يرى مسؤولون أميركيون وأوروبيون في مجال مكافحة الارهاب أن فرار عناصر من تنظيم"القاعدة"من سجن يمني يحمل بصمات تواطؤ من السلطات، ويثير أسئلة عن مدى كفاءة الدولة في اليمن الشريك الرئيسي في الحرب على الارهاب. ولم يكن بين السجناء الهاربين، وعددهم 23، مدبرو هجمات على مدمرة أميركية وناقلة نفط فرنسية فحسب، بل كان بينهم كما اتضح بعد ايام مواطن أميركي من أصل يمني، هو جابر البنا، رصدت مكافأة مقدارها خمسة ملايين دولار للقبض عليه. وفي ايار مايو 2003 اتهم مدعون اميركيون البنا بالتآمر مع ستة اميركيين آخرين يتحدرون من أصل يمني اعترفوا بأنهم تدربوا في نيسان ابريل 2001 في معسكر بأفغانستان يديره تنظيم"القاعدة". واطلق على الخلية اسم"لاكاوانا 6"على اسم بلدتهم التي نشأوا فيها في نيويورك. واعتقل البنا أواخر 2003 في اليمن بينما اعتقل الباقون في الولاياتالمتحدة. وهرب السجناء ال23 عبر نفق طوله 140 متراً يمر تحت سجنهم في صنعاء والذي تحرسه الاستخبارات العامة الى مسجد قريب. وزاد الانزعاج الاميركي من هذا الانتهاك الامني الخطير، كون رد اليمن اتسم بالبطء وتعاونه مع الشرطة الدولية الانتربول لم يكن كاملاً، رغم تصريحاته بعكس ذلك. ولا يزال الهاربون طلقاء بعد مرور أسبوع على الحادث. ووزعت الشرطة الدولية تحذيرات في شأنهم الثلثاء الماضي، لكنها قالت انها لا تستطيع اصدار مذكرات أمنية بدرجة أعلى لانها لم تتلق بعد من صنعاء نسخاً عن بصماتهم ومذكرات اعتقالهم. وقال مسؤول أوروبي في مجال مكافحة الارهاب ان رد الفعل اليمني"المحدود"لم يساهم سوى في تعزيز الانطباع بأن عملية الهروب تمت على الاقل بمساعدة من السلطات. واضاف:"من المستحيل أن تكون العملية تمت من دون ضلوع حراس السجن أو ادارته. انها عملية كبيرة للغاية ومخطط لها بعناية، ولا بد من أن يكون هناك بعض المشاركة من عناصر رسمية في اليمن". ووصف السناتور الاميركي الديموقراطي كارل ليفن من لجنة الخدمات العسكرية حادث الفرار بأنه"مروع بكل ما في الكلمة من معنى"، وشكك أيضا في كون حكومة اليمن ضالعة في الامر. وقال مسؤول أميركي في مجال مكافحة الارهاب ان تعاون اليمن"مثل سعر السهم يصعد حيناً ويهبط حيناً آخر... نعم لدينا بعض النفوذ والاموال والمساعدات... لكن في النهاية يتعين على الرئيس علي عبدالله صالح أن يتعامل مع القضايا المحلية الملحة أيضا". وتشمل المخاوف الاميركية أيضا اطلاق بعض السجناء من المتشددين الذين تعتبر الحكومة أنه أعيد تأهيلهم. ومن بواعث القلق الاخرى التي انتابت الولاياتالمتحدة لفترة طويلة مسألة مراقبة الحدود اليمنية مع السعودية التي يبلغ طولها 1450 كيلومترا. وقال المستشار الأمني السعودي نواف عبيد ان رد فعل المملكة على واقعة الهروب تمثل في زيادة الدوريات ومراقبة منطقة الحدود بالطائرات المروحية. وعندما سئل عما اذا كان السعوديون يعتبرون اليمن شريكا أمنيا فعالا أجاب"انهم يبذلون أقصى ما في وسعهم لكن وسائلهم ومواردهم محدودة. المراقبة الحدودية الحقيقية تتم على الجانب السعودي". وفي المنامة، اعلن الاسطول الخامس الاميركي الذي يتخذ من المنامة مقراً له، امس، ان قوة بحرية متعددة الجنسية تعمل في منطقة الخليج العربي تقوم بتعقب عناصر تنظيم"القاعدة"الذين فروا الاسبوع الماضي من سجنهم في صنعاء. وجاء في بيان مشترك صادر عن الاسطول الخامس وعن"القوة البحرية المشتركة 150"التي تقودها هولندا، ان هذه القوة"تدعم جهود الحكومة اليمنية لالقاء القبض على الارهابيين المفترضين الذين فروا من السجن في اليمن". واضاف البيان ان"سفنا من القوة البحرية المشتركة 150 تقوم بمراقبة المياه الدولية بمحاذاة الشواطئ اليمنية للحؤول دون حصول فرار بحري او لالقاء القبض على الارهابيين المفترضين اذا حاولوا الفرار".