شدد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطرى الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني على أن المبادرة التى قادتها الدوحة اخيراً لتقريب المواقف بين حركتي"فتح"و"حماس"باتجاه تشكيل حكومة الوحدة الوطنية"لم تفشل"لكنه أقر بوجود"صعوبات مازالت قائمة"، مشيرا الى"وجود أطراف عدة"معنية بأمر تشكيل هذه الحكومة ويجب عليها ان توافق عليها، وأعلن ان هذه الاطراف غير فلسطينية. وفي أحدث تطور في شأن المبادرة القطرية كشف الوزير القطري ل"قناة الجزيرة"ليل الأحد - الأثنين:"ما زلنا في مرحلة تطوير الفكرة المبادرة لتحصل على الاجماع الفلسطيني والدولي"و"لايجاد صيغة ترضي كل الأطراف". ونبه الوزير الفلسطينيين الى"أن المرحلة الحالية دقيقة ودعاهم الى التكاتف ووحدة الصف، وأهمية تجنب الاقتتال الداخلي وإراقة الدماء والمهاترات الإعلامية بين الاشقاء في الساحة الفلسطينية. وقال ان اي زعزعة فى الموقف الفلسطينى الداخلي ستقود الى تداعيات سلبية قد تمتد الى سنوات طويلة قادمة. وسئل هل هناك غطاء عربي للمبادرة فقال:"ان أي عربي غيور يريد أن يرى حلا للقضية الفلسطينية وتشكيل حكومة وحدة وطنية". ولفت الى ان هناك أفكارا عربية أخرى لكنه لم يكشف تفاصيلها، وأكد أن هناك محاولات لتطوير افكار المبادرة القطرية في سبيل بلورة صيغة تحظى برضا كل الاطراف. وقال إن ثمة امورا ايجابية قد نتحدث عنها قريبا، ولكن ليس فى هذه المرحلة. وأعلن أن هناك امكانية عالية للتوافق بين حركتي"فتح"و"حماس"ولكن من الاهمية بمكان ان يوضع فى الاعتبار المطالب الدولية والمطالب الفلسطينية المشروعة وفق قرارات الشرعية الدولية. وبشأن الاتهامات المتبادلة بين حركتي"حماس"و"فتح"حول المتسبب في فشل المبادرة القطرية قال ان الحركتين عملتا على نحو ايجابي للوصول الى حل، لكنه لفت الى وجود ما وصفه بالتدخلات العربية والدولية التي لم تساعد على الوصول الى هذا الحل ورفض توجيه اتهام لأي طرف أو حتى التشكيك في مواقفه وشدد:"نحن على دراية بكل ما يجري"وأكد أهمية الوصول الى اتفاق بشأن حكومة الوحدة الوطنية سواء عبر المبادرة القطرية أو مبادرات الاطراف الأخرى وخلص الى ان المهم هو الوصول الي هذه النتيجة. وسئل الوزير عما يتردد عن وجود اطراف عربية تقف ضد المبادرة القطرية فعبر عن امله فى ان يكون ذلك غير صحيح وأضاف أنه لا يرغب فى الخوض حول هذا الامر، خصوصاً انه يجرى حاليا العمل على تطوير افكار المبادرة الأمر الذي يتطلب تركيز الجهود كافة بالتنسيق مع الاطراف العربية الاخرى لسد الفجوة التي ما زالت قائمة بين الاشقاء الفلسطينيين. من جهة أخرى، قال قيادي في"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"إن الجبهة تقوم حاليا بمحاولات للتوصل إلى اتفاق بين حركتي"فتح"والرئاسة من جهة، وحركة"حماس"والحكومة الفلسطينية من جهة أخرى، في مسعى الى نزع فتيل الأزمة الداخلية المتصاعدة حالياً، وفتح الباب أمام تشكيل حكومة ائتلاف وطني. وأوضح عضو المكتب السياسي للجبهة الدكتور رباح مهنا ل"الحياة"أن الجبهة عقدت سلسلة اجتماعات منفصلة مع"فتح"و"حماس"و"الجهاد الإسلامي"بغية التوصل إلى قواسم مشتركة واعادة الأمور إلى نصابها السابق. وقال ان"الفكرة الأساسية في الدور الذي تلعبه تقوم على أساس ان منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد، ومن مهامها إجراء مفاوضات سياسية، وأن هذا الدور ليس من اختصاص الحكومة". وأضاف أن"الحكومة ليس مطلوباً منها اظهار مواقف سياسية في برنامجها، بل ترك الملف السياسي للمنظمة التي عليها القيام بواجبها في هذا الِشأن، وأن على الحكومة تضمين برنامجها اشارات الى أنها تساعد الرئاسة ومنظمة التحرير على وضع خطة سياسية للتحرك السياسي". ولفت إلى أن"هذا الموقف موجود أصلاً في وثيقة الوفاق الوطني وثيقة الأسرى التي أجمعت عليها الفصائل والقوى الفلسطينية قبل أشهر، ولم تنفذ بنودها حتى الآن". وأضاف أن الحل يكمن في تشكيل هذه الحكومة وفقاً لوثيقة الأسرى بدلاً من محددات"البرنامج السياسي التي توصل اليها الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء اسماعيل هنية في لقاء بينهما في 11 الشهر الماضي، قبل أن يتهم الأول الثاني بالتراجع عنها. ولفت إلى أن الجبهة قدمت افكارا واقتراحات ل"فتح"و"حماس"في اجتماعين منفصلين عقدتهما قيادة"الشعبية"مع وفدين قياديين من الحركتين خلال اليومين الماضيين. وتوقع أن تعقد الجبهة لقاء آخر مع قيادة"حماس"خلال الساعات أو الأيام القليلة المقبلة في مسعى الى التوصل إلى تفاهمات قال عباس إنه سيرحب بها في حال تم التوصل إليها بين الفصائل الفلسطينية.