1 سلسلة كتاب الأمة تحتلُّ سلسلة كتاب الأمة مكانة مرموقة بين سلاسل الكتب العربية نظراً لما تطرحه من كتبٍ جادة، ومفيدة لأبناء الأمة وبناتها، وهذه السلسلة محكمة المواضيع، وتصدرها رئاسة المحاكم الشرعية والشؤون الدينية بدولة قطر، وقد شملت الكثير من المواضيع الجديرة بالبحث والمناقشة، ومن إصداراتها على سبيل الذكر لا على سبيل الحصر: الصحوة الإسلامية بين الجحود والتطرف، العسكرية العربية الإسلامية، الإستشراق والخلفية الفكرية للصراع الحضاري، المذهبية الإسلامية والتغيير الحضاري، الحرمان والتخلف في ديار المسلمين، نظرات في مسيرة العمل الإسلامي، أدب الاختلاف في الإسلام، التراث والمعاصرة، مشكلات الشباب الحلول المطروحة والحل الإسلامي، المسلمون في السنغال معالم الحاضر وآفاق المستقبل، مدخل إلى الأدب الإسلامي، المخدرات من القلق إلى الاستعباد، فقه الدعوة: ملامح وآفاق، دراسة في البناء الحضاري محنة المسلم مع حضارة عصره، في فقه التدين فهماً وتنزلاً، في الأقتصاد الإسلامي المرتكزات - التوزيع - الاستثمار - النظام المالي، أزمتنا الحضارية في ضوء سنّة الله في الخلق، المنهج في كتابات الغربيين عن التاريخ الإسلامي، مقالات في الدعوة والإعلام الإسلامي، اليهود والتحالف مع الأقوياء، الصياغة الإسلامية لعلم الاجتماع الدواعي والإمكان، العقل العربي وإعادة التشكيل، إنفاق العفو في الإسلام بين النظرية والتطبيق، أسباب ورود الحديث تحليل وتأسيس، في الغزو الفكري، فقه تغيير المنكر، في شرف العربية، المنهج النبوي والتغيير الحضاري، الإسلام وصراع الحضارات، رؤية إسلامية في قضايا معاصرة، المستقبل للإسلام، التوحيد والوساطة في التربية الدعوية، الإسلام وهموم الناس، التأصيل الإسلامي لنظريات ابن خلدون، عمرو بن العاص: القائد المسلم، والسفير الأمين. وثيقة مؤتمر السكان والتنمية رؤية شرعية، في السيرة النبوية قراءة لجوانب الحذر والحماية، أصول الحكم على المبتدعة عند شيخ الإسلام ابن تيمية، من مرتكزات الخطاب الدعوي في التبليغ والتطبيق، عبدالحميد بن باديس وجهوده التربوية، تخطيط وعمارة المدن الإسلامية، المنظور الحضاري في التدوين التاريخي عند العرب، من فقه الأقليات المسلمة، الاجتهاد الجماعي في التشريع الإسلامي، النظم التعليمية الوافدة في أفريقيا قراءة في البديل الحضاري، إشكاليات العمل الإعلامي بين الثوابت والمعطيات العصرية، الاجتهاد المقاصدي حجيته، ضوابطه، مجالاته، القيم الإسلامية التربوية والمجتمع المعاصر، أضواء على مشكلة الغذاء بالمنطقة العربية الإسلامية، نحو تقويم جديد للكتابة العربية، دور المرأة في خدمة الحديث في القرون الثلاثة الأولى، الإعلان من منظور إسلامي، تكوين الملكة الفقهية، الظاهرة الغربية في الوعي الحضاري: أنموذج مالك بن نبي، الترويح وعوامل الانحراف: رؤية شرعية، فقه الواقع: أصول وضوابط، دعوة الجماهير مكونات الخطاب ووسائل التسديد، استخدام الرسول صلى الله عليه وسلم الوسائل التعليمية، المصطلح خيار لغوي وسمة حضارية، عالم إسلامي بلا فقر، نحن والحضارة، القواعد الشرعية ودورها في ترشيد العمل الإسلامي، التفكك الأسري الأسباب والحلول المقترحة، الارتقاء بالعربية في وسائل الإعلام، التفكك الأسري دعوة للمراجعة، ظاهرة العولمة رؤية نقدية، حقوق الإنسان: محور مقاصد الشريعة، حقوق الإنسان