قال المدير العام لهيئة تنظيم قطاع النقل محمد حامد إن سبع شركات دولية قد تأهلت لتنفيذ مشروع مد خط للسكة الحديد بين عمان ومدينة الزرقاء التي تبعد نحو 25 كليومتراً شرقي العاصمة والتي تلي عمان من حيث عدد السكان. وتوقع حامد الذي أدلى بتصريحاته في أعقاب جلسة للحكومة بحثت خلالها المشروع، الإعلان عن اسم الشركة الفائزة بتنفيذه في منتصف شهر تشرين الثاني نوفمبر المقبل. ويعود التفكير في مشروع مد خط سكة حديد بين عمان والزرقاء إلى أواخر التسعينات حيث طرح لتخفيف الاختناقات المرورية التي تعانيها العاصمة عمان والتي تحولت خلال السنوات القليلة الماضية مشكلة كبرى. وقد طرح مشروع مد الخط الحديدي بين عمان والزرقاء باعتباره جزءاً من مشروع أكبر يتضمن مد أكثر من خط للسكة الحديد تربط في النهاية المناطق المختلفة من عمان التي امتدت رقعتها وزاد عدد سكانها ليصل إلى نحو 2.2 مليون نسمة، أي ما نسبته 40 في المئة من العدد الإجمالي للأردن ويشكل مجموع سكان عمان والزرقاء نحو 50 في المئة من سكان المملكة. ويتنقل بين الزرقاء وعمان يومياً نحو 150 ألف شخص. وكانت شركة استثمارية محلية حددت مسار الخط من منطقة المحطة شرقي عمان إلى مجمع رغدان في الوسط الشرقي لعمان أخيراً. ويبدأ الخط المشار إليه من منطقة الزرقاء الجديدة قرب مصفاة البترول ويتبع مسار الخط الحجازي القديم مع بعض التعديلات على مساره، مروراً بمحطة الزرقاء وبلدة الرصيفة التي تقع بين عمان والزرقاء حتى محطة عمان، وهي إحدى المحطات الكثيرة للخط الحديدي الحجازي الذي كان مقرراً أن يربط بين أسطنبول والحجاز، ليصل بعد ذلك إلى مجمع رغدان ثم يتفرع إلى فرعين الأول: يصل قاعة مدينة عمان الجديدة في منطقة رأس العين في الوسط الغربي لعمان والثاني يتجه من وسط البلد إلى مجمع العبدلي، ومن هناك إلى منطقة الجامعة الأردنية في أقصى غرب عمان لينتهي في منطقة صويلح. ويقسم المشروع إلى ثلاث مراحل الأولى: تلك التي تشمل الزرقاء الجديد - الزرقاء - مجمع رغدان ويبلغ طوله نحو 26 كيلومتراً والثانية: مجمع رغدان - قاعة مدينة عمان ويبلغ طوله 2.5 كلم. أما المرحلة الثالثة فتربط بين مجمع رغدان وصويلح ويبلغ طوله 18.9 كلم. كما أن هذه المرحلة ستكون جزءاً من مشروع أكبر يربط مستقبلاً كل مناطق المملكة بخطوط للسكك الحديدية بعضها ببعض ومن ثم يربط الأردن بالدول المجاورة كالسعودية وسورية التي تبعد حدودها عن الخط نحو 40 كيلو متراً وهو ما يجعل الربط مع سكة حديد سورية التي يشترك معها الأردن بالخط الحديدي الحجازي أمراً سهلاً. وكان رئيس الوزراء عدنان بدران أكد أكثر من مرة خلال الأِسابيع القليلة الماضية أن حكومته تدرس إنشاء خطوط سكك حديدية تعمل عليها قطارات نقل عام كهربائية داخل عمان خلال العامين المقبلين، من خلال الاستفادة من الغاز الطبيعي الذي بدأ الأردن يحصل عليه من مصر عبر مشروع أنبوب الغاز الذي انتهى العمل في نحو 90 المئة منه. كما استحوذ حل المشكلة المرورية على جزء كبير من النقاشات على مستويات عليا وبخاصة مع حلول فصل الصيف وازدحام شوارع عمان بسيارات المغتربين الأردنيين القادمين لقضاء فصل الصيف في البلاد وبسيارات السياح الخليجيين في صورة خاصة والذين جاؤوا بأعداد كبيرة هذا الصيف، فضلاً عن سيارات المواطنين. وكانت مصادر مرورية قدرت أعداد هذه السيارات في مطلع فصل الصيف بنحو نصف مليون سيارة.