في خطوة تضفي ظلالاً من الشك على امكان نجاح مبادرة الجامعة العربية في عقد المؤتمر التحضيري في القاهرة في موعده تمهيداً لعقد مؤتمر الحوار الوطني العراقي في العراق مطلع العام المقبل، اشترط الزعيم الشيعي مقتدى الصدر عقد المؤتمر التمهيدي في العراق كي يحضر اعماله. وقال"حزب الدعوة الاسلامية"ان الاجتماع التحضيري سيعقد في 19 الشهر الجاري في القاهرة فيما أكد الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية احمد بن حلي"استكمال ثمانين بالمئة من المهمة"التي جاء من اجلها الى العراق، ورحب الامين العام للامم المتحدة كوفي انان بمبادرة الجامعة العربية ووصفها بأنها"جيدة جداً". ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن بيان أصدره الصدر رداً على الدعوة التي تلقاها من الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى"يجب ان يعقد المؤتمر في العراق وان يكون برنامجه واضحاً ومحدداً وان يتعهد بعدم حضور الارهابيين والبعثيين". واضاف:"يجب ان يكون علنياً ليطلع الشعب العراقي على ما يجري فيه، واقترح ان يكون اما في البصرة او في النجف او في كردستان باعتبارها مناطق آمنة". وتكفل الصدر في البيان"بحماية جميع الحضور". وكان جواد المالكي، الرجل الثاني في"حزب الدعوة الاسلامية"الذي يتزعمه رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري اعلن في وقت سابق ان"الاجتماع التحضيري لمؤتمر الحوار الوطني العراقي سيعقد في 19 الشهر الجاري في القاهرة على ان يعقد مؤتمر الحوار والتوافق في بغداد مطلع العام المقبل بعد الانتخابات". واضاف:"ترددنا في بادئ الامر بقبول عقد المؤتمر التحضيري في القاهرة لكن مشاركة مؤسسات دولية كالامم المتحدة والاتحاد الاوروبي ودول عربية واسلامية ... جعلتنا نوافق على ذلك". وادلى المالكي بهذه التصريحات بعد لقاء مع الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية احمد بن حلي الذي يزور بغداد منذ السبت لمشاورات تهدف الى الاعداد للمؤتمر. وضم الوفد الذي اجتمع مع بن حلي وممثل"الائتلاف العراقي الموحد"الشيعي كلاً من الشيخ همام حمودي من"المجلس الاعلى للثورة الاسلامية"وخضير الخزاعي من"حزب الدعوة"وفلاح شنشل من التيار الصدري ونديم الجابري رئيس"حزب الفضيلة". وقال المالكي"ليس لدينا شروط ومطالب، بل ضمانات طلبناها لانجاح المؤتمر لانه سيكون خطوة ايجابية. وهذه الضمانات تؤمن لنا عدم انتكاس المشروع". وعن الشخصيات السياسية العراقية التي ستحضر المؤتمر، أوضح المالكي:"طلبنا ان يكون المدعوون ايجابيين والا يؤمنوا بالارهاب والقتل والتكفير. وفيما عدا هؤلاء لا نمانع بحضور من يحضر ونرحب بهم". وكان بن حلي أكد"استكمال ثمانين في المئة من المهمة"التي جاء من اجلها الى العراق. واضاف:"نحن الآن بصدد استكمال المشاورات وكل الترتيبات اللازمة لعقد الاجتماع التحضيري لهذا المؤتمر في القاهرة". ونفى ان يكون اجرى اتصالات مع رموز ومسؤولين في النظام السابق قائلاً ان"هذا الكلام غير صحيح اطلاقاً". وقال ان لقاءاته الراهنة في بغداد التي تمت في اطار استكمال الحوار شملت كل القوى والتجمعات والتكتلات السياسية ووجهاء العشائر وقادة الرأي والشخصيات التي لها نفوذ في المجتمع، موضحاً ان"العراقيين وحدهم اصحاب القرار في ترشيح ممثليهم الى مؤتمر القاهرة التمهيدي، وهم اصحاب الكلمة في اختيار ورقة العمل شرط ان تتفق كل القوى العراقية الفاعلة والنافذة على التفاصيل". ورفض بن حلي الحديث عن عدد الشخصيات العراقية التي ستدعى لحضور المؤتمر قائلاً"ليس هناك عدد محدد لكن سيحضر العديد من الشخصيات والقوى والاحزاب والكيانات الفاعلة في العراق بما فيها هيئة علماء المسلمين". وأكد بن حلي ان"القوى الارهابية التي تمارس القتل ضد العراقيين لن تكون جزءاً من الاتصالات والحوارات الحالية في بغداد". وشدد على"استبعاد الارهابيين عن المشاركة في المؤتمر التمهيدي للوفاق"في القاهرة، لافتاً الى ان"المقاومة العراقية تمثل قوة فاعلة على الارض وهي مرحب بها في المؤتمر خصوصاً تلك التي لها خيارات سلمية". وعن المعلومات المتسربة بشأن لقائه ممثلين عن المقاومة العراقية قال بن حلي ان تفاصيل هذا الموضوع حساسة ولا يمكن الكشف عنها في الوقت الحاضر. واشار الى ان قوى دولية واقليمية وممثلين عن دول الجوار العراقي ستحضر المؤتمر التمهيدي المرتقب في القاهرة. واكد ان الجامعة العربية ستطرح كل هموم العراقيين خلال المؤتمر وفي الصدارة الأمن والاعمار وضرورة تسريع العملية السياسية وصولاً الى حال الاستغناء عن القوات الاجنبية. ولفت بن حلي الى وجود خلافات بين التيارات والقوى العراقية وان الجامعة العربية تبحث الآن عن صيغة مناسبة لتجاوز هذه الخلافات والدفع بالعراقيين الى مزيد من الحوار والوفاق. ورفض بن حلي تأكيد موعد عقد المؤتمر بصفة رسمية"لاننا لم نكمل المشاورات بعد، لكنه سيكون بكل تأكيد قبل نهاية هذا الشهر".