بين الشريعة والقانون، البعد الحضاري لهجرة الكفاءات، معالم تجديد المنهج الفقهي نموذج الشوكاني، الطفولة ومسؤولية بناء المستقبل، في الإجتهاد التنزيلي، لا إنكار في مسائل الخلاف، من أساليب الإقناع في القرآن الكريم، الغرب ودراسة الآخر: أفريقيا أنموذجاً، قضية المرأة: رؤية تأصيلية، التعليم وإشكالية التنمية، الحوار: الذات والآخر، الخطاب التربوي الإسلامي، وغير ذلك. 2 كتاب الأمة العاشر إن الكتاب العاشر في سلسلة كتاب الأمة التي تصدرها رئاسة المحاكم الشرعية والشؤون الدينية بدولة قطر هو: كتاب التراث والمعاصرة، للدكتور أكرم ضياء العمري، ويتكون الكتاب من المقدمة بقلم: عمر عبيد حسنة، ومقدمة المؤلف، ثم تتوالى مكونات الكتاب ابتداء بمصطلح التراث في الحضارة الغربية، ثم الاحتراز يقتصر على الكتاب والسنَّة دون غيرهما، وجدوى حركة إحياء التراث، وحركة الإحياء المختلفة بين الشرق والغرب، والقرن العشرون وسيطرة العبثية، وأهمية التراث وضرورة تيسيره، وضرورة ترشيد حركة التحقيق العلمي للمخطوطات، وخطوات مقترحة، ودور التراث في مواجهة المشكلة الاجتماعية، والمشكلة السياسية، والمشكلة التشريعية، والمشكلة الثقافية، والقرآن الكريم ومنهج البحث التجريبي، وتطور الفكر الغربي، وعجز منهج البحث الغربي وانحرافه، وموقف علماء المسلمين من منهج البحث الغربي الآن، والمشكلة اللغوية، وأهمية مراقبة تطور اللغة العربية، ومشكلة البحث العلمي، والمفكر والأستاذ الجامعي، وحقوق المفكرين الأدبية والمادية، وأعمال مكررة وجهود ضائعة، والبحث والتأليف والحاجة إلى دراسة نقدية، والتراث ومشكلة هجرة العقول، وتلازم التربية والتعليم، والتربية بالقدوة، ومهمات أساسية أمام الجامعات الإسلامية، ووضع استراتيجية للبحوث الإسلامية، وغياب حركة النقد الواعي والحاجة إليها، والتعليم الإسلامي وتكنولوجيا التعليم، وضوابط الانفتاح على الثقافات العالمية. 3 المقدمة قدم للكتاب عمر عبيد حسنة، فقال: ولا شك في أن مشكلة التراث والمعاصرة، أو ما يعبر عنه بالأصالة والمعاصرة، قضية لا تزال مطروحة في حياتنا الثقافية منذ أوائل القرن التاسع عشر تقريباً، الذي حمل معه إضافة إلى المواجهات العسكرية التاريخية مواجهة من نوع آخر، إنها المواجهة الحضارية الشاملة التي جاءت بها أوروبا إلى بلادنا حاملة معها نواتج نهضتها ووسائل تقدمها كلها، إضافة إلى اعتقادها بأن الحضارة الأوروبية وقيمها هي المقياس الوحيد لكل نهوض وتقدم، تؤمن بذلك وتبشر به في عالمنا الإسلامي الذي أصيب بهذه الصدمة الحضارية، وعاش حال الانبهار التي أفقدته القدرة على التمييز والرؤية الصحيحة بعد أن توقف العقل المسلم عن الإبداع والعطاء، وخرجت الأمة المسلمة من الساحة وافتقدت الفاعلية الحضارية، وخيم عليها الركود، وسادها مناخ التخلف. 4 تحديات العصر إن الالتجاء إلى التراث، والاحتماء بالتاريخ يعتبر رد فعل طبيعياً لحماية الحال النفسية للأمة من الانكسار، والشخصية الحضارية التاريخية من الذوبان في مراحل المواجهة الأولى، لكن تبقى المشكلة المطروحة هنا أن معالجة تخلف أي مجتمع من المجتمعات، ونقله إلى المعاصرة المطلوبة لا تتحقق برواية أمجاد ماضية واستغراقه في نشوة الفخر والاعتزاز، واستسلامه للمديح الذي قد ينقلب إلى مانع ومعوِّق حضاري بدل أن يكون دافعاً إلى تجديد العمل على ضوء هذا الماضي، وشاحذاً