توقع مبعوث الرئيس العراقي جلال طالباني الى دمشق فخري كريم"نقله نوعية"في العلاقات السورية العراقية بعد بدء"فرق عمل"سياسية وأمنية ومالية تسوية القضايا العالقة بين البلدين، تمهيداً لزيارة طالباني ورئيس الوزراء إبراهيم الجعفري لدمشق. وكان كريم نقل أمس رسالة من طالباني الى الرئيس بشار الأسد تتعلق بالعلاقات بين البلدين. وأوضح ل"الحياة"ان الرسالة تضمنت"تأكيد طالباني حرصه على ازالة كل ما تبقى وما يشوب العلاقات بين بغدادودمشق"، لافتاً الى ان الأسد"أكد حرص سورية على تعزيز العلاقة مع العراق والدخول في تفاصيل الملفات وتسويتها". وكان الجعفري أعلن ثلاثة شروط لزيارة دمشق: تسوية مشكلة الأموال العراقية في المصارف السورية، ومنع تسلل المقاتلين العرب، وطرد عناصر النظام السابق. لكنه على رغم ذلك أعلن لاحقاً استعداده لزيارة سورية. كما ان وفداً سياسياً وأمنياً سورياً زار بغداد تمهيداً لاستئناف العلاقات الديبلوماسية بين البلدين بعد انقطاعها مدة ربع قرن. وعلمت"الحياة"ان الوفد الذي يرأسه السفير محمد سعيد البني اجتمع مع الرئيس طالباني. وقال كريم أمس:"المطلوب قبل كل شيء، توفير المناخ السياسي لهذه العلاقات. وهذا يتطلب التفاعل في تعزيز العملية السياسية لإقامة عراق ديموقراطي، إضافة الى ضرورة العمل على أرضية سياسية وإعلامية لمحاصرة الارهاب". وكان وزير الداخلية العراقي السابق فلاح النقيب، قال بعد لقائه الأسد أول من أمس، إن"الأزمة العراقية ليست أزمة أمنية فحسب، بل هي أزمة سياسية اضافة الى الوضع الاقتصادي السيئ"، لافتاً الى وجود"قوى خارجية تحاول ادخال العراق في حرب طائفية". وبعدما أكد ضرورة ان"لا نضع على كاهل سورية أكثر من اللازم"، قال النقيب:"بعض الناس استغلوا ضيافة سورية وعروبة سورية لأغراض أخرى"، في اشارة الى عناصر النظام العراقي السابق. وزاد:"انني مستبشر خيراً بأن الحدود السورية - العراقية ستكون مضبوطة أكثر". وإذ لفت الى ان السلطات السورية اعتقلت أكثر من 1400 إرهابي كانوا يحاولون التسلل الى العراق، شدد على أهمية"اعادة بناء نحو 360 مخفراً حدودياً"تهدمت خلال الحرب على العراق، علماً أن سورية نشرت سبعة آلاف جندي في 500 مخفر حدودي. وقال كريم امس ان"فرق عمل عراقية ستصل قريباً الى دمشق، لتسوية كل الملفات العالقة مالياً وأمنياً وسياسياً"، مشيراً الى انه تأكد بعد لقائه الأسد ان"الجانب السوري مستعد للتعاون الجدي".