يحتاج الأسباني فرناندو ألونسو الى أيام اضافية، ربما، ليستوعب انجازه"القياسي"في عالم سباقات سيارات فورمولا واحد، اذ أصبح عقب الجائزة الكبرى للبرازيل على حلبة انترلاغوس في سان باولو، أصغر متسابق 24 عاماً وشهر 27 يوماًً يحقق اللقب العالمي. وتوّج قبل الجولتين الأخيرتين من البطولة في اليابان والصين، حاصداً حتى الآن 117 نقطة، في مقابل 94 للفنلندي كيمي رايكونن... وبالتالي سينحصر الصراع في هاتين المرحلتين على لقب الصانعين بين ماكلاين مرسيدس 164 نقطة ورينو 162 فريق ألونسو. ويبدو ألونسو سعيداً هذه الأيام في حفلات التكريم، وفي أحداها حضر بطل العالم السابق الألماني ميكايل شوماخر فيراري وكان أول مهنئيه بحرارة. واعتبرت هذه اللفتة بمثابة تقدير استثنائي من"الأسطورة"الى رمز الجيل الجديد، علماً ان ألونسو لفت الأحد الماضي الى ان تكريسه بطلاً عالمياً جديداً يحمل معاني كثيرة في مقدمها انه انتزع اللقب وشوماخر لا يزال في الميدان. وتقدم على منافسه المباشر رايكونن الذي يقود وزميله الكولومبي خوان بابلو مونتويا ثالث الترتيب مناصفة مع شوماخر ب60 نقطة ماكلارين- مرسيدس أفضل السيارات وأقواها هذا الموسم. على الحلبة البرازيلية، حلّ ألونسو ثالثاً خلف مونتويا ورايكونن. وعند خط النهاية إعتلى مقدم سيارته مطلقاً صرخة مدوّية، فرّغ عبرها العبء الثقيل الذي كان ملقى على كاهله، كيف لا وحلم حياته قد تحقق،"والانجاز مهم للجميع، الأهل والعائلة والأصدقاء، وبلدي طبعاً. لا تنسوا انه لا توجد تقاليد للفورمولا واحد في اسبانيا، ومنذ أعوام قليلة لم تكن السباقات تنقل مباشرة عبر الشاشة الصغيرة"، علماً ان تقديرات التلفزيون الأسباني أظهرت ان 10.4 ملايين شخص أي ما نسبته 74.3 في المئة من المشاهدين رأوا على شاشاتهم الفضية مواطنهم يدخل الردهة الرئيسة للسجل العالمي. ولا يشعر ألونسو بضغط المعجبين والشهرة من قبل مواطنيه، الذين احتفلوا بفوزه في الشوارع والساحات الا حين يقصد بلده من مكان اقامته في أكسفورد، اذ يتهافت نحوه الجميع، وهي"تجربة"سيتعرّض لها مجدداً حين يحضر كزائر"وطني رسمي"لتسلّم جائزة أمير استورياس، أكبر جائزة رياضية في اسبانيا، من الملك خوان كارلوس في 21 تشرين الأول أكتوبر المقبل،"وطبعاً هي مكافأة ستسعدني لأن الأمير من أبناء منطقتي أوفييدو، واللفتة تجعلني مثالاً مميزاً للشباب"... وفي الموسم المقبل، سينشب الصراع مجدداً بين ألونسو ورايكونن، الساعي الدائم الى اللقب و"زميله"السابق في منافسات الكارتنغ، وشوماخر نفسه الذي يرفض مقولة البعض ان"صفحته طويت الى غير رجعة"!