سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جمال ابو سمهدانة تحدث عن التغرير بمجموعة من ألوية الناصر صلاح الدين . الامين العام للجان المقاومة الشعبية ينفي مسؤوليتها وجناحها العسكري عن اغتيال اللواء عرفات
لم يجد الامين العام للجان المقاومة الشعبية جمال ابو سمهدانة"ابو عطايا"من سبيل امامه سوى الاعلان بنفسه عن عدم مسؤولية لجان المقاومة الشعبية وجناحها العسكري، الوية الناصر صلاح الدين، عن اغتيال المستشار العسكري للرئيس الفلسطيني مدير الامن العام السابق اللواء موسى عرفات فجر الاربعاء في منزله بمدينة غزة. وبعد أن تضاربت الانباء واعلن اكثر من متحدث مسؤولية"اللجان"تارة وعدم مسؤوليتها تارة اخرى، قرر ابو سمهدانة عقد مؤتمر صحافي في مدينة رفح اقصى جنوب قطاع، معقل"لجان المقاومة"التي اسست هناك قبل نحو خمس سنوات. وفي ساعة متقدمة من ليل الجمعة - السبت عقد ابو سمهدانة مؤتمره الصحافي ليضع النقاط على الحروف في شأن عملية الاغتيال التي اربكت الساحة السياسية والحزبية الفلسطينية واحدثت كثيراً من الجدل فيها. واكد ابو سمهدانة عدم مسؤولية اللجان وذراعها العسكرية الوية الناصر صلاح الدين عن اغتيال اللواء عرفات واختطاف نجله منهل لنحو يومين، معتبراً أن ما حدث هو"تغرير بمجموعة من الوية الناصر صلاح الدين بحجة اخذ سلاح خزنه عرفات في منزله، كانت نتيجته قتل عرفات". واكد من جديد أن هذه المجموعة فعلت ذلك من دون علم قيادتها. وكان نحو 100 مسلح مقنع اغتالوا اللواء عرفات، وهو ابن عم الرئيس الراحل ياسر عرفات، في منزله القريب من منزل الرئيس محمود عباس ومقر الامن الوقائي والشرطة، من دون تدخل من جانب اجهزة الامن الفلسطينية التي لم يتحرك أي من عناصرها على رغم أن العملية استمرت اكثر من 20 دقيقة. وتبنى ناطق باسم الوية الناصر صلاح الدين العملية بعد ساعات على وقوعها، لكن لجان المقاومة نفت ذلك قبل أن يعود متحدث ملثم باسم الالوية ليعلن في ساعة متقدمة من ليل الخميس المسؤولية عن العملية مرة اخرى. لكن ابو سمهدانة الذي خاض مع عدد من قيادات اللجان والسلطة والوفد الامني المصري الاربعاء الماضي مفاوضات مع المجموعة المنفذة لاطلاق منهل عرفات"سحب"يده ومعه قيادات اللجان من المفاوضات وتوجهوا جمعياً الى معقلهم في مدينة رفح لعقد المؤتمر الصحافي. وكانت لجان المقاومة الشعبية التي حققت في القضية داخلياً تنوي توجيه اتهامات الى اطراف في السلطة واحد الفصائل الفلسطينية بالاشتراك معاً، على رغم تباعدها عن بعضها بعضاً في التخطيط للعملية التي نددت بها الفصائل الفلسطينية. وشدد ابو سمهدانة في المؤتمر الصحافي على أن المجموعة المنفذة سيكون لها عقاب تنظيمي، معتبراً أن العملية جاءت"في وقت خطير وهو الانسحاب من القطاع وفي وقت تعالت فيه الاصوات لجمع سلاح المقاومة". وقال:"اننا سنبقى متمسكين بسلاح المقاومة مادام الاحتلال جاثماً فوق الاراضي الفلسطينية وسنبقى نقاتل حتى دحر الاحتلال عن الضفة الغربية، واقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وعودة اللاجئين الى ديارهم". ودعا السلطة الى جمع"السلاح العبثي والسلاح غير المسؤول في الساحة الفلسطينية"في اشارة الى السلاح الموجود في يد بعض العصابات وبعض العائلات الكبيرة المتنفذة، وبعض منتسبي الاجهزة الامنية. وابدى استعداد لجان المقاومة الشعبية للتعاون مع السلطة الفلسطينية للكشف عن قتلة عرفات الذين اصبحوا معروفين لدى الجميع والسلطة فاوضتهم لاطلاق سراح نجله المختطف منهل. وطالب السلطة بفتح ملفات الفساد ومعاقبة كل الفاسدين. من جهتها استنكرت لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والاسلامية امس اغتيال اللواء عرفات واكدت في بيان اصدرته امس وتسلمت"الحياة"نسخة منه"رفضها الاحتكام لسياسة الاغتيالات في حل أي خلافات فلسطينية، باعتبارها منزلقاً خطيراً يفاقم حالة الفوضى ويقود الى الفتنة الداخلية التي لا يرحب بها سوى رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون وحكومة العدو الاسرائيلي". وجددت اللجنة تأكيدها"حرمة الدم الفلسطيني، واهمية صون الجبهة الداخلية ووحدتها وصلابتها، خصوصاً مع اقتراب يوم الانسحاب والاخلاء الاسرائيلي من القطاع"، مهيبة"بكل ابناء شعبنا وقواه الحفاظ على حرمة الدم الفلسطيني المقدس، وعلى مواجهة التحديات القادمة بصف موقف فلسطيني موحد". واعتبرت أن الحفاظ على الوحدة الوطنية الفلسطينية"يمثل ضمانة ليكون الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة انتصارا للصمود الاسطوري لشعبنا وتضحياته ومقاومته الباسلة وانتفاضته الشجاعة". كما استنكر امين اللجنة المركزية لحركة"فتح"رئيس الدائرة السياسة في منظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي اغتيال عرفات واعتبر في بيان اصدره امس من مقر اقامته في تونس، حصلت"الحياة"على نسخة منه في غزة أن"مثل هذه الجرائم زاد من تعكير صفو الامن في هذا الجزء المحرر من الوطن العزيز، وصور حالنا بالفرقة والتشرذم"، مشيراً الى انه"سبقت هذا العمل الاجرامي عمليات مشابهة". وطالب القدومي"اخواننا في السلطة الفلسطينية"الرئيس عباس، ووزير الداخلية والامن الوطني نصر يوسف باتخاذ"اجراءات صارمة في حقهم ومعاقبتهم". وقال :"إننا في قيادة"فتح"تستنكر هذا العمل الاجرامي في ظل اوضاعنا المؤلمة في الداخل والخارج"معتبراً أن"العبث بأمننا الداخلي جريمة لا تغتفر، وننبه أن اسرائيل واعوانها يحاولون زرع الفتنة بين صفوفنا مستهدفة من ورائها ذر رياح الحرب الاهلية واضعاف مقاومتنا الباسلة لتحرير ما تبقى من وطننا المحتل وانقاذ القدس العربية وبناء دولتنا المستقلة وضمان عودة اللاجئين الى ديارهم وممتلكاتهم".