وسط مشاعر الحزن والاسى ودعت المملكة العربية السعودية والعرب والمسلمون والعالم، العاهل السعودي الراحل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، الذي ووري جثمانه الثرى بعد عصر امس في مقبرة العود وسط مدينة الرياض. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي عهده الامير سلطان بن عبدالعزيز، واخوانهم وافراد الاسرة المالكة، في مقدم المصلين على جثمان العاهل الراحل، الذي اديت الصلاة عليه في مسجد الامام تركي بن عبدالله الكبير، في حضور معظم الزعماء العرب والمسلمين الذين اصطفوا حول اخوة الملك فهد ليؤدوا صلاة العصر وصلاة الجنازة، التي امها مفتي السعودية الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، في مظهر يبرز الالتفاف العربي والاسلامي حول المملكة في مناسبة حزينة عاشتها. ويؤكد السعوديون اليوم خيارهم في دعم مسيرة التطوير والاستمرار والاستقرار، إذ يبايعون الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير سلطان بن عبد العزيز. ووصف ديبلوماسي عربي ما شهدته الرياض امس بأنه "تشييع كبير لملك كبير". وكان جثمان الملك فهد بن عبدالعزيز نقل في سيارة اسعاف من مستشفى الملك فيصل التخصصي الى مسجد الامام تركي بن عبدالله الكبير، وحمل النعش الذي لف فيه الجثمان بعباءة للملك، ابناء الملك فهد وعدد من الامراء بمصاحبة امير منطقة الرياض الامير سلمان بن عبدالعزيز، ومن بين الزعماء والقادة والمسؤولين العرب الذين ادوا الصلاة على العاهل الراحل، الملك عبدالله الثاني عاهل الاردن ورؤساء سورية بشار الأسد، والجزائر عبدالعزيز بوتفليقة، وتونس زين العابدين بن علي، وموريتانيا معاوية ولد سيدي الطايع، واليمن علي عبدالله صالح، وجيبوتي اسماعيل غيلة، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، والرئيس العراقي جلال الطالباني، ورئيس وزرائه ابراهيم الجعفري، ونائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه، وزعماء دول مجلس التعاون سلطان عُمان قابوس بن سعيد، ورئيس الامارات الشيخ خليفة بن زايد، وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، ورئيس وزراء الكويت الشيخ صباح الأحمد، ومبعوث العاهل المغربي شقيقه مولاي رشيد. وقد تأخر وصول امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني للمسجد، ولكنه قدم العزاء للملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده وللامراء عقب الصلاة، كما تأخر وصول الرئيس المصري حسني مبارك وقدم والوفد المرافق التعازي في قصر اليمامة بعد انتهاء مراسم التشييع والدفن. وتلقى العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي عهده الامير سلطان بن عبدالعزيز، والامراء، التعازي من الزعماء والقادة والمسؤولين العرب والمسلمين في المسجد، ومن المواطنين ايضاً. وبعد الصلاة نقل نعش العاهل الراحل الى مقبرة العود بسيارة الاسعاف حيث ووري الثرى، في حضور العاهل السعودي الجديد وولي عهده والامراء ومئات المواطنين السعوديين، الذين لم تمنعهم حرارة الشمس الملتهبة من توديع مليكهم الراحل قبل دفنه. وتميزت جنازة العاهل السعودي الراحل بالبساطة كما هو التقليد السعودي ومن دون ظواهر استعراضية ومواكب عسكرية، ولم تمنع الاجراءات الامنية المشددة التي تولاها الحرس الملكي السعودي الآلاف من المواطنين السعوديين من الحضور إلى مسجد الإمام تركي بن عبدالله الكبير الذي يقابل قصر الحكم حيث مقر الإمارة ومديرية شرطة منطقة الرياض للصلاة على مليكهم الراحل، أو من التوافد إلى المقبرة لوداعه من دون لافتات أو أعلام أو هتافات. وبعد انتهاء مراسم التشييع توجه الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير سلطان بن عبدالعزيز، إلى قصر اليمامة لتلقي تعازي القادة والمسؤولين العرب الذين لم يحضروا التشييع، وكان أولهم الرئيس المصري حسني مبارك، وفي المساء تلقى الملك وولي عهده التعازي من زعماء ومسؤولين دوليين كان في مقدمهم الرئيس الفرنسي جاك شيراك، وملك السويد كارل غوستاف، والرئيس اللبناني اميل لحود والوفد المرافق. ولوحظ ان مبعوثاً للزعيم الليبي أحمد قذاف الدم قدم التعازي أيضاً. ومن المقرر أن يستقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله وولي عهده وأمراء الأسرة الحاكمة المواطنين والمقيمين اعتباراً من بعد ظهر اليوم في قصر الحكم في الرياض، لتلقي البيعة الشعبية، وهي تقليد سعودي إسلامي. وكان مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ دعا في بيان له "المسلمين" الى مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملكاً على البلاد، وولي عهده الأمير سلطان بن عبدالعزيز.