للفاعلية، لأن ظاهرة الإغراق في مدح الماضي ومثاليته، والفخر به إذا تجاوزت الحدود المطلوبة للحماية، تنقلب إلى معوِّق يبتعد بالماضي عن قدرة الأشخاص عن الإفادة منه حيث نقتصر على تعظيم البطل ونعجز عن محاكاة البطولة، ذلك أن النهوض لا يمكن أن يتحقق بالاقتصار على رواية الماضي والافتخار به كبديل عن ممارسة تغيير الواقع، كما لا يمكن في الوقت نفسه أن يتحقق باستيراده من خارج أفكار الأمة وقيمها. وقد لا يجد الإنسان المتأمل كبير فارق بين دعاة المعاصرة هؤلاء الذين لا يرون سبيلها إلا بالتخلي عن الذات المترافق مع الشعور باستحالة اللحاق بالعصر الذي يشل الإمكانية ويعطل الفاعلية، فيدعون إلى تقليد الغالب في الشيء كله، وبين التراثيين، أولئك الذين يقتصرون على الفخر بالماضي والاعتزاز به بحجة أن الأولين لم يتركوا للآخرين شيئاً، كبديل عن الإسهامات المعاصرة من حيث النتيجة والممارسة العملية، وإن اختلف المنطلق. إنهم يقفون على أرض واحدة، ويتنفسون هواء مناخ واحد هو مناخ الواقع المتخلف. فلا دعاة التراث بالمفهوم السابق استطاعوا أن يرتكزوا إلى الماضي ويتزودوا منه لتغيير الواقع وصناعة المستقبل حيث إنهم اقتصروا على الانتصار العاطفي للتراث والتاريخ، واكتفوا به عن الفعل الحضاري. ولا استطاع دعاة المعاصرة بمعنى الانسلاخ عن الماضي ومحاكاة إنسان العصر الأوروبي ووسائله، تقديم البديل أو المساهمة بأي نهوض أو عمل مبدع. لقد سقط دعاة المعاصرة هؤلاء بحفر من التخلف جاءت أشد عمقاً، فكانوا أشد تقليداً وأسوأ حالاً من التراثيين. والحقيقة البادهة أن لا معاصرة من دون أصالة، ولا أصالة صادقة من دون معاصرة فاعلة. 5 رأي بالكتاب إن الكتاب الذي نقدمه اليوم استطاع أن يقدم ملامح مضيئة ومعالم واضحة للإفادة من التراث في معالجة المشكلات المعاصرة، وقد عرض لأهمها، كالمشكلة الاجتماعية والتشريعية والثقافية واللغوية إضافة إلى المشكلة السياسية، وكان له وقفة موفقة عند العصر العباسي حيث ترسب في أذهان كثير من الناس أن التجزئة في ذلك العصر كانت سبباً في إثراء المعرفة، وكأن وحدة المسلمين هي عامل تخلفهم!! كما دعا إلى وضع استراتيجية واضحة ودقيقة للثقافة الإسلامية من أجل مراعاة مبدأ تراكم المعرفة في النتاج الجديد حفاظاً على الطاقات، ورغبة في الوصول إلى نتائج تخدم القضية الإسلامية في هذا العصر بناء على دراسة الواقع التاريخي إلى جانب الواقع المعاصر. كما أكد أهمية أن تقوم دراسات ناقدة تجيب عن مجموعة أسئلة تحدد أهداف العمل وغاياته، والحدود والشروط والوسائل اللازمة لترشيده وتوجيهه الوجهة السليمة، وتُجلِّي السلبيات والإيجابيات، وتحرك الركود والخمول الذهبي الذي يعطل فاعلية المسلمين اليوم، لأن غياب حركة النقد أدى إلى فوضى فكرية تتمثل في ضياع مقاييس التقويم، وكثرة التكرار في الأشكال والمضامين، وغلبة السطو الأدبي. 6 مقدمة المؤلف يثور في الأوساط الثقافية جدل طويل حول ما يسمى بقضية التراث، وقد أُلقيت محاضرات، وكُتبت مؤلفات، وعُقدت ندوات لبيان مكانة التراث في حياتنا المعاصرة، ولا شك في أن هذه القضية ما كانت لتظهر لولا الفصام الذي ظهر بين ماضينا وحاضرنا على أثر غزو الحضارة الغربية وثقافتها الفكرية للعالم الإسلامي، إذ صار من الضروري أن يؤكَّد على ملامح متميزة وطوابع ذاتية تحول دون ذوباننا في عالم الغرب.