استمع امس وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون القانونية نيكولاس ميشال الى آراء المسؤولين اللبنانيين في خصوص الصيغة المناسبة للمحاكمة ذات الطابع الدولي لمرتكبي جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. واكتفى بوصف محادثاته بپ"البناءة والمثمرة"وبالتأكيد على"الدور المساعد للوصول الى التوافق"من دون أن يسقط من الحسبان"عامل الوقت". وكان وكيل أنان استهل لقاءاته بمحادثات مع وزير الخارجية فوزي صلوخ في حضور الممثل الشخصي لأنان في لبنان غير بيدرسون ورئيس قسم الشؤون القانونية في المنظمة الدولية مارك كواترمان ومندوبة قسم الشؤون السياسية الما اليو ومدير المنظمات الدولية في الوزارة السفير انطوان شديد. وأكد صلوخ"تطلع حكومة لبنان وشعبه بجميع فئاته الى كشف حقيقة جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ودعم مهمة ميشال توصلاً الى صيغة مناسبة للمحكمة ذات الطابع الدولي يتم التشاور في شأنها". وشدد على"ان الحكومة والشعب يجمعان على ضرورة العمل سريعاً لكشف حقيقة الاغتيال ومحاكمة المتورطين فيه محاكمة فاعلة وعادلة تضمن الوصول الى الحقيقة الكاملة التي ينشدها الجميع". ووصف ميشال بعد اللقاء النقاش بأنه"كان مثمراً وبناء ومنفتحاً جداً". وإذ ذكّر بطلب الحكومة اللبنانية الى مجلس الامن الدولي لمحاكمة المسؤولين عن ارتكاب جريمة اغتيال الحريري من خلال محكمة ذات طابع دولي وتكليفه للمجيء الى لبنان بعدما فوض مجلس الامن أنان اجراء مشاورات مع السلطات اللبنانية بهدف مساعدتها على تحديد طبيعة المساعدة الدولية المطلوبة لهذه المسألة وهدف المساعدة"، أوضح ان الهدف من حضوره"تجسيد هذه المشاورات التي ستجرى اليوم وتستكمل في الايام والاسابيع المقبلة لتأتي النتائج ثمرة حوار وتنسيق وآلية"، مشدداً على اهمية الوقت، قائلاً:"احد اهداف مشاوراتي مع ممثلي مختلف السلطات اللبنانية والمحاورين هو الوقت الذي يعون اهميته ويعون ايضاً الاخذ في الاعتبار لكل ما وضع في مكانه وللأفكار التي يجب ان توضع في مكانها ويقيني ان ذلك سيؤخذ في الحسبان". ورأى ان الحوار الذي يجريه"غني بالآفاق المختلفة ويمكن ان تدعم النتائج من فئات وليس فقط السلطات، انما ايضاً من الشعب اللبناني لأن هذا المسار لن يبلغ هدفه الموضوعي الا في حال موافقة لبنان واللبنانيين عليه، ومن المثمر الاستماع الى وجهات نظر اضافية للخروج قدر المستطاع بنتائج توافقية". وعما اذا كانت لقاءاته ستشمل وزيراً من"حزب الله"او أي مسؤول آخر من الحزب قال ميشال:"ستشمل مجموعة من ممثلي الجسم الدستوري المعنية مباشرة بالمسألة، نحن في مستهل الحوار ومنفتحون على التحاور مع جميع الكيانات المستعدة للمساهمة بطريقة ايجابية في بلوغ النتائج، دوّنا بشكل جيد نية الزعماء اللبنانيين الذين يرغبون في اجراء حوار يرمي الى المساعدة على التوافق والتشاور والسلم المدني، ونسعى من خلال مشاوراتنا الى ان يكون موضوع تأسيس محاكمة ذات طابع دولي عاملاً مساعداً في سياق هذا الحوار وليس عائقاً اضافياً". وكان صلوخ بحث مع السفير الفرنسي لدى لبنان برنار ايمييه موضوع التجديد للقوة الدولية في الجنوب. وانتقل ميشال الى قصر بعبدا والتقى رئيس الجمهورية اميل لحود الذي نوه بالاهتمام"الذي يبديه أنان لمساعدة لبنان على كشف هوية مرتكبي جريمة اغتيال الرئيس الحريري والنائب باسل فليحان ورفاقهما تمهيداً لمحاكمتهم وادانتهم". وأمل ان"يتم سريعاً التوصل الى صيغة للمحكمة التي ستتولى محاكمة المتهمين تتناسب والواقع اللبناني الفريد". ولفت الى"ان اللبنانيين يجمعون على ضرورة الوصول الى الحقيقة كاملة وان كانت آراؤهم تتباين احياناً حول صيغة الهيئة القضائية التي ستتولى المحاكمة". وأكد لحود للمبعوث الدولي"ان الإسراع في كشف القتلة سيساعد حتماً في احباط المؤامرة التي يتعرض لها لبنان". وذكر امامه انه كان"عبر للرئيس الجديد للجنة التحقيق الدولية القاضي سيرج براميرتز عن أمله في ان تتمكن اللجنة من انجاز مهمتها بسرعة ليصبح في الإمكان اعداد القرار الظني الذي يؤسس للمحاكمة المنتظرة". وانتقل ميشال الى ساحة النجمة والتقى رئيس المجلس النيابي نبيه بري وقال عن محادثاته بأنها"بناءة لمست خلالها روح تعاون عالية واعتبر ان هذا اللقاء مع الرئيس بري ممتاز وواعد جداً". ووزع من جانب الرئيس بري انه"لا يوجد أي مشروع جاهز عن المحكمة لدى الأممالمتحدة ولا مشروع لدى الدولة اللبنانية لتسويقه، وان بري اكد اقتراحه تشكيل محكمة مختلطة تعقد جلساتها على الاراضي اللبنانية وان المسؤول الدولي وعد بتزويده نماذج عن محاكم، خصوصاً تفاصيل نصوص المحكمة السيراليونية واتفق على ان يبقى التواصل قائماً ولا سيما ان هناك ارجحية لعرض أي اتفاق على المجلس النيابي". والتقى ميشال وزير العدل شارل رزق الذي قال عن اللقاء انه"جلسة استطلاعية واستكشافية لوضع الأسس التي ستنتهج للاستمرار في العمل". وحضر اللقاء كبار المسؤولين القضاة. اما ميشال فاعتبر ان مناقشاته"تجرى في شكل جيد جداً وبروح بناءة جداً". ?ثم التقى ميشال رئيس الحكومة فؤاد السنيورة, ووصف اللقاء بانه"كان مثمراً للغاية", واكتفى بالقول:"إن مجمل عملية المشاورات لن تكون ناجحة أو تستطيع أن توصلنا إلى النتائج المتوخاة إلا إذا اعتبر الشعب اللبناني بأكمله، وليس فقط مسؤولوه، أن هذا التوافق يعنيهم، ولذلك فإنه في الوقت المناسب ستتوسع هذه المشاورات في شكل أن مجموع المعنيين والمعنيين الأساسيين في المجتمع المدني يستطيعون أن يكونوا ضمن هذه الحلقة", مشدداً على ان"الهدف من هذه العملية هو التوصل إلى الحقيقة, ومن الضروري والأساسي أن الطريق المؤدية اليها تحمل صدقية، وتصميم كل المعنيين قائم، ويجب أن نصل إلى وقت يأخذ في الاعتبار الظروف الحالية القائمة في البلد. هذا يعني أن الوقت هو عامل مهم ولكن في الوقت نفسه يجب أن تتم الأمور بطريقة صادقة".