وقعت الكويتوالولاياتالمتحدة أخيراً اتفاقاً لتسهيل الملاحة الجوية بين البلدين، وذلك بعد اجتماع بين أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح والرئيس الأميركي جورج بوش في واشنطن. وكان البلدان وقعا في 30 آب أغسطس اتفاق"أجواء مفتوحة"بهدف التخلص من العقبات التي تقف في طريق الحركة الجوية بين البلدين، بحسب ما أفادت النشرة الاقتصادية المتخصصة الصادرة عن"أكسفورد بزنس غروب". ورحب كل من السفير الأميركي في الكويت ريتشارد لوبارون ورئيس الطيران المدني الكويتي يعقوب الصقر بالاتفاق، واعدين بالعمل على تنفيذ الخطوات العملية فوراً، على رغم أن الاتفاق لا يزال ينتظر موافقة مجلس الأمة ليدخل حيز التنفيذ. وواكبت لقاء الصباح - بوش محاولات قام بها مسؤولون من البلدين لتسجيل تقدم في عدد من المسائل التجارية، وذلك في إطار اتفاق وقع عام 2004 بعنوان"الاتفاق الإطاري للتجارة والاستثمار"تيفا. وبموجب اتفاق الملاحة الجوية، لن يخضع عدد الرحلات الجوية التجارية بين البلدين إلى أي قيود. وبالتالي يحق للخطوط الجوية الكويتية والأميركية تحديد مواعيد الرحلات وأسعار التذاكر استناداً إلى الطلب، بعد أن كان ذلك من اختصاص الحكومتين. وأشار لوبارون، خلال حفل توقيع الاتفاق في 30 آب، إلى أن الطلب المتزايد والناتج عن هذا الاتفاق سيساهم في رفع عائدات الخطوط الجوية العالمية، لافتاً إلى أن المستهلك سيستفيد من خيارات متنوعة ومتعددة في مواعيد الرحلات وأسعار التذاكر. والاتفاق هو الأول في مجال الملاحة الجوية بين الكويتوالولاياتالمتحدة. ويشار إلى أن الخطوط الجوية الكويتية تقوم برحلات إلى الولاياتالمتحدة منذ عام 1978 استناداً إلى اتفاق بين الحكومتين. إلا أن بعض القيود في الاتفاق حدت من عدد الرحلات الجوية ومن السياسات المعتمدة في تحديد أسعار تذاكر السفر. وأشارت وزيرة النقل الأميركية بالوكالة ماريا سينو بعد التوقيع إلى أن الاتفاق سيساعد الخطوط الجوية الكويتية والأميركية على توسيع خدماتها وتحسينها. وسبق للولايات المتحدة أن وقعت اتفاقات"أجواء مفتوحة"مع 78 دولة، بينها 60 في منطقة الشرق الأوسط وواحدة في الاتحاد الأوروبي. ويسمح الاتفاق للطرفين الموقعين بتقديم عدد غير محدد من الرحلات الجوية لشركاتهما خارج أراضيهما. وهو لا يفرض أي قيود على نوع الطائرات المستخدمة، كما يسمح لكل طائرات الشحن بالتنقل بين الطرف الآخر وبلدان أخرى من دون الرجوع مباشرة إلى المركز في البلد الأم. وسيساهم الاتفاق لاحقاً بتأمين عدد من الخدمات التسويقية الأخرى كالرمز المشترك بين مختلف الخطوط الجوية التابعة للبلدين. ويتوقع أن تستفيد الأطراف الجديدة في مجال الملاحة الجوية من التسهيلات المقدمة للرحلات الجوية المتوجهة إلى الولاياتالمتحدة والآتية منها. فالخطوط الجوية"يونايتد أفيايشن"، مثلاً - وهي شركة جديدة من القطاع الخاص تتعهد خدمة المسافرين من الدرجة الأولى بواسطة طائراتها النفاثة الخاصة - ترى في هذا الاتفاق إمكاناً لتوسيع خدماتها على رغم أنها لم تبدأ بعد رحلاتها إلى الولاياتالمتحدة. تعزيز الرحلات الجوية بين البلدين وسيساهم هذا الاتفاق في تعزيز الرحلات الجوية بين الكويتوالولاياتالمتحدة، وفقاً للمسؤول في قسم المبيعات في"يونايتد أفيايشن"أسامة غزال، الذي أشار إلى أن هذا الاتفاق سيضاعف الخيارات أمام الزبائن الذين يرغبون بالسفر إلى الولاياتالمتحدة من خلال الخدمة الجوية المفضلة لديهم، أكانت من الخطوط الجوية التجارية أم بطائرات نفاثة خاصة. وأما الخطوط الجوية العاملة فستستفيد أيضاً من التوجه السائد نحو تسهيل الرحلات الجوية ونزع القيود عن الخدمات المقدمة. وتخطط"يونايتد إيرلاينز"، وهي شركة خطوط جوية أميركية، لإطلاق رحلات جوية بين مطار واشنطن دالس الدولي ومطار الكويت الدولي بحلول نهاية السنة. ويتابع مسؤولون كويتيون وأميركيون عقد اجتماعات التنسيق. وأفاد مساعد الممثل التجاري الأميركي في أوروبا والشرق الأوسط شون دونلي بأن الاجتماعات ستتركز على مسائل عدة، منها الملكية الفكرية ومعايير الاتصالات والتجارة. وتعتبر هذه المباحثات التجارية الأولى من نوعها بين الكويتوالولاياتالمتحدة. إلا أن هذا الحدث لا يعطي الضوء الأخضر الرسمي لبدء المباحثات بشأن اتفاق للتجارة الحرة.