر اليوم من أهم وأخطر ما يواجه صناعة السينما حتى باتت تهدد معظم شركات الانتاج السينمائي في مختلف دول العالم بخسارة فادحة نهايتها المحتومة التوقف عن الانتاج، ما لم تتّخذ الاجراءات الوقائية لمحاربة القرصنة وتجريمها قانوناً- لذلك يقيم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته المقبلة بين 28 تشرين الثاني نوفمبر و8 كانون الأول ديسمبر ندوة حول ظاهرة"قرصنة الأفلام"تستمر نصف يوم من الثانية بعد الظهر وحتى السابعة مساء الرابع من كانون الاول المقبل بفندق"جراند حياة"قاعة"فرحتي"وذلك بالتعاون مع مركز المشروعات الدولية الخاصة CIPE احدى هيئات غرفة التجارة الأميركية المستقلة والتي لا تهدف الى الربح. وأكد رئيس المهرجان الدكتور عزت ابو عوني أهمية المؤتمر الذي ستشارك فيه المؤسسات المصرية المهتمة بحماية حقوق الملكية الفكرية، ويدعى إليه كل من يمكنه الاشتراك في النقاش وإضافة ما لديه من معلومات وتجارب. وللمناسبة لا بد للإطلالة على هذا الموضوع من التأكيد على أن هناك انواعاً مختلفة من الاسواق الاقتصادية، وهناك تبايناً واختلافاً في البناء الهيكلي لمختلف المؤسسات، لكن كل الأسواق اللامركزية تتشارك في سمة التنافسية وتكون القواعد واحدة بين جميع المتنافسين، ويمثل مبدأ حماية حقوق الملكية الفكرية، ركناً مهماً في أركان السوق التنافسي، لذلك كانت قضية حماية الملكية الفكرية احدى الأعمدة الاقتصادية الديموقراطية التي تحاول الدول تأسيسها من خلال البرامج الاصلاحية ومن بين هذه الدول مصر. ويختلف نظام حقوق الملكية الفكرية من بلد الى آخر لأسباب تاريخية وثقافية، ومع ذلك فإن كل المعاهدات الدولية ابتداء من معاهدة"بيرن"عام 1886 وحتى المعاهدات الدولية لحماية حقوق الملكية التي صدرت عام 1996 اتفقت على حق الفنان في حماية إبداعه الفكري. وصناعة الافلام عالمياً تتأثر بالقرصنة ليس لقصور في القانون وحسب ولكن لقصور في تنفيذ الأحكام أيضاً، وتدني درجة اهتمام الحكومات بمحاربة القرصنة وحماية الملكة الفكرية فبينما توجد في معظم بلدان العالم قوانين لحماية الملكية الفكرية إلا أنها لا تطبق بشكل واحد في كل الأحوال. وبما ان أميركا اللاتينية هي ضيف شرف المهرجان هذا العام ستلقي ندوة المهرجان القاهري الضوء - في شكل خاص - على تجربتها في هذا المجال، فهناك لا تطبق القوانين إلا على 1 في المئة فقط من المخالفين، والقليل جداً منهم تصدر ضده الأحكام. فقرصنة الافلام في أميركا اللاتينية لا تعامل بشدة نظراً الى أن هذه الجريمة تقدم فرصة عمل لبعض شرائح المجتمع، إلا أن حكومة البرازيل بذلت جهوداً جبارة العام الماضي لحماية الملكية الفكرية. وتلقي الندوة الضوء على تجارب عدد من الدول الأخرى، وعلى وسائل محاربة القرصنة ومن بينها التوعية وإعادة تعليم المواطنين وتبصيرهم بمخاطر القرصنة، وأهمية اتخاذ مواقف ممن يقومون بالقرصنة من خلال الانترنت، وكذلك أهمية التعاون مع منفذي القانون في جميع بلدان العالم حتى يمكن القضاء على تلك الظاهرة، وتشجيع التكنولولجيا الحديثة على ابتكار وسائل تجعلنا نضع الأفلام على الإنترنت من دون الخوف من القرصنة.