توج ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبد العزيز فريق الهلال بلقب بطولة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين عقب فوزه على نظيره الشباب بهدف وحيد من دون رد سجله محترف الهلال البرازيلي كماتشو في الدقيقة 57 من طريق استثماره لركلة حرة من مسافة 30 ياردة فشل في التصدي لها حارس الشباب سعيد الحربي، وعقب المباراة سلم راعي المباراة كأس الدوري لفريق الهلال إضافة إلى الميداليات الذهبية وسلم الفريق الشبابي ميدالياته الفضية وفريق الاتحاد البرونزية وفريق النصر جائزة المركز الرابع، كما سلم الفريقين الصاعدين لدوري الممتاز الحزم درع دوري الدرجة الأولى والميداليات الذهبية وفريق أبها ميداليات المركز الثاني، وفريق الرائد الميداليات البرونزية. مجريات اللقاء لم يدر في أذهان 50 ألف مشجع تقريباً يمموا شطر إستاد الملك فهد الدولي في الرياض أن يكون موعدهم مع المتعة حاضراً وبشكل مبكر، وأسفر انتظارهم الذي دام لخمس ساعات وتحديداً من الساعة الرابعة عصراً، عن خطورة مبكرة عقب صافرة البداية للحكم الروسي فالنتين، إذ قص مهاجم فريق الشباب السنغالي شريط الإثارة، وتحديداً في الدقيقة الخامسة حينما انطلق من الجهة اليمنى واستحوذ على الكرة بشكل جيد داخل منطقة الخطورة لكنه سددها بشكل خجول بعيدة من مرمى حسن العتيبي الذي اختاره مدرب الفريق البرازيلي باكيتا منذ بداية المباراة وأمامه متوسطا الدفاع البرازيلي تفاريس وبجانبه فهد المفرج وظهيرا الجنب ياسر الياس وعبدالعزيز الخثران ووضع امامهم الخماسي نواف التمياط وعمر الغامدي وعبداللطيف الغنام ومحمد الشلهوب والبرازيلي كماتشو، وأخيراً سامي الجابر وحيداً في خط المقدمة. هجمة منغا التي أشعلت فتيل الإثارة أعقبتها هجمة أخرى في الدقيقة الثامنة للمهاجم الغاني أترام الذي تحصل على كرة طويلة داخل منطقة الخطورة بين ثلاثة من مدافعي الهلال واستحوذ عليها بشكل جيد، لكنه بالغ في المراوغة ليتمكن أصحاب القمصان الزرقاء من تخليصها وإنهاء خطورتها بشكل كامل. الشبابيون لم يستكينوا وشددوا قبضتهم على مجريات اللقاء ومنطقة المناورة بشكل خاص، ما مكنهم من الوصول إلى مرمى العتيبي بشكل متواصل، ساعدهم في ذلك التشكيل المثالي الذي اختاره مدرب الشباب الأرجنتيني روميو، بداية من سعيد الحربي في حراسة المرمى وامامه الرباعي عبدالمحسن الدوسري وصالح صديق وحسن معاذ وزيد المولد وخط الوسط الشبابي تكون من العراقي نشأت أكرم ويوسف الموينع وأحمد عطيف وشقيقه عبده، وفي المقدمة ثنائي الهجوم الغاني أترام والسنغالي منغا، والأخير كان على وشك تعويض فرصته الأولى في الدقيقة 14 بعد أن تبادل مع توأمه الهجومي اترام الكرة وتوغل مع الجهة اليسرى وأرسلها بشكل جميل أمام الشباك الهلالية، لكنها لم تجد من يكمل مسيرتها بشكل سليم. وفي الدقيقة التي تلتها فرط أترام في إحدى الهجمات المثالية، هذا النهم الهجومي اشعر عبده عطيف بالغيرة من استئثار الثنائي الأفريقي بهجمات الشباب وتقدم عطيف من الجهة اليسرى متجاوزاً عدداً من مدافعي الهلال ودخل منطقة الخطورة وأرسلها قوية بيسراه تصدى لها عمر الغامدي وحولها إلى ضربة زاوية. الدقيقة 23 شهدت أولى هجمات الهلال الخطرة من طريق محمد الشلهوب الذي تقدم بكرة من الجهة اليسرى وسددها بشكل طائش إلى رمية تماس شبابية، ومالت دقائق هذا الشوط بعدها إلى الهدوء، إذ لم يشهد الثلث الأخير من هذا الشوط أية فرصة تهديد حقيقية حتى أعلن حكم اللقاء نهاية الشوط الأول بالتعادل السلبي، الذي لم يكن منصفاً عطفاً على أفضلية الشباب وكثرة وصوله إلى مرمى الهلال. بداية الشوط الثاني لم تختلف عن سابقه، إذ منح وصول لاعبي الشباب لمرمى الهلال في الشوط الأول ثقة أكبر، ولذلك واصل اصحاب القمصان المقلمة هجومهم، وخصوصاً من الجهة اليسرى التي كانت منطلقاً للهجمات الشبابية من قدم زيد الولد الذي عاش صراعاً كبيراً مع ظهير الهلال ياسر الياس الذي تفوق في مناسبات كثيرة. برازيلي الهلال كماتشو أبى إلا أن يعوض سلبيته في الشوط الأول، واستثمر خطأ في منتصف ملعب الشباب ومن مسافة 30 ياردة في الدقيقة 57 أرسل كرة قوية بيسراه مرت بجانب حائط الصد وتجاوزت حارس الشباب سعيد الحربي هدفاً هلالياً أول، أشعل قناديل الفرح في المدرجات الزرقاء. ولم ينتظر مدرب الهلال باكيتا طويلاً عقب هذا الهدف، فأجرى أول تبديلاته حين ادخل فهد مبارك بديلاً عن نواف التمياط الذي استنزف طاقته في الدقائق. الشبابيون انطلقوا للأمام أكثر من ذي قبل وتخلوا عن قواعدهم الخلفية بشكل كامل، وأخرج مدربهم الأرجنتيني روميو المهاجم أترام وأدخل بديله حسين معاذ، ولم ينتظر طويلاً، إذ أعقبه بإدخال محمد الهليل بديل العراقي نشأت أكرم، ويبدو أن الهلاليين استكانوا لهدفهم الوحيد وتراجعوا للخلف وتركوا المساحات للاعبي الشباب يقدمون ما يشاؤون، حيث اندفع لاعبو الشباب من كل الجهات دون القدرة على الوصول لمرمى العتيبي بشكل خطر، ساعدهم في ذلك تبديلات مدرب الشباب الذي اكملها بتبديل ثالث حينما أخرج الموينع وأدخل عبدالله الشهيل، في حين دفع باكيتا بمحور الدفاع سلطان البرقان مكان محمد الشلهوب. هذه التبديلات لم تغير في مجرى اللقاء، سيطرة شبابية، ودفاع هلالي مستميت إلى أن أطلق حكم اللقاء الروسي فالنتين صافرته معلناً فوز الهلال بلقب كأس دوري خادم الحرمين الشريفين، ليضمه إلى بطولتي كأس ولي العهد وكأس مسابقة الأمير فيصل بن فهد للفرق الأولمبية.